المقالات

تواصل مسلسل الذبح على الهوية في الموصل


حيدر عباس النداوي

شهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ومحيطها طوال السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام الدموي بعد عام 2003 انفلات امني كبير واستهداف طائفي لم يشهد له مثيل وتحولت ام الربيعين الى وكر ومركز لاستقطاب العصابات الاجرامية والتنظيمات الارهابية وخاصة تنظيم القاعدة .ورغم الحملات العسكرية المتتالية التي قامت بها القوات الامنية النظامية لتطهير المحافظة من عناصر الجريمة والارهاب ورغم استحداث الصحوات الا ان الموصل لم تغادر قدرها وبقيت مستوطنا ومنطلقا للقتل والغدر والتهجير والابتزاز والاعتداء وبغطاء سياسي وامني في كثير من الاحيان،وما زاد من استمرار تدهور الوضع الامني في المحافظة هو وضعها الديموغرافي وموقعها الجغرافي المحادد لدولتين ساهمتا بشكل كبير بتغذية الارهاب واستدامته في العراق خاصة تركيا وكذلك سوريا حتى وقت قريب مع وجود مساحات شاسعة مفتوحة سهلت تواجد وانتقال العصابات الارهابية بطريقة مرنة بالاضافة الى وجود حواضن ارهابية وبعثية صدامية،تستمد قوتها واجرامها من فتاوى التكفير والقتل التي تنطلق من وقت لاخر من السعودية وقطر وتركيا ومصر.وحتى هذا اليوم لا زالت الموصل تنزف دما وبطريقة وحشية وهمجية ولم تحرك القوات الامنية والحكومة المحلية ساكنا اتجاهها وكان الامر لايعنيها وان العوائل التي تذبح بدم بارد اضحية او قرابين وقد حان اوان جزرها،ففي حي سومر ذبحت اربع عوائل من الوريد الى الوريد بطريقة وحشية وكذلك الامر في حي الكفاءات وذنب هذه العوائل انتمائها لمذهب اهل البيت وحبها لمدينة الفراهيدي وقد تم اغتيال جميع هذه العوائل بطريقة مشابهة ووحشية تتمثل بدخول مجموعة مسلحة بزي العسكر بحجة التفتيش بعدها يقوموا باحتجاز افراد العائلة بغرفة واحد ويشدوا وثاقهم وبعد ذلك يجري ما يجري.ان الحكومة المركزية في بغداد حصرا امام مسؤولية اخلاقية ودينية في المحافظة على ارواح المواطنيين وممتلكاتهم وهي لن تكون بعيدة عن سهام التقصير والاتهام والنقد والتجريح امام اي خرق او عدوان طالما تعهدت بحماية جميع ابناء الشعب العراقي وما يجري في الموصل يجب ان يضع حدا له لان العوائل التي تباد وتذبح ليست عوائل بوذية او يهودية او امريكية انها عوائل عراقية.لا نتوقع من النجيفي وحكومته المحلية اي تحرك باتجاه حماية ابناء المحافظة لان النجيفي انما تمكن من الوصول الى المجد والشهر وحكم الموصل باصوات وتخويف القاعدة وعليه فان رد الجميل من شيم اهل الموصل رغم بخلهم وافضل ما يمكن ان يرد النجيفي الجميل من خلاله الى القاعدة هو السكوت على الجرائم وازهاق الارواح حتى تبقى الموصل مدينة مستباحة بارادة اهلها وحكومتها المحلية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك