المقالات

مخاطر ترحيل الازمة والتمسك بالمطالب !!

350 12:10:00 2012-10-06

عون الربيعي

تكثر الاحاديث والتصريحات عن مدى قدرة الرئيس طالباني على ايجاد الحلول للخروج من الازمة ويدور الجدل اليوم عن مدى قدرة الشركاء ايضا على انفاذ هذه الحلول بالتنزل والتنازل عن بعض مطالبهم التي ينظر كل منهم اليها من زاوية انها محل الخلاف وتفجر الازمة رافعين شعار اما هذا المطلب والا فلا ,هذا في وقت الحل اما في وقت الازمة وتعرض وجودهم ومصالحهم للخطرفان كل هذه المطالب تحت الطاولة. مما يعني أن الفرقاء باتوا يعتاشون على الأزمات وسط اداء مخيب ومخجل على كافة الاصعدة الخدمية والامنية والاقتصادية والسياسية.ان السير باتجاه افتعال نزاعات وهمية مع أطراف داخلية وخارجية، في محاولة واضحة من هذه الاطراف لإيجاد مبرر للسكوت على الاخفاقات المتواصلة واشغال الناس بها يعد استهتارا ويثبت عدم الجدية في التوجه للاصلاح الذي تباكوا عليه, فبين جولات مسعود وعلاوي والمالكي ولقاءاتهم الخارجية وزيارتهم وتصريحاتهم نجد اصرارا على ادامة العبث السياسي الذي يمارسونه متفرقين ومجتمعين ،في مثل هذا التوقيت الذي تتعرض فيه البلاد للتهديدات والتحديات , فلو قلبنا المواقف ونظرنا الى المستجدات لوجدنا ان ائتلاف دولة القانون الذي يغرد خارج السرب غير مبال بما تصل اليه الاوضاع من تدهور وانحدار على المستوى العملي بل وصل الامر في بعض الاحيان الى توسيع دائرة خلافاته وتغذيتها من قبيل تهديد بعض اطرافه ونوابه بالانسحاب من التحالف الوطني لان بعض قواه لاتسند رئيس الحكومة في مساعيه لتركيع مناوئيه ,وكان المالكي قد دخل حربا فعليه يخذله فيها حلفائه وهذا يعود بنا الى موقفه من الأزمة الأخيرة التي خرج منها بإرباك التحالف الوطني، وفقدانه لأهم حلفائه، مستعيضا عن حلفائه الاستراتيجيين من خارج التحالف ببعض المنقسمين من ائتلاف العراقية وهذه التحالفات الركيكة التي لايعول عليها كثيرا ربما تنهار سريعا بعد ان تجف الامتيازات, وهذه القوى والشخصيات التي نتحدث عنها لاتمثل ضمانة للمستقبل ، وهي تدرك جيدا انها ليست رقما صعبا بل تجد نفسها مرغمة على دعم المالكي للبقاء على رأس السلطة كونه من يمنح هذه الامتيازات فقط ,وسط مراهنات من الاخير على حجم التاييد الشعبي المتصاعد الذي سينحسر ويتراجع في مراحل لاحقة كون المالكي لم يحقق المرجو منه بدعم وتثبيت حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي وجعل كل المكتسبات التي تحققت للاغلبية في مهب الريح بفعل استمرار حالة التناحر, وهذه حتما مجازفة غير محسوبة بالمشروع قبالة الحفاظ على المكتسبات الشخصية وعودة للعزف على وتر (بعد ما انطيهه) التي كانت وراء كل هذا التراجع .ان ما نسمعه اليوم بالذات من طرح لترحيل الأزمة الى فترة لاحقة، بسبب غياب الحلول الناجعة التي تحدث الفرق وتعود بالبلاد الى جادة الاستقرار وادامة حالة التعايش .ولعل المشكلة الاساسية التي تحتاج الى التركيز عليها لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية هي فقدان الثقة المتبادلة بين الاطراف المتصارعة ، كما ان الحديث عن عدم جدوى اللقاء او المؤتمر الوطني دون تدعيم الثقة وبث الاطمئنان بين هذه الاطراف لن يكون مفيدا فالازمة باصلها ازمة ثقة وعدم رغبة بالتنازل مما يجعل البعض غير متفائلين من أن تفضي الاجتماعات الى نتائج جدية تنهي هذه الأزمة.والا فان ترحيل المشاكل العالقة الى وقت لاحق سيؤدي الى تعميقها اما ابتعاد ا كل الاطراف عن الحل ستكون له انعكاساته المستقبلية حيث ستكون التحالفاته التي يفرضها هذا الواقع اكثر خطرا على البلاد والعباد لمن يهمه المستقبل ويريد ان يكون للاغلبية دور قوي في صناعته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك