المقالات

الخزاعي وكلنتون


بقلم : سماحة السيد حسين السيد هادي الصدر

لم يكن الاسلاميون العراقيون قبل سقوط الصنم في 9/4/2003 يتعاطون مصافحة النساء .ومن هنا بقيتْ قضية تقبيل د.موفق الربيعي ليد (مادلين اولبرايت)  -وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكيه- أيام ولايه بيل كلنتون موضع استنكار شديد ، لا لأسباب شرعيه فقط بل لأسباب سياسيه وأخلاقيه أيضا .

والملاحظ ان المنتسين الى الخط الاسلامي، كسروا هذا الطوق بعد ان انهارت دكتاتورية القائد الضرورة ،وأصبحوا يتهافتون على مصافحة ايدي النساء الاجنبيات ، بشكل علني سافر ، وأمام عدسات التصوير ، دون خجل ولا وجل . ولقد استهجنتُ كثيراً دفاع أحدهم عن الخزاعي ،الذي صافح وزيرة الخارجيه الامريكيه ، بوجه باسمٍ بشوش ،وبأنشراح ظاهر ، حين فرّق بين موقعين :موقع الخزاعي في حزب أسلامي معروف . وموقع الخزاعي الوظيفي بوصفه نائباً لرئيس الجمهوريه . وكأنه يريد القول : ان هذه المصافحة التي تمت بين (الخزاعي) و (كلنتون) أباحتها الأعراف الرسميه ،ولم تصدر بدواعي حزبيه، وهو كلام يضحك الثكلى ،لأن الأحكام الشرعيه لا تتبع المواقع والمناصب على الاطلاق .

والتفريق بين الموقعين المذكورين - الحزبي والوظيفي - انما هو لونٌ من ألوان التضليل الممجوج .اننا نشهد لقاءات المسؤولين في بعض البلدان الاسلاميه مع النساء فلا نلمح أثراً للمصافحة بينهما .والسؤال الآن :لماذا لايقتدي الخزاعي بهم ؟انّ مما يوجع القلب ، ان تنفرج شفتا الخزاعي عن ابتسامه عريضة ، تكشف عن عمق سروره باللقاء المذكور ، خلافاً لما تقتضيه القواعد الشرعيه والاخلاقيه ..!! انّ الحصافة والرزانة - لا المبررات الشرعيه وحدها - تدعو الى موقف مغاير بالكامل ،لما شهدناه في ذلك اللقاء المثير ، الحافل بالاختراقات الشرعيه والأخلاقيه والسياسيه والاجتماعيه .

انَّ الأصوات التي حصل عليها الخزاعي في الانتخابات النيابيه التي جرت في 7/3/2010، كانت ضئيله لاتؤهله للحصول على مقعد نيابي ، لولا قانون الانتخابات المليء بالثغرات والمفارقات ، والذي فصلته الكتل والأحزاب السياسيه على مقاساتها ،لا على مقاسات مصالح البلاد والعباد...!!!ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . وانَّ منصبه الحالي - كنائب لرئيس الجمهوريه - عارضته بشدّة المرجعيه الدينيه العليا، وعارضته الجماهير العراقيه الغاضبة من اهدار ثروات العراق الوطنيه ،في قنوات لا تعود على المواطنين بطائل ، وعارضه حتى بعض نواب ائتلاف دولة القانون .ومع ذلك كله ظلّ (الخزاعي) على اصراره وحماسه الملتهب ،لاحتلال الموقع ، لابل هدّد بالويل والبثور ، وعظائم الأمور ..!!

وهكذا تتواصل الحلقات في مسيرة (الخزاعي) الحافله بالكثير من المواخذات والمفارقات .ومن نافلة القول : التأكيد على ان (الاسلامي) لابُدَّ ان يكون المثال الساطع ، للرساليّ الملتزم بأهداب الشريعة وأحكامها ، وما تمليه من قواعد وآداب في التعامل والسلوك .

ان قليلاً من الزهد والتواضع ونكران الذات ،كان كفيلاً بأدخال (الخزاعي) في قائمة المناضلين المضحين ، من اجل الدين والشعب والوطن ،دون سعي للحصول على مقابل، ازاء ما بذلوه وعانوه في طريق ذات الشوكة. أمّا المقايضة بين التاريخ النضالي والمنصب المرموق ، فهي عمليةُ معاوضةٍ مرفوضة ، لأنها أقرب ما تكون الى التعامل التجاري لا التعامل الرسالي المطلوب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمر علي
2012-10-08
بالرغم من ان الدين الاسلامي لا يجيز للرجل ان يصافح المراة الا ان البعض ممن يدعون انهم علماء دين او من احزاب اسلامية يصافحون عشرات النساء _الشيخ القرضاوي صافح موزة زوجة حاكم قطر الرئيس المصري محمد مرسي صافح عشرات النساء منذ توليه الحكم وهو من حزب الاخوان المسلمين اوردغان رئيس وزراء تركية وهو ايضا من حزب اسلامي صافح وزيرة خارجية امريكا ومسك يدها بيديه الاثنتين دلالة على الاهتمام الكبير بها بالمقابل هاشمي رفسنجاني عندما كان رئيسا لايران زار احدى الدول الافريقية واعنذر عن مصافحة رئيسة هذه الدولة
عًًُداس
2012-10-08
السلام عليكم لايوجد عند الإمام علي عليه السلام مبداء الغاية تبرر الوسيلة وها أولاء النماذج ممن يدعون انتمائهم إلى مدرسة ال البيت عليهم السلام مستميتين بذالك المبداء وتناسوا من حملهم لهذه المناصب ومستعدين ليس فقط لمصافحة النساء وتقبيلهن في وجوههن بل في اي مكان ثاني يرغبن به (((فل المُلك عقيم)))
شاهد عيان
2012-10-08
الكثير من الذين كانوا يدعون انهم ملتزمين ايام المعارضة ومتتينون جدا!!) لكن تبين التزامهم يتغير وحسب الطلب فالذين اليوم في الحكومة اكثرهم صافحوا شيري بلير وأما نكلسون واليوم تراه بمحابس لحيى كما الخضيري ..فخلال مؤتمراتنا رايتهم وعرفت اخلاقهم جيدا في العراق شكل وعندما يأتون للخارج شكل آخر .. وياريت تبقى على المصافحة.
حيدر البصري
2012-10-08
السلام عليكم سيدي لقد قام هذا الشخص وحزبة الدعوة بامور كثيرة جعلت المرجعية العليا تتخذ منهم موقف واضح وقد نعتوا هذا الرجل بالفاسق والملعون وبفتوة صريحة ومع ذلك اصر حزب الدعوة على ترشيحة للمنصب مع العلم انه علية قضايا فساد عندما كان وزير التربية سنرى منهم اكثر واكثر والله على كل ظالم لهذا الشعب الفقير المحروم
كلمة
2012-10-07
جيد جدا ان ينتقده بل ويوبخه سيد جليل اسلامي ايضا ً ففي هذا اشارة الى انهم يتباعون امثال الخزاعي . والمقالة امر بمعروف ونهي عن منكر جزاكم الله خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك