المقالات

معركتنا القادمة ليست مع الكرد


حيدر عباس النداوي

في الوقت الذي لا زالت فيه ازمة التصعيد العسكري بين المركز والاقليم تاخذ مديات خطرة على خلفية تشكيل قيادة قوات دجلة من قبل الحكومة المركزية في محيط المناطق المتنازع عليها وردت الفعل التي قامت بها حكومة الاقليم من مخالفة صريحة للدستور وتحريك قوات البيشمركة للانتشار في المناطق المتنازع عليها مع ما رافق هذا التحرك وهذا الانتشار من شحن طائفي من قبل الطرفين فاحة رائحة عفونته من خلال الرسائل والتسريبات الخاصة والرسائل المقابلة التي تدعو الى الاحتكام الى لغة الزناد ورائحة البارود في اسوء سباق لم يتوقعه الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه ويقوده رئيس الحكومة الاتحادية ورئيس الاقليم.لقد كشفت الازمة الحالية عن الحاجة الجدية الى ضروة وجود مثابات ودعامات قوية لصد الاختراقات ومنع الانتكاسات التي تحدث بين فترة واخرى ومنع الانزلاق نحو الهاوية التي يريد البعض جر البلاد اليها بدوافع انتخابية او حزبية او الهروب من المشاكل والازمات التي يغرق فيها البلد دون ان ياخذ اخطار مثل هذه الصراعات على مستقبل العملية السياسية والسلم الوطني وتماسك النسيج الاجتماعي والوطني لابناء البلد الواحد.ورغم ان عراق اليوم هو ليس عراق ما قبل عام 2003 الا ان البعض يحاول ان يعيد الكرة من جديد محاولا تنصيب نفسه وصيا دون ان يعلم ان زمن الوصاية قد انتهى وان مفاتيح الشعب العراقي لم تعد بعهد السياسيين بل ان الشعب هو من يملك توجيه الحكومة وقيادة دفتها بالوجهة التي يريد تقف من وراءه مرجعية دينية اثبتت الوقائع والاحداث صدق منهجها وسلامة تفكيرها وحسن سريرتها.ان الشعب العراقي بجميع اطيافه يعتبر ان الاحتراب الداخلي او القومي كلمة غريبة لا يفقه كنتها ولا يوجد لها اثر في قاموس تعايشه واخوته ويرفض في الوقت ذاته ما يقوم به اهل السياسة والمداحين من طرح مثل هذه الكلمة بين اوساطه كما ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف اعلنتها صراحة واوصلتها الى الحكومتين من ان القتال بين ابناء الشعب الواحد امر غير وارد ولا يمكن التفكير به من قبل اي طرف.ان الاحتراب والاقتتال قد يكون اخر الخيارات بين الدول اما بين ابناء الشعب الواحد فانه المستحيل بعينه ويجب على الاطراف الحكومية ان تلغي هذا الخيار وتعود الى طاولة الحوار الصادق البناء ولاحتكام الى الدستور والتوافقات وان تتحلى بالمرونة واشاعة روح الثقة والاطمئنان .ان معركة العراقيين القادمة ليست فيما بينهم ان معركتنا القادمة ستكون مع الارهاب ومع المجاميع الارهابية السلفية الوهابية التي تحركها دول الخليج وتركيا واسرائيل والتي تندرج ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تريده اسرائيل وتنفذه السعودية وقطر والامارات وتركيا والذي لاحت علاماته في الصراع الطائفي القائم في سوريا.ان علينا ان لا ننتظر الخطر حتى يدخل بيوتنا بل علينا ان نستعد لمواجهة الخطر خارج حدودنا وحتى نكون على موعد مع النصر علينا ان نتوحد ونتغلب على مشاكلنا وتقاطعاتنا قبل فوات الاوان وقبل نجاح الاعداء في مسعاهم الذي يريدونه . ليست لدينا مشكلة مع الكرد ولكن علينا ان لا نخلق من الاختلاف مشكلة وبالتالي نخلق لنا عدو هو دائما بصفنا ان عدونا واضح ومعروف وهو ليس جلال طالباني او مسعود بارزاني.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد احمد
2012-12-06
وفي المقابل يجب ان نقول لاخواننا وشركائنا في الوطن الكرد بأن معركتكم ليست مع اخوانكم ومن تقاسموا ظلم الانظمة السابقة والمقابر الجماعية معكم بل معركتكم مع الارهاب واذنابه ومن يروجون له ويدعمونه سرا وعلنا فالتصعيد ليس له ما يبرره وخصوصا ان اول خطوة للتصعيد الاعلامي بدأت من قبل الاخوان الكرد اما تجاوزاتهم على الدستور فحدث و حرج وكانهم يتعاملون مع دولة مجاورة بل وعدوه لهم . اتمنى ان يمن الله على جميع العراقيين بالطمأنينة والثقة المتبادلة , ليتعاونوا على بناء بلدهم بروح التعاون والتسامح والتفاهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك