المقالات

هل تتذكرون البطاقة التموينية !!

2477 11:06:00 2012-10-31

هادي ندا المالكي

البطاقة التموينية مفردة مهمة جدا في حياة العراقيين ارتبطت بفترة تاريخية قاسية ومؤلمة لم يألفها العراقيون من قبل وعلى مدار قرون وسنوات طويلة وجاءت هذه المفردة على انقاض ارواح الالاف من العراقيين والمتاجرة بهم خاصة الاطفال والنساء وكبار السن من الذين باع النظام ألصدامي واشترى بآلامهم ومشاعرهم في أسوء صفقة عرفها التاريخ اشتركت بها دول ومنظمات انسانية عالمية وتقاسمت ارباحها مافيات ومنظمات وشخصيات ودول لا تزال حتى اليوم تعتاش عليها وتفوح منها رائحة الغدر والخسة والفساد.ولان البطاقة التموينية حقيقة اوجدتها ظروف الحصار البعثي الصدامي قبل ان تكون حصارا دوليا جاءت ردا على سياسات النظام البعثي العدائية خاصة بعد احتلال الكويت عام 1991 وما تبعها من تحرير الكويت وفرض حصار دولي بحجة وجود اسلحة دمار شامل هدد بها طاغية العراق وتبجح بها في اوقات كثيرة واستخدمها ضد ابناء شعبه خاصة ضد الاخوة الاكراد في جريمة حلبجة التي لا تزال شاخصة حتى اليوم وحتى عندما تخلى المقبور صدام عن زهوه وعنجهيته استحكمت حلقات ذله وجبنه حتى وصلت فرق التفتيش الى سرير نومه وتفحصت خزائن ملابس نسائه ومحظياته.والبطاقة التموينية التي تعتبر مرادفة لقرار الامم المتحدة النفط مقابل الغذاء والدواء يمثل نقلة مهمة في حياة الاكثرية من العراقيين خاصة في محافظات الوسط والجنوب حيث انه وفر سلة غذائية مقبولة ومثلت الحد الادنى في وقت كان معدل راتب الموظف العادي لا يتجاوز (3)دولار بينما كانت الاقلية لا تعرف ماذا تعني البطاقة التموينية لان الرواتب التي تتقاضاها هذه الاقلية كان يفوق الخيال وكانت اكياس الطحين "نمرة صفر" تصل الى البيوت بينما كانت الاكثرية تاكل بقايا الذرة وفضلات الحيوانات وقليلا من الدقيق وبكميات محدودة.ورغم اهمية هذه البطاقة التموينية واستمراريتها بين المد والجزر الا ان هذه البطاقة تعرضت الى التقزم والانكماش بصورة فضيعة في زمن العولمة والديمقراطية رغم المبالغ الخيالية المرصودة لها ورغم ان الاموال المخصصة هي اموال الشعب العراقي وليست هبة او مكرمة او منة من احد، وشهدت مفردات البطاقة التموينية تراجعا مخيفا حتى وصل عدد المفردات التي يستلمها المواطن (3) مفردات بينما كانت العائلة العراقية تتسلم (10) مفردات حتى وقت قريب ،وقد تكون المفارقة العجيبة، انه كلما تم زيادة التخصيصات المالية لوزارة التجارة كلما نقصت مفردات البطاقة التموينية،ولهذا شهدت هذه الوزارة اكبر فضائح الفساد والسرقات ويكفي وزارة التجارة عارا وذلا ان يكون المختلس فلاح السوداني وزيرا لها .قد تنقرض البطاقة التموينية في قادم الايام لان اخبارها بدت متقطعة وغير مهمة خاصة لدى المواطن البسيط الذي مل الانتظار وايقن عدم جدوى هذا الانتظار الذي لا يعدو عن كونه مضيعة للوقت لان الحكومة ومجلس النواب غير معنيين بهذا الملف الحيوي كاهتمامهم بخلق الازمات وتشريع القوانين الخاصة التي تحقق مصالحهم الشخصية والحزبية ولم يتغير شيئا في الزمنين وان كان الزمن اللاحق اشد قسوة وتقزما على مفردات البطاقة التموينية حصرا.ليس عجيبا ان تنقرض البطاقة التموينية وتتلاشى وينتهي ذكرها من قاموس العراقيين لان ما تبقى منها مادتين اوثلاثة فقط بينما لم يعد المواطن البسيط يتذكر المفردات الاخرى،لكن العجب كل العجب ان يكون وزير التجارة طبيبا بيطريا ليست له صلة بالتجارة او الاعلاف الحيوانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــــد مغير
2012-11-01
فقط إيضاح للأخ المعلق أحمد الشمري , بدأت زيادة الحصة التموينية في زمن المجرم صديم التكريتي بعد توقيع مذكرة النفط مقابل الغذاء وقبلها كان الشعب العراقي يأكل خبز مصنوع من طحين خليط من كرب النخل والتراب أما السكر فلا يكفي لمدة 3 أيام والصابون الذي كان يأتي من مصر عبارة عن أسوأ صابون . لكن بفضل الأمم المتحدة زيدت الحصة التموينية . وقد أرغم صديم على تلك المذكرة . وكانت بمثابة نعال على رأسه لأنه هو الذي حاصر الشعب ووقتها يبني لنفسه قصور فارهة . وأخيرا ً وجد في جحر الجرذان نتن قذر مقمل
أحمد الشمري
2012-10-31
لا نقول بأن صدام حسين حاكم عادل بل ظالم ولكنه في هذا المجال كان ممتاز رغم الحصار الظالم واسعار النفط المتدنية في ذلك الوقت وكان يعطي حصتين في الشهر الواحد وكما ذُكر في المقال ما لايقل عن 10 مواد . وألان لا حصار واسعار النفط 5 أضعاف ولا توجد حصة أليست هذه معجزة من معجزات الرفيق الهالكي واعوانه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك