المقالات

الوجه الاخر لاصدقائي


سامي جواد كاظم

في زمن الطاغية من الصعب ان تجد صديق تثق به الا ما ندر وكنت احسد نفسي على صديقيَّ اللذين كانا مستودع اسراري وكنا كثيرا ما نتجاذب الحديث بخصوص وضع العراق وطاغية العراق وبعث العراق ، نحن مستقلون ، اذاً نحن صامدون ، عندما يُضيق الخناق علي من قبل الرفاق البعثيين للانتماء للبعث كنت افكر باصدقائي وارى من العار ان اخذلهم وانتمي للبعث مهما كانت الاسباب ، عرضت علي المناصب ولم اتنازل عن مباديء ، كان احدنا يستمد عزيمته على البقاء مستقلا من الاخر ، وكم من ليلة هربت من بيتي حتى لا اقع بيد البعثيين .وذات يوم صعقت ، او بالاحرى زلزلت الارض تحت قدمي ، ماذا ارى ؟ يا للعجب والاسف والحسرة ، ارى صديقايَّ بالزيتوني وهم خارجان من المنظمة كانا في اجتماع للبعثيين ، واجهتهم ماهذا لماذا كيف منذ متى ؟ اسئلة الذهول وبدات تبريراتهم القبيحة والاقبح من فعلهم هذا بانهم مضطرون لسلامة عوائلهم .سقط الطاغوت وبدات نسمات الحرية المعطرة بالفوضى تهب ولكن المهم هو اجتثاث البعث اجلس مع صديقين جديدين نتحدث عن خلق اهل البيت عليهم السلام نتذكر عدالة علي عليه السلام كيف يطفيء الشمعة خوفا على اموال المسلمين وكيف يحرق يد اخيه عقيل حتى لا يعطيه اكثر من استحقاقه وكيف انقلب عليه الزبير بعدما كان يطمح بمنصب بالواسطة باعتباره من اقارب الخليفة ، وكان احدهم ثفنات السجود على جبهته وسنحت الفرصة لهما ليكونا مسؤولين في وزارة من وزارات الدولة وحسدتُ المنصب الذي هم فيه لما سيكون عليه من نزاهة وامانة ، اعلنت الوزارة عن مناقصات ووظائف شاغرة ، طُرقت باب داري جاء هذا بيده ملف المناقصة يرجوني ان اتقدم به الى الوزارة والاخر يريد تعيين لانه مستوفي لكل الشروط المطلوبة من كفاءة وشهادة وهو عاطل عن العمل ، طلبوا مني ان اكون واسطة ، انا العصامي ارفض هذا ولكن لا اريد ان اخيب ظن هؤلاء فواعدتهم خيرا ، ذهبت الى الوزارة وقدمت مناقصة صديقي الى صديقي ورجوته ان يدقق فيها وان يختار الافضل ولا ياخذ بالاعتبار معرفتي له وقدمت اضبارة التعيين للاخر ورجوته كذلك ان يكون ضمن المعايير السليمة .ايام وجاءا صاحبي الطلب يعاتبوني فقلت لهم ان لم تحصلا على ما اردتما فمن المؤكد ان الذي حصل على الوظيفة والمناقصة هو احق بها منكما لان صديقاي المسؤولين عادلان ، قالا اذهب وانظر واحكم .ياللعجب والاسف والحسرة ماذا ارى واي اسم اقرأ ؟ ان الذي حصل على المناقصة والوظائف الشاغرة كانت حصرا بابناء واخوة صديقيَّ ومع سابق علمي انهم ليسوا اصحاب اختصاص ما حصلا عليه ، اين الحديث عن عدالة علي عليه السلام ؟ انه كلام هواء في شبك استهلاكي حسب الظروف ، ما الفرق بين الامس واليوم ؟علي بن ابي طالب خليفة المسلمين اربع سنوات لم يمنح ولديه اي منصب ومحمد صلى الله عليه واله منح اسامة بن زيد قيادة جيش وهو شاب لم يتجاوز عمره العشرين سنة وولدي علي الحسن والحسين عمرهم يتجاوز الثلاثين لم يمنحهما منصب ، هل اعاتب امامي ام حظي ام سوء اختياري وقصر نظري وخيبة ظني ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-10-17
لا تعاتب احدا بل صفق بقوة الى الشيطان الذي يحقق انتصارات ما بعدها انتصارات على ان لاتيأس لان ابسط عمل خير والتزام هو صفعة على وجهه القبيح. عمومية القبح تجعل الاشياء الجميلة اكثر تميزا ً فالنركز عليها حتى نستطيع الاستمرار فان مراقبة الناس وهي تقع في الهاوية سيجعلنا نزلق من انفسنا ولن نكلف الشيطان دفعة هذا ان دب اليأس الى القلوب . اللهم قوي ايماننا وانصرنا على انفسنا وتبقى الصداقة ارقى عنوان موفقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك