المقالات

صراع "سني سني"/ التوافق تضحي بـ"الزوبعي" من اجل العاني


( بقلم : اسعد راشد )

تطور الاحداث الدراماتيكية في الوسط السني في العراق ووصولها الى ظاهرة التصفيات والاقتتال الداخلي دفع بالعديد من المراقبين الى التساؤل لما يدور في ذلك الوسط خاصة بعد ان افرز عن جبهة جديدة تقف بالضد من العمليات المسلحة والارهابية التي تستهدف المدنيين من الشيعة والسنة ولعل بروز "مجلس انقاذ الانبار" واكتساحه المنطقة الغربية ووقوف معظم اهالي تلك المنطقة وعشائرها في صف المجلس وتصديه لتنظيم القاعدة وملاحقة عناصره الارهابية يكشف جانبا من هذا الصراع الذي لا يستبعد بعض المراقبين ان يكون لدول الجوار وخاصة الدولة الوهابية والاردن دورا فيه يتمثل بدعم المتطرفين والسلفيين وخاصة الاطراف التي تحمل اجندة طائفية وارهابية لا علاقة لها ابدا بالتدخل الايراني او نفوذه في العراق بقدر تخوفها من نظام ديمقراطي فيدرالي في العراق يكون للشيعة العراقيين دورا اساسيا فيه لكون انهم الطرف الاكثر تسامحا والاكثر انفتاحا والاقل ميلا للعنف .

محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي والتي قام بها شخص مقرب من افراد حمايته ومن المتهمين في وقت سابق بضلوعه في العمليات الارهابية كشفت جانبا خفيا من صراع "سني سني" تسعى من خلاله اطراف عديدة للسيطرة على القرار السني وعبر اساليب مختلفة منها التصفيات الدموية وعمليات القتل الجماعي ولم تكن عملية استهداف السنة بالاسلحة الكيماوية في عامرية الفلوجة اولها ولا محاولة اغتيال سلام الزوبعي الفاشلة اخرها .

وقد ربط عدد من المراقبين حادث اغتيال الزوبعي بماجرى قبل ايام من تورط ظافر العاني عضو جبهة التوافق و"النائب" في البرلمان في عمليات ارهابية والاتهام الذي وجهته اليه جهات امنية بضلوعه في تجهيز المفخخات ودعم المسلحين المتطرفين من خلال اكتشاف اثار مواد متفجرة على عدد من السيارات تم اكتشافها في منزله بالاضافة الى عدد كبير من الاسلحة والذخائر لم يتمكن العاني من تقديم ايضاحات مقنعة حول تلك السيارات والاسلحة بل ان ردوده كانت انفعالية وحسب المصادر الامنية جلبت لنفسه شبهات اكثر حول دوره في التخطيط وتنفيذ الاعمال الارهابية هذا الامر ـ وحسب بعض المحلليين ـ دفع باطراف معينة في جبهة التوافق لايجاد مخرج لمأزق العاني ومن يقف خلف العاني وخاصة عدنان الدليمي الذي تدور من حوله شبهات كبيرة بضلوعه في قيادة اعمال التفخيخ والعنف الطائفي ومن هنا ايضا جاء تصريح الدليمي حول استهداف الزوبعي وتضمنه اتهاما غير مباشرا لجيش المهدي في العملية لابعاد الشبهة عن دور جبهة التوافق في العملية الفاشلة التي قام بها انتحاري من تنظيم القاعدة كان من احد افراد الحماية وذلك لانقاذ موقف ظافر العاني والقاء المسؤولية على ما اسمته قناة الجزيرة الطائفية بـ"الاختراقات الامنية" والتي اعتبرها بعض المراقبين والصحفيين بانها مبرر غير كاف خاصة وان منفذ العملية وهب سعدي كان معتقلا بتهمة الارهاب وان الزوبعي هو من توسط لاطلاق سراحه مع احد اخوته ليعينه كأحد ابرز افراد الحماية له ‘ فالصراع رغم انه "سني سني" الا ان اطراف في جبهة التوافق وخاصة تلك المحرضة على العنف والموالية بقوة لنهج البعث في التصفيات واعمال القتل الدموية تحاول استغلاله لتحقيق اجندة اقليمية وارهابية في نفس الوقت .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك