المقالات

توزيع الكرفانات على المدارس ليس منقبة أيها المحافظ


حيدر عباس النداوي

لم تتوقف عدد من الفضائيات الممولة باموال الشعب العراقي والتي تعمل لحساب جهة محددة عن التمجيد والتهليل والتغريد للخطوات الجبارة التي يقوم بها محافظ بغداد السيد صلاح عبد الرزاق والمتمثلة بتوزيع الكرفانات على عدد من احياء ومدارس بغداد لسد النقص في المدارس والصفوف التي تعاني منها المدارس في العاصمة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حتى وصل عدد طلاب الصف في احد مدارس بغداد بل في قلب بغداد الى (140) طالب وطالبة في منظر ليس له مثيل في كل دول العالم يؤشر حجم التاخير والفساد الذي ينخر جسد دولة عجزت عن توفير المدارس للطلبة رغم توفر الامكانات المالية الهائلة.وما يقوم به السيد المحافظ يمثل انتكاسة حقيقية لقطاع التعليم وفشل مركب من قبل الحكومة العراقية في توفير احتياجات هذا القطاع الحيوي والركن الاساس في عملية البناء المتكامل لمستقبل الدولة العراقية ومستقبل الشعب العراقي بل يعتبر دليل دامغ على عدم وجود سياسة حقيقية وخطط واقعية للنهوض بالبلد كما هو الحال في دول الجوار.وبناء المدارس ليس عملية معقدة ولا تحتاج الى تكنلوجيا متطورة او عقول جبارة لاننا لا نريد ان نصل الى القمر ولانحاول القفز من الغلاف الخارجي ولا نفكر بمدارس نموذجية متكاملة في التاثيث والخدمات والتغذية والنقل والماء المقطر ،ان كل ما نريده صفوف نظيفة وحمامات يمكن ان تصلح للاستخدام البشري وماء صحي وكهرباء تقلل من لهيب الحر المتطرف ،وكل هذه المواصفات يمكن ان يقوم بها مقاول عادي من الدرجة العاشرة نزيه شريف حتى وان كان بنصف هذه المواصفات ويمزج بين النزاهة والنذالة طالما خلت الساحة العراقية من الشركات والمقاولين الذين لا يفكرون بمستقبل وسمعة البلد والرزق الحلال.ان استمرار مدارس الطين وتوزيع الكرفانات واعتبارها فتح الفتوح لسد النقص في مدارس المحافظة العاصمة امر يدعو الى الشفقة والحزن ويؤشر وجود تقصير مركب من قبل الحكومة ووزارة التربية والمؤسسات التشريعية والرقابية ويدلل بما لا يقبل الشك على حجم التهاون في هذا المفصل الحيوي الذي اتعبه الفساد والروتين وهياكل مدارس الحديد الشاخصة في كل زوايا العاصمة وكانها اطلال ومخلفات لحضارة لم تكتمل كتابة تاريخها بعد.الامر الاكثر حزنا هو هذا الواقع المتردي في العاصمة بغداد والقريبة من مصدر القرار والاموال اما الواقع التربوي في المحافظات فلا يحتاج الى حديث اخر حتى وان كانت بعيدة عن القرار والاموال لان العقلية المسيطرة على هذا الشريان عقلية واحدة وجامدة ولا تستطيع ان تقدر اهمية هذه الوزارة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها ومثل هذه العقلية التي تعتبر الكرفانات منتهى الامنيات وبوابة الخلاص لا يمكنها النهوض بالواقع التعليمي الى مستوى دول الجوار على الاقل وربما ستعتبر القصب والبردي هو الوسيلة الافضل والاسرع لسد النقص بعد نفاذ الكرفانات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد محسن
2012-10-25
ليس من العدل ان يكون كلامك قاسي بهذا الشكل على المقاولين لماذا لاتتكلم عن المهندسين والموظفين الذين مسخت عقولهم وضمائرهم والحقيقة ان معظم الشركات والمقاولين الذين يعملون في محافظة بغداد هي لاشخاص موظفين في المحافظة نفسها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك