المقالات

معركة بالذخيرة الحية .....بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي


 

كثير من الساسة الإسلاميين ـ العراقيين تحديدا ـ لازالوا يتلذذون بظهورهم الفارغ في القنوات الفضائية ويتوهمون ـ أو يوهمون أنفسهم ـ أن هذا الظهور هو إنتصار للمباديء التي يعتنقونها، وأن مجرد ظهورهم في الفضائيات سيسقط بالضربة القاضية الفنية القوى المناوئة، وأعني بها أدعياء اليسار والليبرالية الجديدة والفرية المستحدثة التي تسمى الإسلاميين الديمقراطيين!..لهؤلاء الساسة "الإسلاميين" أو بالأصح "المتأسلمين" ليس عندي ما أقوله لهم غير المثل العربي القديم "انج سعد فقد هلك سعيد".. فهؤلاء "المتأسلمين" ونتيجة لمسلكهم الذي لا ينطبق مع الإسلام، صاروا عبئا عليه!، بل هم بالحقيقة سلاح مجاني بيد مناوئي الإسلام، وزد إنهم غدوا من حيث لا يعلمون أدوات سلبية لتخفيض مستوى التدين في الناس وليس لرفع مستوى التدين.. وإذا كانوا يعلمون فهم شركاء من الدرجة الأولى فيما يتعرض له الإسلام من ثلم، أما إذا كانوا لا يعلمون وسدروا فيما هم فيه يعمهون من غي ، فسيأتيهم الدور بعد أن يستنفذ الغرض منهم في تقويض خطوط الدفاع الإسلامي الأولى..

ومن ملاحظة خطابهم فإن جل ما يركزون عليه هو قضية اللغة والهدوء والبعد عن الانفعال، وهي المقدمة الأولى للتنازل في معركة القيم التي يفترض أن يكونوا في خطوطها الأولى إن صح إنتمائهم للحركة الإسلامية النهضوية، لكنهم واصلوا مسلسل التنازلات وكلما قدموا تنازلا ، طولبوا بتنازل جديد، ويوما بعد يوم تحولوا الى هراوات بيد أعدائهم من حيث لا يعلمون!..

وحينما يأتي اليوم الذي سيعلمون فيه أنهم يحرثون واد غير ذي زرع سيندمون، وسيندمون حينها ولات ساعة مندم، وسيقولون:"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"!...

إن معركة القيم التي تجري غمارها هنا ليست درساً نظرياً.. ولا وسيلة إيضاح في مدرسة إبتدائية، إنها بالحقيقة معركة عسكرية فعلية بالذخيرة الحية.. وإذا كان على الساسة المتأسلمين أن يفهموا ـ إن كانوا يريدون الفهم ـ إن التيار الليبرالي الذي يمسك بالاعلام ليست قضيته "أسلوب إدارة مؤسسة ما".. ولا شعارات المواطنة والتسامح والمساواة وعدم الاقصاء.. فهذا التيار باختصار "عصابة" لديها مشروع واضح المعالم، خطوته الأولى في هتك البنية الأخلاقية للمجتمع العراقي بحملات إعلامية مكثفة منظمة لم تتوقف عجلاتها عن الدوران، تستهدف دهس وإهانة كل ما يمت الى الدين بصلة أويرعى نشاطاً دينياً..بدءا من التشكيك بدور المرجعيات الدينية ورجال الدين و"العمائم وأهلها"، وإنتهاءا بالنشاطات الجماهيرية الكبرى كالفعاليات الحسينية وزيارات المراقد المقدسة، وتوهين والحط من الروابط ـ والمواكب ومجالس الوعظ والإرشاد، الفتاوى الشرعية، الجمعيات الاسلامية، وحتى أسماء أبنائنا وبناتنا، فزينب صارت سالي ومريم غدت ريتا ومحمد صار عطيل...!

كلام قبل السلام: كلمة الحق تقف دائما في الحلق لأنها كبيرة !!!

سلام....

.............

17/5/926

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك