المقالات

الدوافع الانتخابية لالغاء البطاقة التموينية


هادي ندا المالكي

لم يتوقع احد ان تخطو حكومة المالكي مثل هذه الخطوة المتسرعة وتقرر الغاء البطاقة التموينية مقابل منح بدل نقدي بائس مقداره(15) الف دينار عراقي قابل للزيادة لا يمثل بكل الاحوال بديلا او خيارا جيدا رغم ان البطاقة التموينية تعاني الكساح والتقزم والعقم لكنها تمثل مرتكز ومثابة لا يمكن مغادرتها او التخلي عنها بسهولة ولانها بهذه الاهمية فان قرار الغائها يحمل وراءه دوافع قد تكون مبهمة ولم يتم قراءتها الى اليوم لكن الايام المقبلة قد تكشف عنها وليس علينا الا الانتظار خاصة بعد المطالب الكثيرة وعلى اعلى المستويات والتي تطالب اما بالغاء قرار الالغاء او اعطاء توضيحات عن دواعي الالغاء مع بوادر قلق بدأت تتسلل الى الكثير من قطاعات الشعب العراقي بعد هذا القرار المفاجئ.ولان الوضع في العراق ليس على ما يرام وعلى كافة المستويات لذا يعتبر قرار الالغاء سلاح ذو حدين ولن يكون مبرر الهروب من الفساد والفشل الذي واجه الحكومة ووزارة التجارة طوال السنوات الماضية مقنعا وكافيا لهروب الحكومة الى الخلف لان الفشل بايجاد بديل للحصة التموينية سيؤدي الى ما هو اسوء من الفشل والفساد وعندها ستكون الساحة العراقية مفتوحة على كل الاحتمالات اقلها الغلاء والقحط واشملها الفوضى والدمار لان الامر يتعلق بالحياة والموت ولا يتعلق بخدمات او كهرباء او ماء او حدائق او شقق فارهة،وعندما يصل الامر الى حد الاختيار بين الحياة والموت لان الطريق لن يكون معبدا بالورود.ومن خلال قراءة متانية لواقع القدرات والقابليات الحكومية ومدى قدرتها على اشاعة الاطمئنان بين نفوس الناس وتوفير البديل تبرز الاجابة سريعا دون حيرة او تردد بعدم وجود مثل هذه القدرات والقابليات واذا ما اصرت الحكومة على قرارها فان ايام سوداء ستطل بقرنها مطلع العام القادم،ومطلع العام القادم يعني بدأ سباق انتخابات مجالس المحافظات ويعني هذا التاريخ ان الشعب العراقي سيعيش قمة المأساة وبالتالي فاننا على موعد مع ثورة عارمة ضد الجهات التي تسببت وساهمت بمثل هذا القرار وهنا تكون الخلاصة واضحة ومؤشر على سطحية وسذاجة اصحاب القرار الا ان هذه القراءة قد تكون غير صحيحة وهي مجرد امنيات للذين ضاقوا ذرعا بتصرفات الحكومة من اجل التخلص منها الى الابد ولهذا يمكن قراءة الموقف من زاويتين الاولى ان السيد المالكي سيعلن قرارا يلغي بموجبه قرار الغاء البطاقة التموينية وبالتالي سيكون المالكي المنقذ والمخلص والمدافع عن حقوق الناس وهنا فان هذه الناس لن تتذكر الغاء البطاقة التموينية ورداءتها بقدر ما تتذكر المكارم السخية للسيد المالكي باعادة الحصة التموينية،اما الزاوية الثانية والتي يمكن النظر من خلالها فهي زاوية توفير البديل من قبل الحكومة ولو لفترة شهرين وعندها تكون الحكومة قد حققت المراد وتجاوزت مرحلة الخطر مؤقتا وهذا الاحتمال ضعيف ،لذا فان خيار التراجع سيكون اكثر قبولا وقربا الى الواقع.ليس منطقيا ان تصل المساومات بين الفرقاء السياسيين من اجل الحصول على مكاسب شخصية وحزبية الى قوت الشعب ولقمة عيشه وحبس انفاسه بين الرجاء والخوف لان الرهان قد يتغير ويخسر المقامرون كل اوراقهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك