المقالات

التوازن في الخطاب السياسي


محمد رشيد القره غولي

إن تعدد الأطياف في العراق من النواحي الاثنية و العرقية و الدينية و المذهبية، جعله غنيا بالآراء و المفاهيم المختلفة و هي في حد ذاتها سلاح ذو حدين، فالاختلاف بمفهومه الحقيقي له ايجابيات يثري بها الفكر الإنساني لان فيه حراك فكري يسبب تعدد في وجهات النظر التي تخرج العقل البشري من حالة الانجماد و التقوقع تحت مفهوم واحد او فكرة واحدة الى تعددها و جعل المختلفين في بحث متواصل للوصول إلى المفهوم الحقيقي او النتيجة الواقعية. كما انه قد يكون - اعني الاختلاف - طريقا نحو التصارع و التقاتل لفرض احد الأطراف رأيه على حساب الطرف الآخر و غالبا أصحابه لم يفهموا معنى الاختلاف بحقيقته و غالبا ما نجدهم من أصحاب الفكر المتدني لأنهم لم يروا في هذا الكون من اختلاف و في أنفسهم و في الأقوام التي تعيش على هذه المعمورة، أي إن الاختلاف سنة من سنن الحياة و يجب ان ندركها كما نحاول إدراك السنن الأخرى. لذا نجد ان أكثر الناس تفهما للاختلاف هم أصحاب العلم و المعرفة و الفكر النير، و هم دائما يحاولون ان يكونوا الوسطاء بين المختلفين للحيلولة دون تفاقم اختلافهم الى خلاف دموي او يتحول الى تسقيط شخصي لكلا الطرفين. و اللطيف ان أصحاب الخلاف الكثير منهم يدرك كيف الشعوب تناحرت و تصارعت و في نهاية المطاف تجلس و تصل الى المشترك و تشق حياتها و كان الزمن كفيلا لتذليل الكثير مما كانوا يختلفون عليه و تصبح وجهات نظر يحترمها كلا الطرفين بل يصبح اختلافهم طريقا للوصول إلى نتيجة ترضي الأطراف جميعا. اننا نقرا غالبا من خلال خطب سماحة السيد عمار الحكيم المحترم كيف يحاول الحد من هذه الظاهرة بين السياسيين و اعني الخلاف الذي يجرهم إلى الصراع الإعلامي و كيل التهم و التسقيط العلني، فهو يحاول جهده ليجد أرضية مشتركة بينهم و هذه الأرضية هو العراق و الكل مسئول في إنجاح العملية السياسية و دفع البلد نحو المعلوم لا المجهول كما هو الحال اليوم، فلو كان هناك آذان صاغية و تواضع بين المختلفين لما وصلنا الى هذه الفرقة التي تزداد هوة بسبب الميول الغريزي لكل منهم. لذا ندعو الى ان يكون الخطاب السياسي متوازنا وفق مهنية عالية لأننا نجد هناك القلة ممن لديه مهنية في هذا المجال بل و مع الأسف نرى نزعات لا تمت للسياسة بشيء و هي مهينة لهم و لا نقبل لهم الاهانة مهما اختلفنا معهم بل ندعوهم الى نبذ الفرقة و التواضع من اجل العراق لا ان يتكبروا و كل واحد منهم يتصور نفسه كانه الأعلم من الآخرين لأننا نجد من لديه جهلا مركبا في حاله و هو أعظم أنواع الجهل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك