المقالات

الأحداث في سوريا وثورة البحرين كشفتا عن وجه هذا العالم القذر


خضير العواد

لقد أصبح هذا العالم عبارة عن قرية صغيرة يمكنك أن تسمع صوت وتشاهد صورة أي شخص تريده وفي أي وقت تشاء وتعرف أحداث أي بقعة فيه خلال ثواني معدودة ، هكذا بدا صغر العالم بسبب التقدم التكنلوجي الذي وصلت إليه البشرية ، ولكن مصادر هذا التقدم قد سيطرّت عليها مجموعة من القوى في العالم فمن الصعب أن تحصل على أي معلومة بدون المرور بهذه القوى ، أي أن هذا التقدم التكنلوجي قد سهلَّ التواصل ما بين بني البشر ولكن في نفس الوقت شددة قبضة هذه القوى عليه ، فيمكن لهذه القوى أن تخفي الحقائق أو تشوهها أو تغيّرها بالشكل الذي تريد ، لهذا أصبحت المعلومة الصادقة والحقيقية من الصعوبة الحصول عليها والتعرف بها بالرغم من هذا التقدم التكنلوجي الهائل بسبب هذه السيطرة الكبير للمتنفذين في هذا العالم الذي أصبح أكثر مآساوية وظلم ، هذه الثورة البحرينية التي ستنهي العام الثاني والتي لم تخرج من سلميتها ومطاليبها وجماهيريتها بل العكس يوماً بعد آخر تلتحق بها فئات جديدة بركب هذه الثورة التي حيّرت العقول وأسعدت النفوس الحرة الكريمة ، شعبٌ يخرج على بكرة أبيه ينادي بالإصلاحات الحقيقية التي تعبر عن ضمير كل إنسان حر وعاقل ، شعبٌ يخرج حامل الورود البيضاء ويقدمها الى حرس النظام الحاكم الذي يحمل مختلف الأسلحة القاتلة ، هذا يعطي الورود وهذا يقدم الرصاص والقتل والدمار وهؤلاء يقدمون الكلمة الطيبة الصادقة والمعبرة التي تريد الخير لكل شعب البحرين والحكومة تقدم الكلمة الكاذبة المخادعة التي تريد أن تبقى العائلة المالكة في البحرين هي المسيطرة على ثروات هذا البلد ، ولكن بالرغم من وضوح الصورة وظهور كل تفاصيلها في المشهد البحريني لكن الإعلام العالمي وخصوصاً العربي لا يغطي هذه الثورة العظيمة بكل شئ بإنسانها وأهدافها ووسائلها ووطنيتها والقوة البشرية التي تقودها ، وفي المقابل نلاحظ هذا الإعلام المسيّطرعليه من قبل المتجبرين في العالم يعطي صورة تخالف الحقيقة بكل تفاصيلها عن الأحداث في سوريا ، ويصف هذا الإعلام الأحداث في سوريا ثورة شعب على حكومته من أجل تحقيق مطالبه وحريته وفي المقابل يتناسى إن الذي يقوم بهذه الثورة ضد الحكومة في سوريا هم الغرباء الذين قدموا من كل بقاع العالم والذي يصفهم الإعلام العالمي بالإرهابين والقتلة والمجرمين خارج الأراضي السورية ، فالطالبان في أفغانستان وباكستان والقاعدة في اليمن تحاربهم القوات الغربية وتقتلهم أشر قتلة ، وفي نفس الوقت تحت عامل الفتوى والتكفير تحاول القياداة الوهابية ترحيلهم الى سوريا عن طريق تركيا قبل دخولهم الى سوريا وتقوم بتدريبهم القوات التي كانت تقتلهم بالأمس وتدعمهم بالمال والسلاح والإعلام وترسلهم الى سوريا من أجل تغير النظام هناك تحت عنوان ثورة الشعب السوري ، فأي ثورة هذه التي تقاد من الدوحة والرياض وأنقرة وواشنطن وأي ثورة هذه التي تقتل وبلا رحمة الشعب السوري وبطرق من بشاعتها لا يقبل التفكر بها العقل الإنساني وأي ثورة التي تقوم بتدمير البنية التحتية للبلد وعلى كل شئ تاريخي يمثل حضارة هذا البلد العريق بأصالته وتراثه ، فأي ثورة هذه التي تقتل كل متحرك في سوريا فلم تترك الطفل الرضيع أو الشيخ الكبير أو المرأة الحنون ، فأي ثورة هذه الثائر فيها من ليبيا والشيشان وأفغانستان وباكستان والسعودية وتركيا وتونس والجزائر والعراق واليمن واسلحتها من أمريكا وإسرائيل ، ولكن بالرغم كل هذه الحقائق والمآسي والإجرام يصوّر العالم بإعلامه البشع الأحداث في سوريا بأنها قمة الثورات ومثالها الذي يجب أن يحتذى ، ويهمل بل يتغاضى ثورة البحرين التي يقودها أبنائها بطرق سلمية قلَّ نظيرها في العالم ، وإذا أراد أن يذكرها خجلاً من الشعوب المتسائلة عن هذه الثورة فينعت أبنائها بالخيانة والإجرام والهمجية ، لهذا فأن الأحداث في سوريا وثورة البحرين قد غسلتا وجه القوى الكبرى في العالم ومن يلتحق بها من حكّام الجور وأئمة الضلال وأزالتا الأصباغ والتلوين وأظهرا بشاعة الوجه القبيح المملوء بالتجاعيد المقززة لهذه القوى ، فقد أعطت الصورتين في سوريا والبحرين الوجه الحقيقي البشع والقذر لهذا العالم الذي يتغنى بالشعارات الكاذبة والمخادعة وذات إزدواجية المعايير مثل الحرية والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الأنسان وهذه جميعها عناوين تستعملها الدول المتسلطة على العالم من أجل تمرير مخططاتها ومصالحها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك