المقالات

واقعة الطف ومفهوم التطور والمنظور


عباس طــلال

اختلفت الرؤى التي تناولت واقعة الطف وفصولها وتعددت المفاهيم والدلالات ' وبرغم الاختلافات والاتجاهات والتفسيرات والاساليب التي تعاطت احداث هذه الواقعة والحدث الاصعب في معادلة التاريخ فهي ماتزال وستبقى المقياس الحقيقي للثورات والثائرين ' حيث ان تعاطي فصول الطف دخلت في مفاهيم التطور والمنظور ( الزماني والمكاني ) الا انها بقيت هذه التفسيرات بكامل اتجاهاتها تلتقي في النهاية باسلوب المحافظة على اهداف هذه الواقعة التاريخية العظيمة والمؤلمة والتي انبثقت منها الملحمة البطولية لقداسة ثورة الامام الحسين عليه السلام وانتصار الحق على الباطل. فقد تمثلت رؤى هذه الواقعة في تصويرها ومفهومها على مسارين مختلفين تجسدت في معسكرين اولهما معسكر الايمان والحق الذي تمثل بالامام الحسين عليه السلام وال بيته وعياله عليهم السلام واصحابه ' والاخر معسكر الشر والكفر الذي تمثل بشخصية (يزيد) في تلك الواقعة.وبقى هذا الصراع بين الخير والشر صراعا منتصرا فيه الايمان والحق على الكفر والشر' حتى اخذ الكثير من الباحثين والمثقفين والشعراء والفنانين ينهلون ويصورون محاور هذه الواقعة التي تمثلت برمز الفداء الامام الحسين عليه السلام وشخصيته وشجاعته وثورته العظيمة ضد الاستبداد والاستكبار والظلم والتي جاد من اجلها بالنفس والعيال ' بينما ابدع اخرون بتجسيد صورة مساوىء معسكر الشر الذي يقوده يزيد وماتخلله هذا المحور من احداث دموية وانتهاكات انسانية وجرائم بشعة وروح انهزامية لاتمت للقيم والاخلاق بصلة كذلك فانهم رسمواالروح التامرية وبوادر الفتنة التي تتمثل بالحاكم الجائر واستبداديته وعشقه المتفرد للسلطة وادواتهم المنفذة التي توضحت في شخصية (الشمر بن ذي الجوشن).فالشاعر الكبير مظفر النواب كثيرا ماعرف بقراءاته على الطريقة الكربلائية والحسينية التلقائية والتي انبرى في تلك القراءة الثورية الكبيرة على ماهو جامد في الموروث لكونها تحمل صوت البطولة حيث رمز للرأس بالثورة والقرار . وهناك الكثير من الادباء والشعراء ممن ابدعوا في ملاحم غاية في الابداع موجهة لرمز التضحية والفداء الامام الحسين عليه السلام والذين صوروا صوت الحق الذي يأتي على لسان الامام الحسين عليه السلام ..هذا رأسي يا يزيد خذ منه ماتريد ... ولكن سابقى انا الحسين ..حيث ان ذلك واقع حال لان تكون هذه الواقعة حية وتاريخ متجدد وبالمقابل فان لمعسكر الشر ألم واضح في صدور الاخرين من خلال الطبيعه التامرية التي مازالت لعنة التاريخ تلاحقه ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك