المقالات

فساد بلا عقاب


جواد العطار

تتوالى ملفات فساد العيار الثقيل في اقل من شهرين ؛ لتشمل سياسيين وعسكريين ومثقفين في حرب لا هوادة فيها .. فمن فساد جهاز توزيع البطاقة التموينية الضخم باكمله والاقرار الحكومي بالعجز عن علاجه او ايجاد سبل كفيلة بالحد من فساده والاستعاضة عنه بالبدل النقدي ثم العودة عن القرار تحت الضغط الشعبي ، الى عمولات صفقة الاسلحة الروسية والاوكرانية وصفقة روتانا لمهرجان بغداد عاصمة للثقافة وملف البنك المركزي ومزاد العملة الصعبة والسلسلة مستمرة ذهب ضحيتها لحد الآن الناطق الرسمي باسم الحكومة ومحافظ البنك المركزي وتلوثت فيها اسماء كبيرة وكثيرة لم تحسم قضاياهم بعد .. واذا كان الامر برمته ظاهرة صحية في ان تتكشف الحقائق ويكشف الفاسدين او المقصرين امام الرأي العام والجمهور؛ مع تثبيت حقيقة ان الفساد ليس وليد اليوم او اللحظة حتى يظهر بهذا الشكل المفاجيء؛ فان ما يؤشر على هذه الظاهرة ، ما يلي :1. غياب هيئة النزاهة والقضاء وهم الجهتين المخولتين بالنظر في حسم هذه القضايا .. ورغم ذلك فان الجميع يتحدث الا هاتين الجهتين؛ اصحاب المسؤولية؛ لم نشاهد لهما أي ظهور او نسمع لهما اية تصريحات .2. انفراط عقد التعاون المطلوب بين لجنة النزاهة البرلمانية والجهاز التنفيذي (الحكومة)؛ في سير التحقيق بهذه القضايا وهو ما تتطلبه آلية النظام البرلماني .. وتقصير الاخيرة أي الحكومة في اخذ زمام المبادرة قبل غيرها بكشف موظفيها الفاسدين واحالتهم الى القضاء؛ واتجاه كلا الفريقين الى تبادل وتراشق الاتهامات واستخدام الاعلام منبرا لفضح الآخرين قبل ان يقول التحقيق او القضاء كلمته الفصل ، ما سيجعل من الملفات المتبادلة مادة دسمة للصفقات السياسية على حساب الصالح والمال العام .3. تداعيات كشف ملفات الفساد على هذه الشاكلة خطيرة تؤدي الى انهيار جدار الثقة بين المواطن والسياسة والسياسيين وتضر بالعملية السياسية ، لانها تؤثر في جانبين :• تشكل نموذج سيء يفقد القدوة المطلوبة للقيادة لان الجميع مرشح للاتهام دون دليل بما يؤدي الى سيادة اليأس من التغيير مع الوجوه الحالية وعزوف المواطن عن المشاركة في الانتخابات .• يمنع بث دماء جديدة الى الميدان السياسي ان لم يؤدي اصلا الى انعزال سياسيين عن العمل؛ خوفا من التلوث بشبهة الفساد التي التصقت بالسياسيين عموما ، فاسدين خصوصا وغير فاسدين .ان اتجاه السياسيين الى استخدام قضايا الفساد مادة للتسقيط السياسي للشركاء وساحة للصفقات المشبوهة وغير الشرعية مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات ، بدلا من الابتعاد عن تسييس هذه الظاهرة الخطيرة وايجاد علاج لتداعياتها الكبيرة ، وترك القضية للنزاهة والقضاء ، سيؤدي الى ضياع المال العام والمساس بالمصلحة الوطنية العليا .. لان جريمة الفساد ستمر حتما .. بلا عقاب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك