المقالات

هل نستطيع العيش بلا عصا..!.....بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

619 20:59:00 2012-10-30

 

ثمة نقاط سبقتنا شعوب كثيرة أليها ويتعين الوقوف عندها وتبين جدواها في صناعة مستقبلنا؛ أول هذه النقاط أن الدولة الحديثة يحكمها الــنـظــام ولـيس الأفراد، وأن قيادة الأمة تحتاج الى أدوات كثيرة، من بينها المسؤولية التي تحمل عصا!...لكن عصا المسؤولية لا يمكن أن تتحول الى عصى مستبد، بل هي عصا تصون الحرية بمعناها الأوسع لا بمعناها المخصص، وثالثها هي هل أننا مجتمع متحضر؟ ..فإذا كنا كذلك؛ فإن المجتمع المتحضر لا يحتاج فيه المواطنين الى أن ينظمهم أحد في كثير من المواقف بالعِــصيّ، وهكذا دخلنا في متاهة العصي!...مرة نريد عصا تصون الحرية، ونريدها أن "تعمل" الى حد لا تتحول فيه الى عصا  مستبد، ومرة نقول نحن شعب متحضر لا يحتاج في المواقف أن ينظم بالعصي..!

هذا الطرح الذي كما قلت يشبه اللغز هو ليس كذلك لمن يتمعن فيه..، فعصى المسؤولية كما يتخيلها الكثيرين يجب أن تكون غليظة، وهو تخيل يتضمن كثيراً من الإهانة للمواطن، وهنا مكمن الخطأ.! فالعيش في بلادنا ليس كما هو في المدينة الفاضلة، حيث يعرف كل مواطن ما له وما عليه، وحيث تترك فيه البيوت مفتوحة ليل نهار، وحيث السيارات أمام البيوت مفتوحة أيضاً لا تحتاج لحراسة.

العيش في بلادنا كما هو في غيره من البلاد، ولا توجد البتة بلاد ليست فيها شبكات إجرام تلعب بالأمن، بل زد أن بلادنا لها وضع خاص فيما يتعلق بالأمن والفساد السياسي والإداري، وحيث وجدنا أنفسنا في وضع سياسي غاب فيه الوضوح الى حد كبير، وأسدلت ستائر سميكة على أفعال الساسة فغابت الشفافية بشكل يكاد يكون مطلق..والسبب غياب العصا الغليظة، إنها العصا الغليظة التي يحتاج إليها كبار المسؤولين فضلا عن صـغـارهم. لا ليستعملوها بل لتستعمل معهم..!

فالمسؤول الغير الأمين سيكون بالتأكيد مفتقرا إلى وعي المواطنة والشعور السليم بالمسؤولية، تجاه ما مناط به من مسؤولية عندما تغيب العصا.

ولذا تسمع من هذا المواطن أو ذاك أن الأمن كان أكثر إستقرارا قبل 2003 عنه الآن بكثير، وتسمعها أيضا من مثقفين، بل أن كتابا وصحفيين يتداولونها في كتاباتهم، والحق أن الإرث الثقيل الذي نتحمله هو: أن الحرية (التي تنبثق عنها المسؤولية) لم تكـن يومـاً عــنصراً حاضراً في ثقافتنا،  بل كانت ولا تزال هناك العصا الـغـلـيظة بكل أشكالها هي الحاضرة. لوكانت الحرية منذ البداية تشكل العنصر المركزي في تربيتنا، ما تخوفنا اليوم من غياب الإســتـبـداد، الذي لا نرى في غيره الأمـن والأمـان و به نحتمي. إذ تم ربط الأمـن بالإستبداد حيث لا يمكن فصل الواحد عن الآخــر.

كلام قبل السلام: إلى أي مدى يُـعـد هذا التصور صحــيّـاً ومعقـــولاً؟ ذا هو السؤال الذي لا يستطيع أحد الأجابة عليه، مالم نربي مجتمعنا على العيش بلا عصا، وتلك هي المعظلة...

 سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2012-10-30
السلام عليكم للاسف الشديد وما يحز في القلب ما يحدث في بلد كالعراق صاحب الحضارة وبلد الخيرات وبلد الاديان وبلد الثقافات من كل من يستلم السلطة يتسلط على الاخرين ويدعي انه الاوحد وانه من يقود العراق الى البناء والامان والاحترام للذات العراقية والانسانية وبدونه لا يعيش العراقيون ولا يقاد العراق ويجب مسخ وقتل وانهاء السابق بالاضافة الى التمسك بالسلطة والكرسي و هو الفاهم العالم وانه الخالد الاوحد وان حاشيته هم من يستحقون التكريم والعيش الرغيد وغيره لا فهما ولا علما ولا يستحق الحياة الى متى؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك