المقالات

التخبط السياسي واستبعاد الكفاءات...سنان الشبيبي مثلا


حمودي جمال الدين

الفساد أيا كان جنسه ولونه إداريا أو ماليا جريمة لاتغتفر بحق الشعب والوطن ,و لايختلف في منزلته و مكانته وحكمه عن الإرهاب الذي يفتك في دماء العراقيين ويضرب في كل بناهم التحتيه والاقتصاديه ,والإجراءات الاخيره التي اتبعتها هيئة النزاهة في ترويج ملفات الفساد وعرضها على المحاكم المختصه ومن ثم الإعلان عن المفسدين وفضحهم امام أبناء شعبهم هذه خطوات على الطريق السليم والصحيح والذي كان ولا يزال المواطن العراقي يتطلع إليها منذ ان بدأت ماكينة الحرمنه والفساد تنخر في عروق ألدوله وتمتص المال العام ورزق الشعب وقوت أبنائه.

فهذه الاجرءات وان جاءت متأخرة فهي أثمن وأفضل خيرا من ان لاتاتي, على ان لا يكون فيها استهدافا وتأثرا ومحاباة وتفرقة بين شخص وأخر استنادا إلى حزبه وتياره أو انحداره العائلي وقرابته من المتنفذين والمسئولين الكبار ولا يكون فيها غبن ومداهنة ومجامله لهذا الفئة وهذا الحزب فكل العراقيين سواسية امام القانون كما ورد في فقرات الدستور .

وعلى ان تكون كل الحيثيات مستوفية للشروط القانونية التي تترتب عليها ثبوت الجريمة والتلاعب بالمال العام أو الفساد الإداري .وان لايتم الإعلان امام وسائل الإعلام إلا بعد صدور الأوامر القضائية امام المحاكم المختصة.

إلا ان الضجة التي أثيرت مؤخرا عن الفساد في البنك المركزي العراقي وإعلان لائحة بأسماء الأشخاص المتورطين التي صدرت بحقهم مذكرات قبض والتي كان من بينها محافظ البنك المركزي العراقي.

هذه التهمه شابها الكثير من التناقض والتفاوت والاختلاف في التصريحات والآراء سواء من رئيس هيئة النزاهة الذي صرح (ان قضية سنان لا علاقة لها بملفات ماليه او عمليات فساد كما روج لها في الإعلام وانه سبق وان صدرت بحقه 30 أمر إلقاء قبض ) أو من بقية الأعضاء الذين أكدوا ان القضاء العراقي تسرع في أمر إلقاء القبض وان محافظ البنك المركزي لم يثبت عليه التورط بعمليات فساد .

وحتى من قبل الشخصيات السياسية والمسئولين الكبار في ألدوله الذين استهجنوا واستنكروا مذكرة إلقاء القبض أو التشهير الفاضح بشخصية الرجل والطعن بسمعته .وإذا ما كان هذا الإجماع على نزاهة الرجل وبراءته من التهم المنسوبة إليه في القضايا التي تخص الفساد والتلاعب بالمال العام إذا لماذا تصدر بحقه ورقة إلقاء قبض ؟؟ومن كان ورائها والجهة المسؤلة عنها ؟؟؟ثم كيف تسرب إلى وسائل الإعلام وبهذا الضجيج الذي خلفته ؟؟

أليس هذا تلويث وانتقاص بسمعة ومكانة شخصية عراقية وطنية علمية كفأه لها وزنها في العراق وفي المجتمع الدولي, فضلا عن كونه الضابط لزمام ألامان لعملتنا الوطنية ولأكثر من ثمان سنوات ,استطاع ان يحافظ على متانتها وقيمتها وعدم انهيارها بالرغم من التردي والانحلال الاقتصادي الذي يعانيه البلد ,ثم إلا تخشون التصدع بقيمة العملة العراقية وزعزعة الثقة بها وانخفاض سعر صرفها امام عملات العالم.

وبالتالي ان هذه التهمة الباطلة انعكست وأضرت بسمعة وكرامة وصدقيه عائلة وطنية مجاهده لها بصماتها المشرفة بالسفر السياسي والاجتماعي والعلمي والأدبي العراقي في الحقب الزمنية المنصرمة حيث كان والده علما من إعلام العراق عرفته ساحات الجهاد أيام الاحتلال الانكليزي أو أعوام التحرر والانعتاق الوطني ولا نظن ان هناك عراقيا لم يسمع بالشيخ المجاهد الوطني الغيور محمد رضا الشبيبي ولا بعمه الشيخ باقر الشبيبي هذه العائلة العريقة والمتاصله الضاربة بجذورها الوطنية والعلمية في المجتمع العراقي والإسلامي.

هذه العائلة أصيبت اليوم في مقتل باتهام سليلها ووارث اسمها بالفساد والتلاعب بأموال العراقيين حيث كانوا رأس ألحربه في النضال من اجل كرامة وعيش العراقيين وتحررهم ورفع الجور والظلم عنهم فكان الأهون عليها لو حكم سنان بالإعدام بتهمة التأمر والعصيان على ان يتهم بهذه اللوثة التي أقضت مضاجع مواتاهم وكسرت ظهور الإحياء منهم .

انا لا أريد ان أكون هنا محابيا ومدافع عن السيد سنان الشبيبي فاسمه وعلميته ونزاهته وما يمتلكه من وثائق ومستمسكات ثبوتيه هي التي ستقف بوجه هذه الاتهامات وتجب الشبهة عنه.إلا ان كل العراقيين يستدركون تلمس الموضوع وإعادة فصوله من خلال الرجوع إلى خلفية أحدائه والتي تابعوها من على شاشات الفضائيات أو الإعلام العراقي والسجالات والنقاشات التي كانت تدور بين البرلمان العراقي والحكومة العراقية وبين المحكمة الاتحادية والموقف الرافض والمتصلب لمحافظ البنك المركزي حول جهوية وعائديه الارتباط في البرلمان أو في الحكومة المركزية .فسنان الشبيبي لم يكن محسوبا على حزب أو طرف سياسي أو تيار وإنما كان شخصية مستقلة مستقيمة تميزت بمهنيتها وعلميتها حيث زاول الكثير من الوظائف الكبيرة والمهمة في العراق وفي خارجه .ويبقى السؤال والذي لا نجد له جوابا إلا عند الراسخين في العلم ومصدر القرار هل كان سنان الشبيبي مستهدفا وضحية لسياسة السيطرة والاستحواذ؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حمودي جمال الدين
2012-10-20
عزيزي الدكتور منور تحياتي لك ولكل ال المظفر والشبيبي انا لم اقل الا القليل والحقيقه التي يستحقها استاذ سنان حيث تعرفت عليه عن كثب وكان خير امتدادا لعائلته واصله المتجذر في عروق العراق وانا اذا اردت ان اطنب في الكتابه عن عائلة الشبيبي فلي تاكثير من المعرفه والتعمق لكن يبقى سنان ضحية لموامرة كيديه خططت له من قبل وانا ظمين الى انه سيتجاوزها ويخرس كل الالسنه التي تظاولت على اسمه ونزاهته وشرف عائلته فصبرا والايام قادمة لتجلي وجه الحقيقه مهما حاول المعرضون الادعياء تغطيتها ودمت لنا اخي
متعلم
2012-10-20
مايجري لايسمى تخبطا سياسيا ايها الاخ الكاتب,مايجري سياسة لي ذراع واحكام قبضة وقتل بطيء للدستور والقانون. قبل عدة اشهر علم الكثير من الساسة من جهة,ومعظم منتسبي البنك المركزي وديوان الرقابة المالية بان رئيس الديوان سيتسلم رئاسة البنك المركزي بعد رفض رئيسه الانصياع لديكتاتورية السيد الرئيس المتنامية لاسيما وهو يسعى لان تكون موجودات البنك رصيدا شخصيا لدولته من جهة,ولانه يريد يوما بعد اخر اثبات انه لايعترف بالدستور والقانون في تعيين واقالة من لايلائمون نزعته وان كان ذلك خارج صلاحياته
الدكتور منوّر أحمد (محمد حسن) المظفّر
2012-10-20
شكراً للسيد حمودي مصطفى جمال الدين على هذه المقالة الرائعة التي عكست ثقتك بخالنا المظلوم. وأحب في هذه المناسبة المشاركة بهذه الأبيات الشعرية: قال المرحوم الشيخ محمد رضا الشبيبي والد الدكتور سنان: تعسف قوم بالعراق وساوموا على وطن ما سيم يوماً بأثمانِ هم احتقبوا الأوزار يقترفونها وقالوا: جنى عمداً وما هو بالجاني هم استعجلوا اللذات ينتهبونها وهم بدلوا بالجوهر العرض الفاني وقد تُنكِر الحُرَّ العراقيَّ أرضُه فينأى ليدنُوا منه مَنْ ليس بالدّاني فما أشبه اليوم بالبارحة. وتقبلوا شكروتقدير ال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك