المقالات

اعتداء عسكري يمني صارخ على العراق


( بقلم : عبد المنعم الاعسم )

وانا اتابع انشطة التجييش وتجنيد المقاتلين العرب للانتحار في الاسواق وطوابير العمال وحافلات النقل الاهلية في العراق عثرت على واقعة لم اصدقها للوهلة الاولى، ولم اكن لاتوقعها، ولم يسبق ان حدثت بين دولتين من دول المنطقة طوال مائة عام إلا في حالات الحروب السافرة ومواجهات كسر العظم بينها، وهو ما يرقى الى فضيحة سياسية ودبلوماسية واخلاقية تقع في تفسير الاعتداء الصارخ على سيادة الدول، يدينه ميثاق جامعة الدول العربية، وتعاقب عليه المعاهدات والالتزامات الدولية بكفالة ميثاق الامم المتحدة، وهو في معناه المباشر عمل يقصد منه تدمير الاستقرار والامن في قوس جغرافي شديد الحساسية والتعقيد والحرج.

اقول: في مسلسل هذه الانشطة قرأت اعترافا لاحد اليمنيين الذين قاتلوا في العراق يكشف فيه، من دون مواربة، عن علاقة الرئيس علي عبدالله صالح بتجنيد المتطوعين اليمنيين، بل وقيام الرئيس باستقبال من يعود منهم من العراق "كابطال" ويدخل هذا، حصرا، في شن هجمات عسكرية غير معلنة، يقوم بها افراد يحملون-كما يبدو- احد ثلاث صفات: جنود من الجيش اليمني، او مقاتلين في مليشيات حكومية او شبه حكومية، او متطوعين في مجموعات مسلحة متحالفة مع الحكومة، وفي كل الاحوال فان مسؤولية الحكم اليمني ثابتة عن هذا الاعتداء ذي الصفة العسكرية الصارخة، وهي ثابتة في وقائع كثيرة سبق ان كتبنا عنها في ملف التجييش على العراق، ليس اقلها استفزازا تحول الاراضي اليمنية، مؤخرا، الى مكان لاقامة المطلوب عزت الدوري الذي يديرعلنا اعمالا مسلحة في العراق، فضلا عن الاحتفالات الرسمية الاستعراضية في اليمن لدعم دوامة العنف في العراق.

فقد ابلغ المقاتل اليمني السابق في العراق (وضاح الجند) محكمة الاستئناف الجزائية في صنعاء "أن الرئيس علي عبدالله صالح استقبل أول طائرة عائدة بمجاهدين من العراق في قاعدة الديلمي العسكرية" واكد، طبقا للصحف اليمنية "ان ذهابنا الى العراق وجهادنا هناك هو فخر للرئيس الذي طالما فتح بنفسه باب الجهاد في فلسطين وافغانستان" واضاف القول "أن هدفه ومجموعته لم يكن ارتكاب أعمال ضد المواطنين، مستغربا من الخوف الذي قال ان النيابة تبديه عن مبادرته وجماعته في العراق، وردد امام المحكمة قسما عسكريا يؤديه افرادالجيش اليمني بالقول: "وطن نحميه ونبنيه ليظل عزيزاً كريماً مهاباً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".

وفي تفاصيل هذه المحاكمة التي جرت منذ ايام عبّر وضاح الجند، وهو قائد مجموعة من 23 مقاتلا يمنيا قُبض عليهم لدى عودتهم "في اجازة" من العراق، عن استغرابه لهذا الاعتقال، لكنه وصف المحاكمة بانها انحناء للضغوط الخارجية، وهي اشارة ربما تلفت النظر الى احتمال رصدهم من قبل الجهات الامريكية، غير ان المهم في هذه التفاصيل يتمثل، اولا، في ان لقاء الرئيس اليمني مع المسلحين العائدين من العراق جرى في قاعدة عسكرية تابعة للجيش اليمني، وثانيا، في حالة الاسترخاء التي يتمتع بها المتهمون امام الكاميرات والمراسلين والصحافة وسط الحشد الاعلامي الرسمي المتعاطف مع"ماثرة" القتال في العراق، وثالثا، في ان هذه الواقعة تعيد الى الاذهان عمليات الهروب المنهجية للارهابيين اليمنيين من السجون بعد ان ادينوا بتهم الاغتيالات والهجمات المسلحة على اهداف بحرية امريكية وفرنسية ومصالح دول مجاورة، مع مؤشرات وفيرة عن علاقة قيادات متنفذة في الحكم اليمني بهذه الحالات.

الاعتداء اليمني، هذا، على العراق، اعتداء عسكري صارخ، ومسجل في مسؤولية رئيس الدولة اليمنية مباشرة، واذا ما مر مرور الكرام فانه سيكون كرما فائضا منا بدماء شعبنا وعويل امهاتنا.. وبقطرة الحياء، ايضا.

.. وكلام مفيد

"اذا جاءك الطعن من الخلف فهذا يعني انك في المقدمة".

حكمة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المختار
2007-03-25
تره ماصايره ياحكومه---معقوله الوسخ الحشاش عبدالله صالح يذبح شعبنا ونسكتله--اين التحرك السياسي وين الخارجيه---
ستار الكعبي
2007-03-25
علي عبدالله صالح كان ولا يزال عميلا للموساد الاسرائيلي وبرعاية امريكيةهذا الموضوع منتهين منه ,بقي على الحكومة العراقية ان تثبت ذلك في محاضر اجتماعاتها مع الاميركان باعتبارها احد سلبيات الجانب الاميركي والتي تؤخذ عليه عند اجراء التقييمات والحسابات, وهذا ينطبق كذلك على مواقف دويلة قطر الصهيونية فهي أيضا محسوبة على الجانب الاميركي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك