المقالات

ما هو ثمن قرع طبول الحرب بين المركز والاقليم

464 09:16:00 2012-12-02

حيدر عباس النداوي

الحروب نتاج الجهل والاعتداء والغطرسة لا تثمر عن فضيلة واصلاح وتقوى انما جل حصادها مفاسد واثام وتخلف ولا توجد دولة راشد او مجتمع متحضر يذهب منتشيا ومتكبرا الى الحرب قبل ان يستنفذ كل الخيارات ودون ان يعطي العذر من نفسه وقبل ان يضع الخصم في زاوية تحمل التبعات التي تخلفها هذه الحرب وهذا الاعتداء ويختلف الامر كليا في القضايا الداخلية عنه في القضايا الخارجية فلا اعتداء ولا تجاوز ولا حروب لان المشتركات بين ابناء البلد الواحد اكثر بكثير من عوامل التفرقة والاحتراب اضافة الى ان هناك كوابح كثيرة وقوية تمنع من انفلات الاوضاع ووصولها الى حد اراقة الدم والاقتتال.والشعب العراقي وخاصة ممن اكتوى بنيران هذه الحروب الداخلية والخارجية التي افتعلها نظام البعث الصدامي يعلم جيدا ماذا تعني الحرب وماذا يختزن في ذاكرته المتعبة من صور مأساوية للدمار والخراب والموت وبالذات الفترة التي اعقبت الحرب مع الاخوة الكرد مطلع سبعينات القرن الماضي مرورا بحرب الثمان سنوات مع الجارة ايران وما تبعها من اعتداء على الجارة الشقيقة الكويت وما اعقبها من تجييش الجيوش الاممية لاخراج العراق من الكويت وحتى عام 2003 ولم تنتهي حكاية القتل والدمار الى هذا الحد لان ايتام النظام البائد ومريدي الفكر الارهابي الوهابي المتطرف واصلوا مسلسل استهداف ابناء الشعب العراقي . ومن واقع المأسي والحروب التي تعرض لها ابناء الشعب العراقي وتسببت باوجاعه واحزانه وارجاعه قرونا الى الخلف كان يفترض بمن يتصدى لتحمل المسؤولية ان يعمل بجد واجتهداد على محو كل اثار الحروب والدمار وان يسعى جاهدا للمساهمة بافراغ كل رواسب الخوف والقلق والموت من عقلية العراقي المتعبة بالهموم واليتم والعوق والفقر والعوز لا ان يجعلها رهينة للانكسار والتحفيز والعودة الى حافة الانهيار من جديد مستغلا حالة الرجوع العكسي للعقلية العراقية ومستغلا رواسب الماضي محفزا لايقاظ جذوة العداء ليس من اجل كسب المعركة بل من اجل كسب اصوات الناخبين بعد ان عجز عن تقديم الخدمات الضرورية التي تليق بالانسان.ان ما يجري اليوم من تصعيد بين المركز والاقليم وقرع طبول الحرب من قبل هذا الطرف او ذاك لاسباب يمكن حلها ومعالجتها اما من خلال الدستور او من خلال الرجوع الى التوافقات او من خلال تدخل الاطراف الخيرة والمرجعيات الدينية امر غير مقبول ومرفوض لان الدم العراقي خط احمر ولا يمكن لاي طرف سفكه او اباحة حرمته .ان ثمن قرع طبول الحرب المنظوره من قبل المركز هو الحصول على تعاطف الناخبين خاصة ممن يعيش في عقلية العصور الوسطى وابناء المناطق المتنازع عليها وهو ثمن قد يقبضه ابناء المركز وقد يتبخر امام كثرة المشاكل وفطنة الجمهور اما ثمنه المنظور للاقليم والذي تم قبضه هو التوحد اما التحديات والانقسام والتفكك وهذا هو المراد وما ياتي بعد ذلك فهو زيادة في محصول البيدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك