المقالات

رئيس مجلس الوزراء وليس رئيس العراق


محمد حسن الساعدي

تعّود الشعب العراقي ان ينظر الى الرئيس على انه هو القائد الضرورة وهو الناهي وهو الآمر ربما لم يلتفت هذا الشعب الى ان الوظائف والمناصب هي تكليفيه وليست ملكا لأحد، مع كل احترامي للجميع فأنا لا اتحدث عن الشخوص بل اتحدث عن الوقائع والمناصب في الدولة العراقية الحديثة.عندما يعين او يكلف اي رئيس مجلس الوزراء في اي دولة فان مهمته الرئيسية هي تقديم الخدمة الى الناس وتوفير مستلزمات العيش الكريم، وهذا الشيء ليس غريبا بل هو معمول به في دول العالم المتحضرة يكون فيها خادما لشعبه، حتى فترة اجازته فانه ينزل من كرسي الحكم ليمارس وضعه الطبيعي بين ابناء شعبه .البعض ممن تقلّدوا مواقع مهمة في الدولة العراقية تسكنهم عقدة بالغة الخطورة هي عقدة التمّلك للموقع, فما أن يصل الى الكرسيّ ويضع (عدّة الشغل) ويهم باستنشاق الاوكسجين الذي لم يستنشقه طوال حياته حتى تتحرك لديه غريزة عدوانية ويتحول بقدرة قادر الى ديك منفوش ويتقمص شخصية غير الشخصية التي تعود عليها وتقمصها، وان لم يجد خصما يصارعه فإنه يصارع طواحين الهواء واعداءً افتراضيين!.وفق هذه الممارسات اصبح الشخص والذي ادى اليمين ان يكون خادما ووفيا لشعبه ، اصبح رئيسا للأمر والنهي ، والضرب والعفو ، اصبح يعطي قرارات هي ليست من أختصاصه ، اصبح يملك العصا والحبل ، مع تعطيل المؤسسات الاخرى الداعمة للعمل الدستوري الجديد.يجب ان تسود ثقافة عند الجميع ( مواطن وسياسي ) ان المسؤولية تكليف وليس تشريف فالمعروف ان الإنسان الذي يخلص لله تعالى لا يقترب من المناصب جهد امكانه لان الحكم كثيرا ما يهلك صاحبه ويستدرجه الى الحرام إلا من كان همه خدمة وطنه وشعبه ، قوي الايمان ، يجعل المنصب وسيلة للوصول الى الغاية المثلى وهي خدمة المواطن، اما الكثير تغرهم المناصب فيقعوا في المحذور.والبعض الآخر يتصور ان المنصب هو تشريف لشخصه لا مسئولية يحاول من خلالها ان يخدم الناس والبعض يحاول ان يتسلق بالمناصب ويغريه الشيطان من حيث يعلم او لا يعلم فينسى الكثير من الواجبات والحقوق وقد تصل به انه ينسى ابسط الواجبات والحقوق بحق الآخرين.ان الأنا لدى البعض تتضخم حتى تأخذ مأخذها وكثيرا من الناس استطاعوا ان يتخطوا كل أنواع التعذيب في السجون الا انهم فشلوا حينما استلموا الحكم ان الشخص المسؤول عليه ان يتذكر انه خادما للناس وليس الناس خادمة له ومن يريد ان يتخطى الحساب الشديد والعسير يوم القيامة عليه ان يكون هدفه خدمة العباد لانفسه وحزبه.ان من يجعل باعتباره ان المسؤولية تكليف يحاول جهد امكانه خدمة الناس اما الذي يجعل المنصب تشريف له فسوف يستدرجه الشيطان.ان البعض قد لا يمتلك عنصر التكبر ولكن ما لم يحاسب نفسه محاسبة شديدة يتحول الى طاغية من حيث يعلم او لا يعلم خصوصا مع وجود أنماط من الناس تحاول تضخم أسماء بعض الأشخاص .المفروض من الناس ان لا تمدح أي شخص اكثر مما يستحق لان الشخص الذي جعل نفسه في هذا المنصب يكون واجب عليه خدمة الناس إلا ان الثقافة في النظام السابق لا زالت لها تأثير على البعض.وفي الغرب لا تشعر بوجود فوارق بين الحاكم والمحكوم فيا ترى متى نتعلم نحن من هذه الدروس ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المسكين المستكين
2012-09-20
عزيزى محمد حسن الساعدى هذا لى تتكلم عنه هو الواقع بس مو بالعراق وتحت حكم حكومة نورى المالكى هذا لى تتكلم عنه فى البلدان المتحضره والرئساء المثقفه ونورى المالكى جر العراق للهاويه واعاده الى العصور الحجريه والله اعلم ماذا يحدث غدا تحت حكم الهالكى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك