المقالات

الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة....


عون الربيعي

يكثر الحديث في وسائلنا الاعلامية ومن قبل نخبنا ومثقفينا وحتى عامة الناس عن مشكلة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة بل في كل مرافق الحياة في بلادنا حتى اصبح الهمز واللمز بالفساد والاتهام بالسرقة حالة عامة يريد من يقف ورائها وينظر لها ويدفع باتجاه تنميتها الى تسقيط واسقاط المجتمع العراقي وحين نتحدث نحن عن هذه المشكلة للاسف فاننا ننظر للفساد وساليبه وطرائقه دون ان نفكر او نضع استراتيجية واضحة لمحاربته والحيلولة دون بلوغه مراحل كالتي نتحدث عنها بشكل جمعي فالسياسي عندنا فاسد وموظف الوزارة فاسد والمعلم كذلك بل وحتى موظف الخدمة وصولا الى القائم على خدمة الحسينية والمسجد وهذا الوصف محل نقاش حديث لاننا عندما نتحدث عن هذا الموضوع بهذا الشكل واقصد كلنا نصطبغ بنفس الصبغة وعندما نناقش من هذا المنطلق نحاول تبرئة ساحتنا ورمي التهمة على الاخرين في محاولة لتخصيص الحالة وحصر المشكلة وتضييق دائرتها وهذا سلوك من المفترض ان نقف عنده ايضا ما اريد قوله اننا كعراقيين نبحر في سفينة واحدة تربطنا روابط ومشتركات اقوى بكثير من حجم خلافاتنا واختلافاتنا ولو دققنا ومحصنا جيدا في اصل هذا السلوك وتحوله فجأة الى ظاهرة لوجدنا ان القضية يقف خلفها عدد من الاسباب يقف في مقدمتها السبب السياسي الذي تتبناه جهات ودول ومنظمات تريد ممارسة ادوارها بشكل اوسع مستغلة تعميق وتاصيل هذا السلوك المرفوض بل وتعميمه لتفتح الدولة العراقية ومن خلفها المجتمع العراقي ابوابها بوجه من يريد ان يتسلل ويعلن نفسه مصلحا وهو في حقيقته متأمر دنيء والا ما معنى ان يوصف نظام كنظام صدام على انه الافضل قياسا بنظامنا الجديد ولماذا يضرب المثل بمؤسساته المليئة باشكال الفساد قياسا لمؤسساتنا الحالية فرغم كل ما فيها من مشاكل لكنها تبقى عمليا افضل بكثير هنا اقول لماذا تعقد مثل هذه المناظرة والمقارنة رغم البون الواسع والفرق الشاسع بين مؤسسات العهدين السابق والحالي ومن يريد التسللل وماهي غاياته مستغلا ضعفا هنا وتقصيرا هناك وهل ان مشكلة الفساد الإداري والمالي المُستشري في العراق بسبب تغذيته من قبل اطراف معينة وجهات تريد تسييسه ، عصية على العلاج وللمعالجة لابد من الالتفات الى ان اسبابا تشارك فيها القوانين التي تحتوي ثغرات يستغلها الفاسدون لتحقيق مآربهم ، بما فيهم بعض الرؤوس الفاسدة تريد ابقاء الوضع على ماهو عليه دون تحريك السلطة المسؤولة ساكنا مكتفية بالشعارات هذه الرؤوس التي نتحدث عنها لابد ان تخرج من دائرة الحماية الحزبية والعشائرية والمكوناتية ليتم محاسبتها وهذا ما على الدولة والحكومة ان تقوم به اما ان تخضع للابتزاز وتقبل بان تسير الامور الى مجهول فعليها عند ذلك ان تعلن عجزها وترحل شرط ان يتقدم من هم اهل للثقة والنزاهة وهم كثر بل هم اضعاف اضعاف من نتحدث ويتحدث عنهم الشارع العراقي لقيادة البلاد اما المقارنة مع زمن ماض نلعنه ونعلن براءتنا منه ومن ازلامه ومن ينظرون لعودته من الذين يحاولون اليوم تصوير الشعب العراقي على انه شعب سراق وفاسدين بمجموعهم وان الطغمة البعثية الحاكمة وطريقتها في ادارة البلاد كانت هي الحل وهي الطريقة الامثل لهولاء نقول ان عليهم ان يفهموا هذا الشعب السخي بتضحياته وما يحمل من قيم ولديه ما يمكنه من الحفاظ على وحدته وتماسكه ومشروعه وحريته التي صنعها بدماء شهدائه وهو لن يسمح مطلقا بمصادرة سُمعته عبر الترويج لحفنة من الفاسدين والمفسدين ووصفهم بانهم هم كل الشعب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك