المقالات

العفو العام أم النزاع العام!!


ماري جمال

يعد قانون العفو العام والذي قد اقترحته كتلة الأحرار من القوانين التي أثيرت حوله ردود فعل متنوعة من مؤيد ومعارض ومتحفظ فقد لاقى الترحيب من القائمة العراقية والتحالف الكردستاني ومن الصدريين ولاقى معارضة من باقي الكتل أما ائتلاف دولة القانون فقد التزم الصمت لان اغلب فقرات ذلك القانون كما صرح غير واضحةوكان سبب اتخاذ هكذا مواقف ان قانون العفو العام من المواضيع المصيرية والمهمة لعدد كبير من أبناء الشعب العراقي ففي السجون العراقية يرقد الآلاف من أبناء العراق وهذا بحسب حصيلة لجنة حقوق الإنسان مما تسبب بهدم عوائل كاملة وتفككها لغياب معيلها وان البعض من المساجين قد دخلوا للسجون ظلما بدعاوي كيدية أو بسبب المخبر السري وهناك أيضا بالمقابل أعداد هائلة من المساجين الذين ارتكبوا اخطر الجرائم بحق أبناء الشعب ففي هذه الحالة كيف سيتم الحكم في هذا القانون الشائك ؟إن الحكم في هذا القانون شديد الحساسية لكونه من أكثر المواضيع والتي تمس مشاعر جميع أبناء الوطن فهنالك سجون يؤمها عدد لا يستهان به من الأبرياء الذين دخلوا للسجون بدعاوي كيدية أو عن طريق القتل الخطأ أو المخبر السري وأيضا هناك العشرات من المساجين الذين هم معتقلون منذ سنتين أو ثلاث ولم ترفع قضاياهم للمحاكم !وعل النقيض من هؤلاء فان هنالك مساجين يعدون من اخطر الفئات على المجتمع فمن الخطر الجسيم العفو عنهم لأنهم قتلوا وفجروا وارتكبوا أبشع الجرائم وهم المشمولين بالمادة (4 إرهاب) وهم الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء فمن الخطر الجسيم خروجهم من السجون و أن يصاغ القانون بحيث يمنع هولاء المجرمين من التمتع بحريتهم والتي تكون على حساب مصلحة المواطن .ولفرط حساسية ذلك القانون فانه قد درس وبشكل مفصل من قبل اللجنة القانونية النيابية لطرح صيغته النهائية و التي تم إجراء عليها تعديلات مهمة وصرحت اللجنة قائلة بأنه من الضروري طرح قانون العفو العام لما له من عملية تصالحيه في المجتمع العراقي ولكن ليس على حساب ذوي الضحايا ودماء أبناء الشعب العراقي وان ألصيغه النهائية من القانون استثنت جرائم كاتم الصوت التي استهدفت العلماء والقضاة والأساتذة وأيضا استثناء الجرائم المنظمة التي استهدفت الصاغة والبنوك.وكما دعا ممثلي المرجعيات الدينية إلى دراسة قانون العفو العام وعليه أن يكون مشروطا لمن اظهر الندم والتوبة وهذا الأمر قد اقترحه الخبير القضائي (طارق حرب ) على مجلس النواب باستحداث فقره في هذا قانون يتم فيها تخيير ورثة المجني عليه التنازل عن القضية أم لا وذلك حسب القسام الشرعي للمجني عليه أي الأقرباء من الدرجة الأولى لضمان عدم التلاعب في الموضوع ولتحقيق الإنصاف بين ذوي الضحايا والمجني عليهم بوضع الشروط المناسبة لتحقيق الصلح وهذا ما يضمن حقن الدماء الا ان اللجنة لم تكمل للان العمل في فقرات قانون العفو العام .إن ما نرجوه نحن المواطنين العراقيين أن يتم اتخاذ كافة الاجرءات التي تضمن حق الجميع وعلى حد سواء لان هذا القانون يشمل جميع الفئات والشرائح من المجتمع وبإقراره بالشكل الصحيح الذي يضمن العدل وعدم التلاعب كما فعل البعض في تمريره وبسهولة تامة لإقرار قانون أخر فإننا سنضمن الحياة الشريفة والهانئة لعشرات العوائل التي تركت بلا معيل وسنطمئن أيضا إن العراق أصبح بلدا أمنا بعيدا عن الإرهاب والتفجيرات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك