المقالات

الحرب على سوريا .. الاسباب والدوافع .. والرد العقلاني.


بقلم / عبد المنعم الحيدري

في البداية لابد من معرفة ماهي الحرب ؟ والحرب هي عبارة عن ظاهرة معقدة ومركبة وهي وسيلة لتحيق هدف سياسي خاضع لإرادة صاحب القرار.ومن هنا يتضح لنا ان الحرب هي وسيلة عسكرية لتحقيق غاية سياسية كان قد خطط لها صاحب القرار بعد ان جمع المعلومات التي يراها هو كافية لشن الحرب وتعد هذه المعلومات هي الاسباب والذرائع التي تدفع باتجاه الحرب.تعيش المنطقة العربية اليوم وضعا قلقلا ومحرجا للغاية وذلك بسبب الحرب التي شنت على سوريا ولكن ليس بنفس الاسباب التي سوقتها الدول التي شنت الحرب على سوريا بل هناك اسباب ودوافع حقيقية لابد من توضيحها.هناك مجموعة اسباب تؤدي الى اشعال فتيل الحرب بين دولة وأخرى او مجموعة دول ولا يمكن لهذه الاسباب ان تجتمع كلها في حرب واحدة بل تتفاوت بين حرب وأخرى .اما في الحرب على سوريا فأن هناك ثلاثة اسباب هي الاصل في تلك الحرب اما ما تدعيه واشنطن وانقرة والرياض والدوحة ومن ثم القاهرة التي اصبحت تابعة لذلك المحور المتحالف فهي اشبه بذر الرماد في العيون .السبب الاول هو العامل الايديولوجي وان سوريا حتى هذه الساعة لم تغادر المعسكر الاشتراكي ولم تترك قلعة المقاومة والممانعة وترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني سرا وعلنا وتدعم وبشكل واضح وصريح حركات المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة وهذا ما يزعج الغرب وبقية الدول التي طبعت علاقاتها سرا وعلنا مع الكيان الصهيوني.اما السبب الثاني فهو العامل الاقتصادي وان سوريا بنظامها الحالي الممانع والمقاوم قد اصبح عقبة كئداء امام مشروع الغاز الذي ينطلق من قطر مرورا بالسعودية والأردن ثم سوريا عابرا الى اوروبا من خلال تركيا وان وجود نظام بشار الاسد بصيغته الحالية يجعل هذا المشروع الاقتصادي محكوم عليه بالفشل لكونه اخر حلفاء روسيا في المنطقة.ومن باب الحفاظ على مصالحها دخلت روسيا على خط الحرب من موضع الدفاع عن سوريا بينما يرى اخرون ان موقف روسيا جاء ومن باب الرد بالعرفان والجميل لهذا الموقف لا من باب المصالح فهي قادرة على الحفاظ على مصالحها مقارنين ذلك بموقف رئيس مكتب حماس خالد مشعل الذي اصابه الجحود المطلق للموقف السوري اتجاهه شخصيا.اما السبب الثالث والأخير فهو عامل السيادة والسيطرة الشمولية على العالم من قبل الادارة الامريكية او ما يسمى بالهيمنة لكي تجعل الدول التي ما غادرت منظومتها العقائدية ان تسقط مهما كلفها ذلك وان تأتي بنظام جديد يدور في فلكها خصوصا اذا كانت دولة مثل سوريا تتمتع بموقع استراتيجي وخصوصا الحدود التي تربطها مع فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني والذي يعد من اهم المصالح الامريكية في المنطقة العربية.هذه هي اهم الاسباب والدوافع الحقيقية التي تسببت بالحرب على سوريا.لكن سوريا كيف تعاملت مع ما يجرى وكيف كان الرد على هذه الحرب؟اولا ان الحرب لم تكن مباشرة بل كانت حربا بالانابة وقد جلبت واشنطن والرياض وانقرة والدوحة كل القوى المتطرفة والتي كانت تقاتل في افغانستان والشيشان وليبيا وغيرها من الدول التي كانت مضطربة الى سوريا عبر تنسيق مخابراتي بين تلك العواصم وانخرط قسم من السوريين معهم في هذه الحرب الا ان القيادة في سوريا كانت امام امرين الاول ان تذهب الى معركة تستخدم فيها قوة بحته من اجل الانتصار وإنهاء تلك الحرب والقوة البحته تحتاج الى عوامل ثلاثة اهمها القرار السريع ومحاصرة ارض المعركة وتوجيه قوة نار بكثافة عالية تقضي على كل العناصر المسلحة في ارض المعركة. او تذهب الى حرب الاذعان وهذا ما فعلته حيث كان الرد عقلاني عبر استخدام نسبة خمة عشر بالمئة من قوات الجيش السوري النظامي وعدم محاصرة ارض المعركة من اجل اعطاء فرصة لمن غرر به ومن شاء ان ينسحب وهذا يدل على استقرار نفسية صانع القرار وانه لا يلاحق الاحداث ولديه معلومات يستطيع من خلالها ان يبنى عليها قرارا عقلانيا فجاء الرد بحكمة عالية دون ان يكترث بما يدور في الخارج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك