المقالات

أين ترسو سفينة عبد العزيز؟!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


لم يعد الأمر خفيا حتى على الأطفال.. فمملكة آل سعود توظف الثروة توضيفا شريرا وتستخدم نفوذها السياسي وثروتها الهائلة لاستقطاب الحلفاء بالمنطقة الى جبهة موحدة لمواجهة ما تعتبره تهديدا من ايران وحالة الغضب الشعبي التي تجتاح العالم العربي ضد الزعماء الشموليين. ومثلما تقول الباحثة والكاتبة السعودية المقيمة في لندن مضاوي الرشيد 'السعودية تستخدم فائض ميزانيتها لإسكات الثورات او تشكيل نتائجها'. و 'المملكة قلقة جدا من الموجة الثورية. إنها لا تريد أن تصل الموجة الى شواطئ الخليج' مثلما قال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل.

و أزدادت وتائر هذا النهج تصاعدا حينما "أكتشف" الحكام السعوديون العجائز أن خاصرتيهم تعاني من آلام مبرحة نتيجة تكون حصى الثورة في البحرين وسلطنة عمان واليمن حيث الفناء الخلفي للمملكة..

ومنذ عام 1990 حينما صفعتهم اليد التي كانوا يضربون إيران بها وأحتلت الكويت، كانوا في حيص بيص لا يعرفون ما هم صانعين، وتفاقم ذلهم وتدهور حالهم بعد أن سلموا مفاتيح أدراج ملابسهم الداخلية الى الأمريكان الذين لم يسمحوا لهم أن يستروا عوراتهم، ومنذ ذلك الوقت الى أن حصل التغيير المزلزل عام 2003 في المنطقة، بات عليهم أن يحصلوا على أذن من حملة المفاتيح إياهم، حينما "ينوون" قضاء ليلة مع زوجاتهم..!!!

ولأنهم من "نوع" إنساني شرير لا يمكن أن يعيش بلا عدو، فقد أختاروا عدوا بمواصفتين، الأولى عقائدية، حيث يتعين أن يكون هذا العدو مختلف عقائديا معهم كي يسوقوا العداوة على شعبهم ويتقبلها ويتفاعل معها، ولذلك فإن عدوهم الجاهز هم الشيعة، سيما وأن تاريخا من التنظير الوهابي والهجمات العدوانية لأوباش الوهابيين على تخوم المدن الشيعية في العراق جاهز للإستثارة...في المواصفة الثانية قوميا، أن يكون العدو "مختلف" قوميا عنهم، ولذلك ليس أقرب اليهم من إيران لكي يتخذوه عدوا.. وكانت المصادفة أو الموافقة التي أتمت منظومة العداء التي يريدها آل سعود ،أن الأيرانيين شيعة !!! وأن الشيعة موجودين حيثما ييمم آل سعود وجوهم شرقا وشمالا وجنوبا، شرقا في المنطقة الشرقية من مملكتهم في الأحساء والقطيف، وابعد قليلا في البحرين التي ألبسوا "شيخها" "تاج" الملكية كي ينفخوا فيه من روحهم..!،  وهم موجودين أيضا وبكثافة شمالا في العراق والكويت، وجنوبا في اليمن....

وكانوا يعولون على أن في هذه المناطق حكام يأتمرون بالمال والدعم السعودي، لكن الرياح لم تجر بما تشتهي سفينة عبد العزيز، فلعل من سوء طالعهم أو ضعف تخطيهم أن وضعا جديدا نشأ في العراق، بعد أن تم قطع اليد التي كانوا" يهاوشون" بها، وأعني بها نظام صدام ..وملك البحرين في رفساته الأخيرة، ونظام صالح في اليمن بات نسيا منسيا، والكويت سلكت طريق الديمقراطية بنباهة حتى لا تقع في مأزق الحكم..

إن العقل السعودي الشرير بات محاصرا بالعدو الذي أصطنعه..!

كلام قبل السلام:سهل أن تصنع عدوا لكن من الصعب أن تنتصر عليه..!

سلام........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك