المقالات

الإساءة للرسول (ص) . إلى أين؟


د. علي الجابري

تكررت الإساءة للرسول (ص) ابتدءا من الرسوم الكاريكاتيرية ، مرورا بالقس تيري جونز وقصة حرق القرآن ، ووصولا إلى الفلم المسيء للرسول (ص) ، وغيرها الذي نتوقعه انه سيأتي.إن هذه الإساءات في أقدس شخصية يجلها المسلمون لا يمكن أن تكون اعتباطية ، ولا يمكن أن نعتبرها (حرية تعبير) لأفراد لا ربط جغرافي أو عقائدي أو غيره بينهم . بل نعتقد إن وراءها أيادي خفية تحركها جهات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحكومات الغربية يجمعها المصالح المشتركة.كان بإمكانهم أن يختاروا شخصية إسلامية يقدسها المسلمون في العالم كأمثال بعض الخلفاء أو الصحابة ويدرسوا حياتهم ويأخذوا أخطائهم ويشنعوا عليهم . إلا إنهم اختاروا الرسول الكريم (ص) لعدة أسباب:-1- يعتبر (ص) أقدس موجود لدى المسلمين.2- لا يختلف عليه اثنان بين المسلمين.3- الطعن به والإساءة إليه تمثل الإساءة إلى الإسلام وهذا ما يريدونه كما سيأتي.4- تقوية عقائدهم المغايرة للإسلام بالطعن في رمز من رموزها بل مؤسسها (كما يعتبرون ذلك) بعد أن عجزوا عن قصة الطعن في أصول الإسلام (وإن لم تخل من محاولات).لذا كان لابد أن نبين واحد من أهم أسباب تلك الإساءة للخاتم (ص) وهي إنهم يريدوا أن يجعلوا الشارع الإسلامي متوتر ويعيش حالة من الهيجان وعدم الانضباط وبالتالي حصول ردود أفعال غير منضبطة وعنيفة قد تصل إلى التفجيرات والاغتيالات وغيرها ، ومن ثم إبراز صورة للمسلمين بأنهم أعداء لشعوبهم ، وعندها يتحقق ما تنبأ به صموئيل هنتكتون بكتابه (صراع الحضارات ) الذي يبين فيه بأن الصراع الأخير سوف يكون بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية ، الأمر الذي يستطيعوا أن يبرروا من خلاله لشعوبهم الإنفاق الهائل لترسانتهم العسكرية والذي وصل إلى مئات المليارات من الدولارات.إن النتيجة الفعلية والمدروسة من هذا العمل هو زيادة نسبة المتطرفين في العالم الإسلامي أو ما يعبر عنه بالإسلام الراديكالي ، وبالعودة إلى الوراء قليلا نجد إنهم تعمدوا أن يعطوا تعاريف مفتوحة وقابلة للمطاطية عن الإرهاب كما هو شأنهم في كثير غيرها كالحرية والديمقراطية ، وبالتالي سهولة إطلاق على أية ردة فعل بأنها إرهاب إسلامي وعندها يكون من حقهم الرد بأية وسيلة شاءوا ويجندوا وسائلهم الإعلامية لإبراز ما يعانوا منه من اثر ذلك الإرهاب ، بينما حقيقة الواقع هو إن الشعوب الإسلامية هي التي ذاقت الويلات من المتطرفين والإرهابيين ، فإن اغلب التفجيرات والاغتيالات والأعمال التخريبية عانى ويعاني منها تلك الشعوب المسلمة.لذا ينبغي أن تكون ردة الفعل واعية وعلى عدة مستويات:-أ‌- المستوى النظري1- تبيين أهداف تلك الحملات المسيئة لمقدساتنا وبكافة الوسائل الإعلامية.2- إبراز عناصر القوة في الشريعة الإسلامية.3- تخليص الموروث الإسلامي من كل ما يسيء إلى الشريعة والعقيدة الإسلامية.4- إجراء المقارنة بين شمولية الإسلام ومحدودية بقية الأديان وبالتالي استيعابه لكافة تطورات الحياة.5- نبذ كافة أنواع الإرهاب ومحاولة الفكفكة بينه وبين وسائل الدفاع عن العقيدة والوجود.6- الانفتاح على الحضارة الغربية والحوار معها لان صريح القرآن يقول (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )ب‌- المستوى العملي1- نبذ العنف غير المبرر وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل بالإحسان.2- الضغط على المنظمات العالمية ذات التأثير في الواقع من قبل الحكومات الإسلامية والعربية لسن القوانين التي تجرم الإساءة للمقدسات في الأديان كافة .3- عكس الأخلاق المحمدية في التعامل مع أفراد الشعوب الغربية (خصوصا للمغتربين ) من قبيل عدم السرقة والأمانة في التعامل ( وان كانت هناك بعض النصوص تبيح ذلك بالعنوان الأولي).4- الإكثار من الذرية الواعية الفاهمة لدينها فهما حقيقا وليس سطحيا.5- إبراز القادة الحقيقيين المتمثلين برسول الله والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام كحقائق يؤخذ منها الدين الإسلامي .هذا ما أردنا بيانه والله الموفق لكل خير.

د. علي الجابري

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك