المقالات

هل يصلحنا محرم


 

أحمد عبد الحسن

ورد في الأثر أن من لم يكن في الزيادة كان في النقصان..ومن تساوى يوماه فهو مغبون..ومن كان في النقصان فبطن الأرض خير له من ظهرها.

كنت أتمنى أن أقرأ هذه الشعارات معلقة على الجدران، نُذكّر بها أنفسنا كل ما أطل علينا محرم الحرام..أو شهر رمضان أو أية مناسبة دينية...مع شعارات الحزن والتعازي التي نرفعها كل عام جزعا على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وفاجعته الأليمة.

في هذه المقدمة نكتة  لطيفة أرغب أن أنبه عليها، هي في القول أن من تساوى يوماه فهو مغبون..فكيف بمن تساوى شهراه..وكيف بمن تساوى عاماه..بل كيف بمن يقضي عمره كله وهو يزحف زحفاً نحو إصلاح نفسه أو لم يكن ملتفتاً أصلاً لهذا الأمر.

يمر علينا محرم ونلبس السواد ونلطم الصدور، بل قد نعبر عن جزعنا بأكبر من هذا ويصل الأمر إلى طبر الرؤوس وإسالة الدماء.

بيد أن السؤال المهم الذي يبقى يلح على البال ويشغل الفكر، هو ما الذي استفدناه من محرم الحرام في كل أعوامنا الفائتة؟.

إن أول شعار افتتح به الإمام الحسين (عليه السلام) ثورته المباركة، كان هو الإصلاح في أمة جده وأنه لم يخرج بطراً و لا أشراً.

من هنا لابد أن نعرف أن كل ما يتعلق بالحسين ونهضته التي أرقت مضاجع الظالمين، يدور حول الإصلاح الأفقي، أي علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان بل مع كل من يتشارك معه المعمورة، ومن ثم يصار إلى الإصلاح العمودي الذي يعني علاقة الإنسان مع ربه وبارئه.

والإصلاح العمودي يتعلق ويتوقف على مدى التحسن الطارئ على سير الإنسان إفقياً، فكلما أحسن لأخيه الإسنان كان ذلك مدعاة للقرب من ربه تعالى..بل الأمر يتعدى ذلك بكثير لأن كل عمل يحمل بين طياته خيراً، مطلق الخير يكون سبباً لنزول الرحمة والبركة على تلك البقعة من الأرض وأولئكم المجموعة من الخلق.

من هنا لابد لنا وأن نستقبل محرم الحرام بنفس الشعار المرفوع من قبل صاحب المصاب، وهو الإصلاح..وعلينا إن كنا حسينيون كما ندعي أن نكون الأولى بتطبيق هذا الشعار وتحويله إلى سلوك جمعي من خلال تقديم المصداق الحي المتمثل بترجمة أخلاق شهيد الحق الثائر من أجل كرامة الإنسان، بصورة الموالي الحزين على مصاب سيده، وخادم الموكب المتألم على فوات فرصته في مشاركة جون في خدمة أهل بيت العصمة والطهارة، ولاطم الصدر المتحسر على عدم نصرة سيده بسبب الزمن الذي تقدمه بكثير.

إن قُدمت هذه الصورة في مواكب أحزاننا فأنا زعيم بأن الفرج سيقترب درجات ودرجات، بل قد أذهب إلى أكثر من ذلك إلى القول أن الله قد يتكرم علينا بالمشاركة بثورة أخذ الثأر من قتلة الحسين ومشروعه الألهي المبارك. والقتال تحت راية الحق الموعود بها الناس أجمعين.

فهلموا أخوتي لنكن حسينيين، وليكن يومنا أفضل من أمسنا، ويكن محرمنا هذا أفضل من محرمنا الماضي..حتى لا نشمل مع الموصوفين بالقول..من تساوى محرماه فهو مغبون وبالتالي هو بالنقصان ومن كان بالنقصان....

 

 

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك