المقالات

لـماذا يتحدث العراقيون بالسياسة كثيرا؟! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


لكي تبقى المؤسسة البشرية (المجتمع) مترابطة، يجب أن يكون هناك حد أدنى من التضامن بين أعضائه، ووظيفة الفعاليات الاجتماعية هي خلق وتدعيم التضامن بين الجماعات البشرية، وتدعيم النظم الاجتماعية التي تحقق ذلك، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك حد أدنى من الاتساق في العلاقات بين الأجزاء المكونة للنسق الاجتماعي ولكل مجتمع ملامحه البنائية الرئيسة، ومعها ممارسات عملية مختلفة تظهر لتربط هذه النظم بطريقة ما..

حينما نشير الى ان المجتمع العراقي ظل محافظا على ظاهرة (الغيرة) ولا أقصد بها غيرة النسوان التي صدح بها نزار قباني في إحدى قصائده، بل أن للغيرة مفهوما أخلاقيا راقيا يجعل من المجتمع العراقي يعد كواحد من أرقى المجتمعات المترابطة المتماسكة على مر تاريخ البشرية، فالغيور هو الذي يعتقد أن من واجبه مد يد المساعدة إلى كل محتاج لها، والغيور هو من يرى في صرخة المظلوم جرحا لوجوده الإنساني ، والا فإن عليه أن يسعى لإنصافه بكل ما يستطيع من قوة، والغيور هو من يجد أن عليه أن يكون مستعدا دوما للاستجابة للهفة الملهوف، والعراقي غيور على وطنه، فيبكي بكاءا مرا لاي اخفاق او فشل او تراجع يمنى به وطنه حتى لو كان الفشل لا يعدو خسارة فريق كرة القدم مثلا، والعراقي الغيور فخور بكفاءاته، كـ (زهاء حديد) تلك المهندسة المعمارية البارعة التي صممت أفخر المباني في مختلف دول العالم، والعراقي كثير التذمر من مطبات الشوارع وزحمة السير وسوء الإدارة، وهو الأكثر بين سكان العالم انتقادا لمؤسسات دولته، ليس لأنه ينتقد وحسب، بل لأنه غيور على وطنه، لأنه باني حضارة من نمط خاص، نمط يمتد إلى أعمق نقطة في زمن تاريخ البشرية.

 العراقي سادتي لا يرضى عن حاكم، ولن يرضى قط، فهو يجد نفسه أفضل من الحاكم، وأغلب العراقيين يجدون أن من حقهم التحدث بالسياسة، وهذا بعض من غيرتهم على وطنهم، فكل ما يجري هم معنيون به، وليست السياسة تخصصا للبعض كما يحاول هذا البعض إيهامنا به..العراقي أبو الغيرة، وساسة البلد يسعون لقتل هذه الخصلة النبيلة في شعبنا بألاعيبهم الخرقاء ومحاولاتهم البائسة لتمزيق النسيج الاجتماعي الذي من بين دعائمه الغيرة..

 كلام قبل السلام:.يمكننا أن نحلم بالنجوم ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ننسى أن أرجلنا على الأرض .....! سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك