المقالات

بمنتهى الديمقراطية .. تراجعت الحكومة وانتصرالجميع للشعب ..


بهاء العراقي

بغض النظر عن التحليلات والخوض في النوايا وقريبا مما حدث بعدول مجلس الوزراء عن قراره باستبدال مفردات البطاقة التموينية بمبالغ مالية ,فليس عيبا ان تتراجع الحكومة عن قرار كهذا انتصارا للشعب بل انه عين الصواب حين تمتلك الشجاعة وتخضع لضغط الشعب والحريصين على مستقبله وبالرغم من عدم وجود مبررات حقيقية لشن حرب على الحكومة بفعل موقفها الذي جاء بعد مواجهتها مواقف اكثر شجاعة اطلقتها المرجعيات الدينية وقوى سياسية واجتماعية ووجاهات وضغط شعبي عام لان ما قامت به الحكومة يعتبر انتصارا لكل هذه المواقف وتغليبا لمصلحة عامة قد لايكون مجلس الوزراء ملتفتا اليها بحكم الضغوطات التي يواجهها او لغاية قد نجهلها وستتضح ربما بعد وقت قريب عند حدوث مشكلة او خلاف بين القوى المكونة للحكومة والتي تتسابق وتسقط بعضها بعضا وتنشر غسيلها عن اول اختبار .المهم ان ما حدث كشف عن تعقل كبير ورشد سياسي ولو تحت الضغط كما كشف عن نضج شعبي في تشخيص المشكلة والحلول فيما يتعلق بالبطاقة التموينية ومعالجة ملفات الفساد وقد احست بعده الحكومة بالحرج وسارعت لعقد اجتماع طارىء للنظر بالموضوع ومراجعته واتخاذ خطوات عملية اكثر ملائمة وانسجاما مع متطلبات عيش الفرد العراقي وكل ذلك تم ضمن اليات ديمقراطية فكانت للحكومة كلمة ولمجلس النواب كلمة وللمؤسسة الدينية كلمة منسجمة مع كلمة الشعب الذي انتصر له الجميع في النهاية ومع تسليمنا بكل الاخطاء التي رافقت اقرار قانون الاستبدال والخطوات الاخرى في معالجة ملف التموينية ووزارة التجارة واجراءات الدولة عموما المرتبطة بالجانب الاقتصادي والمعاشي للمواطن فالحقيقة ان المسؤولية مشتركة وهكذا يجب ان ينظر للامر, فالقرار يبقى ايجابيا ان كانت هناك قرارات واجراءات حازمة تسبقه تحدث الفرق وتشعر المواطنين بالثقة وتصب بمصلحتهم وتؤمن العيش الكريم لهم في نهاية المطاف وهذا ما لم يحدث بشكل تام وكامل بعد التغيير كون هذه الفترة معنية بها الدولة العراقية الناشئة على انقاض ديكتاتورية البعث المجرم وما كان ينتظره الشعب العراقي بكل طبقاته هو قفزات في هذا الملف تحديدا . المهم اننا كسرنا حاجزا اخر من حواجز المراحل الماضية وهذا في مصلحة الوطن فلسنا في معركة لنقول ان الشعب انتصر على حكومته وهي التي كانت ولاتزال نابعة منه ونتاج تصويته واختياره وان كانت هناك اخطاء معينة في مسيرتها الحالية فالمجال مفتوح وهناك دورات انتخابية قادمة سيكون فيها الناخب العراقي مسؤولا امام الله وامام ضميره وابناء شعبه لاختيار الاكفاء فيها ممن يسهرون على راحته ويسعون لتقديم الافضل له مع ايمان مطلق وهذا ما يجب ان نعمل جميعا من اجله بان الدمقراطية وممارساتها ينبغي ان تعزز وتحترم وترسخ عمليا من قبل الحاكم والمحكوم .. فشكرا لجميع من انتصر لهذا الشعب الذي انتصر لنفسه ومارس دوره بشكل حضاري. وهنا لابد من الاشادة بموقف الجميع بالاخص من كانت دوافعه بناء هذا الوطن وحماية هذا الشعب ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك