المقالات

اعيادنا ...مصائب لاطفالنا


هادي ندا المالكي

الليزر،الالعاب النارية والاسلحة المتنوعة،المفرقعات،هذه هي العاب اطفالنا في الاعياد والمناسبات الوطنية وفي عشرة محرم وفي يوم عاشوراء وفي مواسم الطهور وفي انتخابات البرلمان وانتخابات نقابة العمال وحتى في زيارات الاقارب والاحبة والاصدقاء،لا يمكن منعها او استبدالها لانها باب الى المراجل والقوة والعزة والمنعة، هكذا علمنا القائد الضرورة وهكذا يجب ان نبقى نعلم اطفالنا على ثقافة ..السيف والخنجر ريحاننا ..افٍ على النرجس والياسي.ويبدو ان الحكومة الحالية والتي قبلها وربما حتى التي ستاتي بعدها لن تجد ضيرا من استمرار تعليم ثقافة الحرب وقتال الشوارع والقنص والغدر لاطفالنا لان حياتنا وحياتهم مغلفة بهذه الكلمات وواقع يجب عدم التنكر له لذا فهي مستمرة وفاتحة الباب على مصراعيه للتجار باستيراد مثل هذه الالعاب دون هوادة من اجل الاستمرار بالمناورات الحربية في الازقة والشوارع ونصب الكمائن واطلاق الرصاصات المتفرقة والقنص من اعلى اسطح المنازل لان تجارة بيع الاسلحة رائجة ومستمرة ولا تعاني من كساد او خمول وهامش الربح فيها ممتاز ولا ضير ان يكون المستورد مسؤول امني او صحي كبير.كما ان الحكومة الموقرة غير مستعدة لتوفير البدائل المناسبة من حدائق ومتنزهات والعاب الكترونية ومساحات خضراء يمكن من خلالها قضاء اوقات نافعة وبعيدة عن حرب الكر والفر في شوارع وازقة احياء بغداد المتربة لانها مشغولة هذه الايام باعداد ورقة الاصلاح والاجتماع الوطني ورسائل التهاني بمناسبة العيد السعيد.ولاننا في بلد الديمقراطية المنفتحة فليس من حق اي طرف ان يطالب بفرض قيود اقتصادية او رفع التعرفة الكمركية على استيراد الالعاب النارية والمفرقعات واسلحة الاطفال المتنوع لان هذه الاجراءات ستؤدي الى ارتفاع اسعارها وبالتالي ستتسبب في استنزاف كبير لاموال اصحاب الدخول المحدودة من الفقراء والمعدمين وهم الشريحة الاكثر استخداما والاحرى هم الشريحة الوحيدة المستخدمة لهذه الاسلحة حصرا،كما ان منع استيرادها سيؤدي الى ارتفاع اسعارها بشكل خرافي في السوق السوداء واسواق المناطق الشعبية يعزز هذا الارتفاع عدم وجود جهاز رقابي فعال للجم جشع المهربين.وقد تواجه المحافظات التي قررت منع استيراد العاب الاسلحة والمفرقعات والعاب الليز بحملة تسقيط وتشويه من قبل اطفال الشوارع ومن قبل التجار الذي سيخسرون كثيرا من الارباح مقابل ما يحصل عليه نظرائهم في المحافظات التي لم تتخذ مثل هذا الاجراءات في عمل طائفي يراد منه استهداف مكون معين ضمن مخطط اقليمي هدفه الاول الحاق الخسائر المادية والمعنوية بهذه الاطراف المانعة. يبقى ان تقوم الحكومة المركزية والحكومات المحلية التي لم تمنع استيراد هذه الالعاب باعداد المقدمات الكفيلة لمعالجة واستقبال ضحايا هذه الالعاب الخطرة وفتح مستشفيات متخصصة في امراض العيون والحروق حصرا لان اكثر اصابات الاطفال من جراء اللعب بهذه الاسلحة تحدث في العيون بسبب استخدام رصاص(الصجم) ومنح اسلحة حقيقية من قبيل "الشوزن والبي كي سي والقاذفات" لاهالي الضحايا لياخذوا بثأرهم من اهالي الاولاد المشاغبين الذي تسببوا بالحاق الاذى باطفالهم وهكذا تكون الدولة قد حققت العدالة في الضرر لانها لا تستطيع تحقيق العدالة في الحق...ودولة لا تستطيع حماية الطفولة لا تستحق البقاء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك