المقالات

هل نستطيع العيش بلا عصا..!.....بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي


 

ثمة نقاط سبقتنا شعوب كثيرة أليها ويتعين الوقوف عندها وتبين جدواها في صناعة مستقبلنا؛ أول هذه النقاط أن الدولة الحديثة يحكمها الــنـظــام ولـيس الأفراد، وأن قيادة الأمة تحتاج الى أدوات كثيرة، من بينها المسؤولية التي تحمل عصا!...لكن عصا المسؤولية لا يمكن أن تتحول الى عصى مستبد، بل هي عصا تصون الحرية بمعناها الأوسع لا بمعناها المخصص، وثالثها هي هل أننا مجتمع متحضر؟ ..فإذا كنا كذلك؛ فإن المجتمع المتحضر لا يحتاج فيه المواطنين الى أن ينظمهم أحد في كثير من المواقف بالعِــصيّ، وهكذا دخلنا في متاهة العصي!...مرة نريد عصا تصون الحرية، ونريدها أن "تعمل" الى حد لا تتحول فيه الى عصا  مستبد، ومرة نقول نحن شعب متحضر لا يحتاج في المواقف أن ينظم بالعصي..!

هذا الطرح الذي كما قلت يشبه اللغز هو ليس كذلك لمن يتمعن فيه..، فعصى المسؤولية كما يتخيلها الكثيرين يجب أن تكون غليظة، وهو تخيل يتضمن كثيراً من الإهانة للمواطن، وهنا مكمن الخطأ.! فالعيش في بلادنا ليس كما هو في المدينة الفاضلة، حيث يعرف كل مواطن ما له وما عليه، وحيث تترك فيه البيوت مفتوحة ليل نهار، وحيث السيارات أمام البيوت مفتوحة أيضاً لا تحتاج لحراسة.

العيش في بلادنا كما هو في غيره من البلاد، ولا توجد البتة بلاد ليست فيها شبكات إجرام تلعب بالأمن، بل زد أن بلادنا لها وضع خاص فيما يتعلق بالأمن والفساد السياسي والإداري، وحيث وجدنا أنفسنا في وضع سياسي غاب فيه الوضوح الى حد كبير، وأسدلت ستائر سميكة على أفعال الساسة فغابت الشفافية بشكل يكاد يكون مطلق..والسبب غياب العصا الغليظة، إنها العصا الغليظة التي يحتاج إليها كبار المسؤولين فضلا عن صـغـارهم. لا ليستعملوها بل لتستعمل معهم..!

فالمسؤول الغير الأمين سيكون بالتأكيد مفتقرا إلى وعي المواطنة والشعور السليم بالمسؤولية، تجاه ما مناط به من مسؤولية عندما تغيب العصا.

ولذا تسمع من هذا المواطن أو ذاك أن الأمن كان أكثر إستقرارا قبل 2003 عنه الآن بكثير، وتسمعها أيضا من مثقفين، بل أن كتابا وصحفيين يتداولونها في كتاباتهم، والحق أن الإرث الثقيل الذي نتحمله هو: أن الحرية (التي تنبثق عنها المسؤولية) لم تكـن يومـاً عــنصراً حاضراً في ثقافتنا،  بل كانت ولا تزال هناك العصا الـغـلـيظة بكل أشكالها هي الحاضرة. لوكانت الحرية منذ البداية تشكل العنصر المركزي في تربيتنا، ما تخوفنا اليوم من غياب الإســتـبـداد، الذي لا نرى في غيره الأمـن والأمـان و به نحتمي. إذ تم ربط الأمـن بالإستبداد حيث لا يمكن فصل الواحد عن الآخــر.

كلام قبل السلام: إلى أي مدى يُـعـد هذا التصور صحــيّـاً ومعقـــولاً؟ ذا هو السؤال الذي لا يستطيع أحد الأجابة عليه، مالم نربي مجتمعنا على العيش بلا عصا، وتلك هي المعظلة...

 سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2012-10-30
السلام عليكم للاسف الشديد وما يحز في القلب ما يحدث في بلد كالعراق صاحب الحضارة وبلد الخيرات وبلد الاديان وبلد الثقافات من كل من يستلم السلطة يتسلط على الاخرين ويدعي انه الاوحد وانه من يقود العراق الى البناء والامان والاحترام للذات العراقية والانسانية وبدونه لا يعيش العراقيون ولا يقاد العراق ويجب مسخ وقتل وانهاء السابق بالاضافة الى التمسك بالسلطة والكرسي و هو الفاهم العالم وانه الخالد الاوحد وان حاشيته هم من يستحقون التكريم والعيش الرغيد وغيره لا فهما ولا علما ولا يستحق الحياة الى متى؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك