المقالات

قليلاً مع النائب المعمم حسين الاسدي .. المرجعية الدينية كـ منظمة مجتمع مدني.. أين أنت من الخاشقجي ؟!!

950 08:38:00 2012-12-13

.....بقلم: غانم عريبي

هذه المرة الاولى التي اسمع فيها تعريفا للمرجعية الدينية لم يدرجه علماء اللغة ومناطقة الحرف العربي وفقهاء الاسلام في اطار المتداول من تعريف ازاء مؤسسة عرفتها المجتمعات العربية والاسلامية وعرفت في عالم التشيع وعرفت نفسها للناس على لسان الائمة (عليهم السلام) انها الحاضنة والتعبير والهوية والركيزة والجهة والخط والحوزة والروح والطاقة الحرارية التي يشتغل الاسلام من خلالها ويستمر ويتفاعل مع قضايا الانسان من الان الى قيام الساعة وحتى بعد قيام الساعة..في اللوح المحفوظ!.كيف يمكن اختصار المرجعية وهي الحاضنة والتقليد وجوهر الاحكام الاسلامية والمسيرة التفاعلية من الافكار والاصول المنتجة والاجتهاد الحكيم والزهد بالدنيا والتفاعل مع الحياة وملازمة هموم الامة والوقوف الى جانب تطلعات الشعوب المقهورة والمضطهدة والمحرومة بمنظمة مجتمع مدني والناس كل الناس تعرف الفارق الجوهري والكوني والانساني والفكري بين المرجعية والمنظمة؟!.

لااريد ان اذكر النائب حسين الاسدي بالمحطات الجهادية التي حفرتها المرجعيات الدينية في اخاديد حركة العراقيين وقوافل الشهداء الذين تقدموا مسيرة الثورة والفداء والفناء في الله وفي الناس ولا في التاريخ النضالي لحركة الاستقلال وقبلها ايام الاحتلال البريطاني للعراق 1914 -1917 فقط اذكره بهذه الفكرة ..ان مابين 1914 و 1917 ثلاث سنوات هي مرحلة تاريخية اختصرت الدور السياسي والاجتماعي والعسكري والتعبوي للمرجعية الدينية ومشروع المقاومة المسلحة التي شهدتها مدن العراق للذود عن حياض الامة والسيادة الوطنية ومدة ال3 سنوات هي الفترة التي قاومت فيها عمائم الاسلام وفقهاء الشريعة من امثال الحبوبي والحيدري والحكيم مع الاف من المجاهدين العراقيين في مواجهة اعتى الة عسكرية بريطانية كونية في وقتها ولم تدخل القوات البريطانية بغداد بعد هذه الفترة الا على جثث طلبة العلوم الدينية ومات الحبوبي في الناصرية كمدا - بعد ان اعياه القتال - على تراب العراق!.

هل هذا الفعل فعل منظمة مجتمع مدني ام فعل الاسلام وروحه وطاقته الحرارية وسنام المعرفة وروح الله المجسدة والموشحة بروح الفقهاء وسادة الاحكام الشرعية وقادة الاستنباط؟!.

معرفيا ..كيف يمكن اختصار مشروع ومسيرة من الحركة الاسلامية التي عملت على التركيز الشديد في حماية الاسلام واحكامه وفق شروط من التقوى والزهد والورع والشيوع والاجماع الفقهي بمنظمة مجتمع مدني محكومة بمجموعة من الافكار الارتدادية لمنظمات وافكار عامة ومايحكمها سوى العمل على نشاط اجتماعي او سياسي معين في ساحة بحاجة الى راية عالية وعقل اعلى يحكمها ويقودها الى السبيل الاصلح والافضل في مرحلة تخبط هي الابشع في التاريخ العراقي الحديث بما لايقوى على تفسيره او الوقوف على علله المستعصية علي الوردي لان المسالة هذه المرة تكمن في وجود الاسلاميين على راس السلطة وكلام (فلسفي) مأهول بالامتيازات المالية والعقود والسلطة المفتوحة على قائمة معينة يتعدى المقدسات والحدود الاخلاقية في النظرللمرجعيات ومشايخ الاسلام الذين كانوا الى الامس القريب لدى الكثيرين بما فيهم النائب حسين الاسدي الموئل والحاضنة والمركز والقضية والرسالة وحصن الله الحصين؟!.

ان من يتصدى لمواجهة المحتل البريطاني ويعكف على دراسة وقراءة وتنقيط الملاحظات على دستور الدولة العراقية بعد 2003 ويقود البلد في اعتى معركة سياسية وفتنة طائفية لم يشهدها العراق طيلة فترة الحروب الثنائية بين الشيعة والسنة في المنطقة العربية ويحفظ دم الشيعة والسنة ويقاتل فقيه اخر ذودا عن الشيعي والسني وتاسيسا لحكم رشيد كما جاء في اقول الامام الصدر الاول ..من الكفر المعرفي ان نضع جهده في خانة الجهد الذي تقوم به منظمة مجتمع مدني مع احترامي لكل منظمات المجتمع المدني وهم اخوة اعزة ويعرفون ان كلام النائب الاسدي انما حشرهم في خانة ووضعهم في مكان لاعلاقة لهم فيه!.

لم اكن اتصور ان شطط القول ونحن تحت قبة البرلمان نعالج مشاكلنا السياسية وفساد العقود ونحارب الرشى ونقف بوجه نواب يحاولون فرض اراداتهم الخاصة على الدولة ومؤسساتها واوقافها الشيعية والسنية بغية توظيف اخوانهم سيضع هؤلاء النواب في مواجهة مباشرة مع المرجعية الدينية التي تعرف مكانها ودورها وقضيتها ورسالتها الاجتماعية والدينية في الحياة العراقية وممن؟!! من شيخ كان وقت اقامته في لندن قبل سقوط النظام وقبل ان يصبح نائبا وفي الساعات التي يظهر فيها على فضاء محطة المستقلة او المنبر الديموقراطي لايضع المرجعية الا في مكان المرجعية الدينية!. لماذا نتراجع في التعبير عن هموم ازمتنا السياسية الراهنة عن اولوياتنا الفقهية واولويات الهوية الفكرية ومعنى ان نكون على مذهب الامام الصادق رائد المذاهب الاسلامية ومن هو الذي يضرب على ايدينا ويوجعنا ليرغمنا على حديث يقلل من شان النائب ويعزز من رصيد المرجع الذي لايتدخل في تفاصيل التهافت السياسي والحراك الجانبي ويبتعد عن الجدل العقيم الذي يجري الان..من يغصبنا على توجيه الاهانات لمقاماتنا وقاماتنا الفكرية الشامخة التي حمت الاسلام وقدمت الدرس الاول في الثورة والعمل على الاستقلال الوطني حتى انبرى كاتب سعودي احترمه يدعى جمال الخاشقجي ليطالب اللجنة الخاصة بنيل جازة نوبل للسلام منحها للامام السيستاني لدوره في حقن دم المسلمين وكفائته في التصدي لمشروع الفتنة الطائفية!. يعني بلوه حقيقية.. ان تقرأ للخاشقجي السعودي مثل هذا الكلام وللاسدي كلاما مناقضا.. او متناقضا مع التاريخ والتجربة والسياق والمنهج!. اقول للنائب الاسدي..هنالك سقوف عالية لايمكن ان تنزل الى التراب كأن نطلب من السماء ان تهبط الى الارض ولايمكن للماء ان يكون نحاسا او القهوة ان تكون خشبا الا بقدرة الله تعالى فهو وحده القادر على تعطيل القوانين واحلال قوانين اخرى مكانها وهو ماينطبق على المرجعية الدينية حيث نشبهها او نقريبها في اطار العمل المجتمعي من فعل المنظمات الاهلية!. ربما يحدث هذا حين نكون في موقع القادر على تعطيل القوانين الكونية او المجتمعية ولانكون في مقعد تحت قبة البرلمان ندافع عن الامة في اطار عملية رقابية وتشريعية.

ان من يملك القانون او القدرة على تعطيل القانون هو الذي يحق له ان يقرر او يصنف او يقارب او يشبه او يماثل وماعدا ذلك ياشيخنا فان الكلام الذي قلته تحت قبة البرلمان وجد عند الذين يفهمون في القوانين المعطلة او الاخرى القادرة على الفعل ليس سوى محض كلام لاقيمة معرفية او فكرية او عقدية له ولا يصمد امام كثافة الحجة القائمة على التفريق الطبيعي والمنهجي والكوني بين منظمة ومرجعية دينية اوكل لها الامام الغائب ورسول الله قبله وربنا قبلهما مهمة الاستمرار بالدين وقيادة المسيرة والعمل على احياء الامة بالاستنباط والدعوة والحرص على ابقاء روح الاسلام دفاقة مشتعلة متقدة مورقة مشرقة الى قيام الساعة..وانظر يومئذ لمن الغلب والمنقلب وقديما قيل ان القافلة تسير ولايهمها كلام بعض النواب!.

1251213/ تح: علي عبد سلمان

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك