المقالات

الدوافع الانتخابية لالغاء البطاقة التموينية

513 17:30:00 2012-11-09

هادي ندا المالكي

لم يتوقع احد ان تخطو حكومة المالكي مثل هذه الخطوة المتسرعة وتقرر الغاء البطاقة التموينية مقابل منح بدل نقدي بائس مقداره(15) الف دينار عراقي قابل للزيادة لا يمثل بكل الاحوال بديلا او خيارا جيدا رغم ان البطاقة التموينية تعاني الكساح والتقزم والعقم لكنها تمثل مرتكز ومثابة لا يمكن مغادرتها او التخلي عنها بسهولة ولانها بهذه الاهمية فان قرار الغائها يحمل وراءه دوافع قد تكون مبهمة ولم يتم قراءتها الى اليوم لكن الايام المقبلة قد تكشف عنها وليس علينا الا الانتظار خاصة بعد المطالب الكثيرة وعلى اعلى المستويات والتي تطالب اما بالغاء قرار الالغاء او اعطاء توضيحات عن دواعي الالغاء مع بوادر قلق بدأت تتسلل الى الكثير من قطاعات الشعب العراقي بعد هذا القرار المفاجئ.ولان الوضع في العراق ليس على ما يرام وعلى كافة المستويات لذا يعتبر قرار الالغاء سلاح ذو حدين ولن يكون مبرر الهروب من الفساد والفشل الذي واجه الحكومة ووزارة التجارة طوال السنوات الماضية مقنعا وكافيا لهروب الحكومة الى الخلف لان الفشل بايجاد بديل للحصة التموينية سيؤدي الى ما هو اسوء من الفشل والفساد وعندها ستكون الساحة العراقية مفتوحة على كل الاحتمالات اقلها الغلاء والقحط واشملها الفوضى والدمار لان الامر يتعلق بالحياة والموت ولا يتعلق بخدمات او كهرباء او ماء او حدائق او شقق فارهة،وعندما يصل الامر الى حد الاختيار بين الحياة والموت لان الطريق لن يكون معبدا بالورود.ومن خلال قراءة متانية لواقع القدرات والقابليات الحكومية ومدى قدرتها على اشاعة الاطمئنان بين نفوس الناس وتوفير البديل تبرز الاجابة سريعا دون حيرة او تردد بعدم وجود مثل هذه القدرات والقابليات واذا ما اصرت الحكومة على قرارها فان ايام سوداء ستطل بقرنها مطلع العام القادم،ومطلع العام القادم يعني بدأ سباق انتخابات مجالس المحافظات ويعني هذا التاريخ ان الشعب العراقي سيعيش قمة المأساة وبالتالي فاننا على موعد مع ثورة عارمة ضد الجهات التي تسببت وساهمت بمثل هذا القرار وهنا تكون الخلاصة واضحة ومؤشر على سطحية وسذاجة اصحاب القرار الا ان هذه القراءة قد تكون غير صحيحة وهي مجرد امنيات للذين ضاقوا ذرعا بتصرفات الحكومة من اجل التخلص منها الى الابد ولهذا يمكن قراءة الموقف من زاويتين الاولى ان السيد المالكي سيعلن قرارا يلغي بموجبه قرار الغاء البطاقة التموينية وبالتالي سيكون المالكي المنقذ والمخلص والمدافع عن حقوق الناس وهنا فان هذه الناس لن تتذكر الغاء البطاقة التموينية ورداءتها بقدر ما تتذكر المكارم السخية للسيد المالكي باعادة الحصة التموينية،اما الزاوية الثانية والتي يمكن النظر من خلالها فهي زاوية توفير البديل من قبل الحكومة ولو لفترة شهرين وعندها تكون الحكومة قد حققت المراد وتجاوزت مرحلة الخطر مؤقتا وهذا الاحتمال ضعيف ،لذا فان خيار التراجع سيكون اكثر قبولا وقربا الى الواقع.ليس منطقيا ان تصل المساومات بين الفرقاء السياسيين من اجل الحصول على مكاسب شخصية وحزبية الى قوت الشعب ولقمة عيشه وحبس انفاسه بين الرجاء والخوف لان الرهان قد يتغير ويخسر المقامرون كل اوراقهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك