المقالات

الكاسيتات والفضائيات بين الامس واليوم


قلم : سامي جواد كاظم

في بداية السبعينيات كنا نحمل المسجل ونقف تحت العمود الذي نصبت عليه السماعة ( مكبرة الصوت ) حتى نستطيع تسجيل المجلس الحسيني وسرعان ما انتشرت خفافيش البعثية لتمنعنا من ذلك واعتقل من اعتقل وهرب من هرب وبدانا نتاجر بالكاسيتات خفية وعندما نحصل على كاسيت بصوت الوائلي لمحاضرة جديدة نكون قد كسبنا مكسب عظيم ،او حصلنا على غنيمة، وبعد نجاح الثورة في ايران كنا نستمع للوائلي الساعة الواحدة ظهرا من على اذاعة طهران الناطقة بالعربية وكنا باشد الحذر من ان يسمعنا احد ، وموسم الكاسيت يكون في شهر محرم فيصبح للكاسيت سوق رائجة مع الحذر الشديد من ان يكتشف امرنا لانهم لا يريدون ان نحي ذكر الحسين ولا يسمعوا نداء يا حسين هكذا مرت السنين علينا ، وفي بداية الثمانينات امر طاغية العراق ولاسباب سياسية خبيثة ان يذاع المقتل بصوت المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي من اذاعة بغداد وكانت غايته ان يتجسس اقزامه على من يستمع للمقتل حتى يعتقله باي تهمة كانت لانها جاهزة ويتم الاتهام بالتهمة بعد تنفيذ الاعدام .هذه الخواطر جالت وصالت في ذهني واعادتني لذلك الزمن الذي اراه مؤلم ولكنه رائع بجهادنا فالذي هيج هذه الخواطر هو مشهد رايته امامي اليوم حيث وانا خارج من العتبة الحسينية وانظر الى الفضائيات تزدحم وتتوسل حتى تحصل على موطئ قدم في سطح الحائر الحسيني مناسب لكي تنقل المجالس والشعائر الحسينية .هنا لتسقط الدموع واقول صدقت مولاتي زينب عليها السلام عندما قالت ليزيد كد كيدك واسع سعيك فانك والله لا تمحو ذكرنا وازيدكم لاقول لكم ان الفضائيات لا تستطيع ان تنقل لكم بعض المشاهد المؤثرة التي تدل على الحب الحسيني وانا بجنب مجموعة من الحسينيين وهم يوزعون ( الشوربة ) مجانا للزوار وقف الى جانبهم شخص ينظر اليهم ومن ثم اخرج من جيبه مليون دينار ليتبرع بها الى المسؤول عن الموكب حتى يزيد من توزيع الطعام ، لفت انتباهي تابعته فاذا به وقف الى جانب موكب اخر يوزع الطعام وقام بنفس العمل ، عدت الى اول موكب لاني اعرفه سالته عن هذا الشخص فقال بالامس ايضا اعطاني مليون دينار فاتضح ان مجموعة من التجار رصدوا مليار دينار لتوزيعها على المواكب من واحد محرم حتى زيارة الاربعين .هل ترون ان هذا الرقم كبير ؟ لا انه بسيط جدا فلو قمنا بمعادلة حسابية بسيطة لما يبذل من طعام وشراب فقط خلال العشرة الاولى ستظهر لكم ارقام رهيبة .صورة اخرى لم تنقلها الفضائيات في صلاة الجماعة للمغرب والعشاء في الحائر الحسيني وانا اشاهد مجموعات وليس افراد يصلون جماعة مع اخوانهم الشيعة وهم من السنة حيث التكتف هو العلامة .الشرقية تتحدث عن كثرة السيطرات ولا تعلم انه امر مالوف اصبح ولا يعيقنا ولا نمل منه لاننا امام تحقيق هدف اسمى وارفع من ان نتضجور من كثرة السيطرات واخيرا اقول للاخوة في حكومة كربلاء المحلية هل شاهدتم ماذا فعل المطر بشوارع كربلاء ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2012-11-24
سبحان الله والحمد لله على نعمته فقد إختار الله أرض العراق لتكون المنار لأحياء أمر الرسالة , وهنيئا ً للعراقيين الذين يحيون ذكر محمد وآل محمد لأكثر من مناسبة لأن الله جعل في العراقيين الحب لمحمد وآل محمد وحرب كل ناصبي , فلو بقي الحسين في أرض الحجاز أو أي بقعة في العالم لأندثر الدين . ويتوهم الجهلة حينما يقولون بأن العراقيين هم من قتل سيد شباب أهل الجنة .وأبدع السيد حسن نصر الله في التسعينيات في محاضرة رائعة وضح فيها لماذا الحسين في العراق . عظم الله أجور المؤمنين بشهادة سيدي الحسين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك