المقالات

مخاطر ترحيل الازمة والتمسك بالمطالب !!


عون الربيعي

تكثر الاحاديث والتصريحات عن مدى قدرة الرئيس طالباني على ايجاد الحلول للخروج من الازمة ويدور الجدل اليوم عن مدى قدرة الشركاء ايضا على انفاذ هذه الحلول بالتنزل والتنازل عن بعض مطالبهم التي ينظر كل منهم اليها من زاوية انها محل الخلاف وتفجر الازمة رافعين شعار اما هذا المطلب والا فلا ,هذا في وقت الحل اما في وقت الازمة وتعرض وجودهم ومصالحهم للخطرفان كل هذه المطالب تحت الطاولة. مما يعني أن الفرقاء باتوا يعتاشون على الأزمات وسط اداء مخيب ومخجل على كافة الاصعدة الخدمية والامنية والاقتصادية والسياسية.ان السير باتجاه افتعال نزاعات وهمية مع أطراف داخلية وخارجية، في محاولة واضحة من هذه الاطراف لإيجاد مبرر للسكوت على الاخفاقات المتواصلة واشغال الناس بها يعد استهتارا ويثبت عدم الجدية في التوجه للاصلاح الذي تباكوا عليه, فبين جولات مسعود وعلاوي والمالكي ولقاءاتهم الخارجية وزيارتهم وتصريحاتهم نجد اصرارا على ادامة العبث السياسي الذي يمارسونه متفرقين ومجتمعين ،في مثل هذا التوقيت الذي تتعرض فيه البلاد للتهديدات والتحديات , فلو قلبنا المواقف ونظرنا الى المستجدات لوجدنا ان ائتلاف دولة القانون الذي يغرد خارج السرب غير مبال بما تصل اليه الاوضاع من تدهور وانحدار على المستوى العملي بل وصل الامر في بعض الاحيان الى توسيع دائرة خلافاته وتغذيتها من قبيل تهديد بعض اطرافه ونوابه بالانسحاب من التحالف الوطني لان بعض قواه لاتسند رئيس الحكومة في مساعيه لتركيع مناوئيه ,وكان المالكي قد دخل حربا فعليه يخذله فيها حلفائه وهذا يعود بنا الى موقفه من الأزمة الأخيرة التي خرج منها بإرباك التحالف الوطني، وفقدانه لأهم حلفائه، مستعيضا عن حلفائه الاستراتيجيين من خارج التحالف ببعض المنقسمين من ائتلاف العراقية وهذه التحالفات الركيكة التي لايعول عليها كثيرا ربما تنهار سريعا بعد ان تجف الامتيازات, وهذه القوى والشخصيات التي نتحدث عنها لاتمثل ضمانة للمستقبل ، وهي تدرك جيدا انها ليست رقما صعبا بل تجد نفسها مرغمة على دعم المالكي للبقاء على رأس السلطة كونه من يمنح هذه الامتيازات فقط ,وسط مراهنات من الاخير على حجم التاييد الشعبي المتصاعد الذي سينحسر ويتراجع في مراحل لاحقة كون المالكي لم يحقق المرجو منه بدعم وتثبيت حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي وجعل كل المكتسبات التي تحققت للاغلبية في مهب الريح بفعل استمرار حالة التناحر, وهذه حتما مجازفة غير محسوبة بالمشروع قبالة الحفاظ على المكتسبات الشخصية وعودة للعزف على وتر (بعد ما انطيهه) التي كانت وراء كل هذا التراجع .ان ما نسمعه اليوم بالذات من طرح لترحيل الأزمة الى فترة لاحقة، بسبب غياب الحلول الناجعة التي تحدث الفرق وتعود بالبلاد الى جادة الاستقرار وادامة حالة التعايش .ولعل المشكلة الاساسية التي تحتاج الى التركيز عليها لتقريب وجهات النظر بين الكتل السياسية هي فقدان الثقة المتبادلة بين الاطراف المتصارعة ، كما ان الحديث عن عدم جدوى اللقاء او المؤتمر الوطني دون تدعيم الثقة وبث الاطمئنان بين هذه الاطراف لن يكون مفيدا فالازمة باصلها ازمة ثقة وعدم رغبة بالتنازل مما يجعل البعض غير متفائلين من أن تفضي الاجتماعات الى نتائج جدية تنهي هذه الأزمة.والا فان ترحيل المشاكل العالقة الى وقت لاحق سيؤدي الى تعميقها اما ابتعاد ا كل الاطراف عن الحل ستكون له انعكاساته المستقبلية حيث ستكون التحالفاته التي يفرضها هذا الواقع اكثر خطرا على البلاد والعباد لمن يهمه المستقبل ويريد ان يكون للاغلبية دور قوي في صناعته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك