المقالات

هل وصلنا الى مرحلة اخر العلاج الكي ؟؟


خميس البدر

ماقيمة كل ما يجري من جهود حكومية والاحاديث الكثيرة عن الاصلاح وعن الانجازات الوهمية مادام الانسان بلا قيمة فهو لايتمتع بادنى حقوقه ولا اتحدث هنا عن حرية الكلام (الشتم والسب والنقد في الشارع و000)ومثل هذه المظاهر والتي يسوق على انها هي الحرية ونتاج الديمقراطية ما بعد التغيير ودائما ما يقارن بينها وبين حكم البعث الكافر وهي مقارنة ظالمة ومجحفة بحق جميع الاطراف واولها الحكومة والمواطن العراقي (اصطلاحا )0 فما هي الحقوق التي يبحث عنها الشعب العراقي والتي لم تتحقق الى اليوم وبعد عشرة سنوات على التغيير،ربما يستذكر البعض تلك الايام السود ومن قهره وتعبه وضيمه ليفر للحنين الى الماضي ولانه ماض طويل مليء بالدكتاتورية والقهر والظلم لايستطيع ان يترحم ولا ان يتمنى العودة وهو في نفس الوقت لا يريد ان ينتهي عمره وحياته بالطريقة التي يعيشها والتي يسيربها وايامه تنقضي دون تغيير او البقاء على نفس الحال فمن سيء الى أسوء ، فيكتم غضبه ويدفن همه ليتحول الى بركان من النقد والحرقة والالم والحسرة ينفث حممه كل يوم على شكل تهريج وصراخ وعياط وخرق للقوانين وتمادي على حقوق الاخرين وكل يخرق ويتجاوز ويتمادى بحجة طلب الرزق وسوء الحال ،بينما يبقى الموظف في هذه المعادلة هو الاكثر تضرر لانه مغضوب عليه من قبل القوانين وسوء التخطيط وتصادم وتشابك الارادات ومطرقة النزاهة وسندان الخلل والفوضى الادارية بالاضافة الى الحقد المجتمعي والحسد والحنق عليه لانه يستلم راتب 0وبلا شك فان الفقر الذي يعاني منه المجتمع العراقي بفعل فاعل فالكل يتغنى ويفاخر بغنى العراق وبمهارات العراق وذكاء العراقي وتعدد مواهبه الا انه لايجد تفسير لهذا الفقر المدقع 000،فيسكت الجميع ويخرس أي لسان عندما تجد الالاف من العوائل بلا سكن في هذا الوطن والسبب هو عدم توفر قانون يجبر البلدية او المالية او أي دائرة ومؤسسة بتخصيص قطعة ارض ليبنيها ويتملكها فالاراضي باسعارها الخيالية وعجز القانون مع كثرة العدد وتراكمه يجعل من العراق يعاني ازمة سكن خانقة (تشبه او تفوق ازمته السياسية المفتعلة )فماذا يفعل الانسان البسيط (لاهو موظف ولا سياسي ولاشهيد ولا صحفي )وحتى هذه الاصناف وهي التي تشمل بتخصيص قطع السكن لانرى منهم مستفيد وان توفر فهو قد تعذب لشهور او لسنين للحصول على تلك المكرمة والهبة بعد ان تطلع عينه وروحه وبعد ان (يرش ويحرك جيبه) على كل من هب ودب ليصبح مصرف جيب (لدوائر البلدية والطابو والعقاري والمصارف وسواق التكسي وكتاب العرائض ومكاتب الاستنساخ ووو)وهنا يكون الفقر وهنا الطفرة النوعية والماساة بنفس الوقت فبين ان يرهنها (بقرض وكفيل ووو) وبين ان يبيعها ليكون مشروع او يخلص من الدين وهموم واثقال كل المراحل السابقة واضنه سيختار الثاني فلا يستطيع ان يبني دار ويبقى بنفس الروتين. هذا نموذج بسيط للفقر وتظافر الظروف والدولة السياسة الحكومة والفساد على شريحة بنظر المجتمع محسودة فما هو حال مادونها وكيف تكون حياته اعتقد بان الفضائيات ووسائل الاعلام تكفلت بشيء بسيط من تلك المعاناة بعد ان تحول الانسان العراقي الى مادة اعلامية دسمة تكفي لتغطي ساعات البث وبشكل مجاني 0ولا اريد ان اذكر احصائيات وارقام فوزارة التخطيط كانت رائدة في هذا المجال اضافة الى المؤسسات العالمية ومؤسسات المجتمع المدني والتي جعلت من العراق (يكتسح مقياس رختر للهزات الارضية وموسوعة غينيس للارقام القياسية)0 لكن وبكل بساطة تشاهد الوجه الثاني للعراق ثراء فاحش ومخجل العراق يحتل المرتبة السابعة بين اثرياء العالم ومقدار مايملكون هو 14 مليار دولار رقم وان كان كبيرا لدول العالم لكنني اجزم والشعب العراقي كله يحلف بان الاثرياء العراقيون يملكون اضعاف هذا المبلغ لمستوى الفساد المرتفع والمستشري وعمولات المسؤوليين والوزراء بودورهم في تبديد المال العام وسوء الادارة و المحاصصة وغياب الرادع الاخلاقي والقانوني ،نجزم بان كل المال العراقي المهدور هو عبارة عن ثروات واموال لفئة محدودة وشريحة معينة فمن ازلام البائد وتسلط حكومة القرية الى وضعنا الحالي وسيادة المحاصصة واستشراء الفساد 0ان الفقر العراقي والثراء العراقي ياتي نتيجة لغياب العدالة الاجتماعية بل هو دليل على غيابها وانعدامها وهو نتاج واثر لتدخل السياسة والنظام المشوش والتخبط لدى الحكومة ومن يتحمل المسؤولية وهي تنسحب على كل السلطات فعدم ايجاد الحلول وغياب النوايا الصادقة وترك الامور على هذا الحال ينذر بخراب ودمار للمجتمع العراقي ولا ادري مانسبة ذلك الدمار الان فاعتقد بانه تجاوز نسب خطيرة و فرص العلاج والتداوي باتت مستحيلة فما يحتاجه العراق هو تدخل جراجي وعلى مستوى عمليات كبرى لا ان تختصر بخطابات وشعارات الاصلاح والاجتماعات المغلقة وربما لاتنفع تلك الجراحة فهل تعتقد ان مايعجز عنه الكي وهو اخر العلاج تشفيه الجراحة فلنرى هل وصلنا للاستصال وبتر بعض الاعضاء الفاسدة ام ان الجراحة والكي سينفع لكن يجب ان يكون الحراك بسرعة وبامانه وخوف وحرص ودقة و تشخيص وعمل لاخطاب وكسل 0

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك