المقالات

أزمة سحب الثقة كشفت عن أزمة أخلاق


هادي ندا المالكي

لم تنتهِ أزمة سحب الثقة بعد لكنّ خيوطها بدت واهية وضعيفة ولن تتمكن من الثبات الى فترة أبعد امام صمود وخطط ومكر الطرف الآخر بسبب ما أشرنا إليه سابقاً من عوامل متناقضة جمعت الاضداد ..والشيء المؤكد ان جمع الاضداد امر شبه مستحيل وان مأل امره في النهاية الى التفكك.وأسوء ما كشفت عنه الازمة السياسية المفتعلة لسحب الثقة عن المالكي من قبل أطراف خلق الازمات هو هذا النفاق الفج وهذا الابتذال الرخيص وهذا السقوط المروع في وحل التصريحات المتناقضة والتي لم تصمد أمام المغريات والصولجان طويلاً وخاصة من قبل التيار الصدري وبعض أطراف القائمة العراقية وتحديداً المعتق صالح المطلك.ومن الواضح أنّ الساحة السياسيّة العراقيّة الحالية أرض خصبة لنمو طحالب وبكتريا القيادات الفاشلة التي لا تزن لكلامها أي ذرة من الاحترام لأنها قيادات ولدت من رحم الفراغ ورجولة الجهل والابتزاز والصفقات والصدف، يعزز تواجد مثل هذه الطحالب السامة في الساحة السياسية الموبوءة هذا التقديس وهذا التبجيل من قبل القواعد الجماهيرية البسيطة الجاهلة التي تنعق وراء كل ناعق بطريقة تبعث الحيرة والاشمئزاز وليس هذا فقط فهناك ما هو اعظم ألماً وكرباً عندما تسمع او تقرأ ان عددا كبيرا من النواب والنائبات قد تركوا عقولهم تحت اقدام النفاق والولاء الأخرق وربطو ألسنتهم تحت فكي قائدهم، حتى وان كان لا يحسن قول جملة واحدة او لا يثبت على موقف بعد كل ساعة، فكان حصاد بيدر أربيل قش لا يحمل أي حفنة من المنتوج الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه في ساعة العسرة.لذا فأن القائمة العراقية أوجست خيفة من هذا الجمع واضمرت في داخلها ما تعتقده انه امر واقع لا محالة اذا لم تستغل الوقت ابشع استغلال وتمضي بمخططها لسحب الثقة عن حكومة المالكي لأن مشروعها معرض للانتكاس بأي لحظة بسبب نزق التيار الصدري وتقلب مواقفه مع تقلب ساعات الليل والنهار، وقد يكون اسرع من ذلك بالاضافة الى خطر التفكك الداخلي للقائمة العراقية والمتأتي من تفضيل المصالح الحزبية والشخصية لقادته ورموزه والمالكي افضل من يجيد شراء لا اقول الذمم لأنها لا تباع، ولكنّه يجيد شراء النفوس المريضة بحفنة بسيطة من الاموال العراقية او الامريكية وربما يقوده هؤلاء مثل الكبش الى منصة النحر بملف تم الاحتفاظ به لساعة الشدة وليس بعد سحب الثقة والاستجواب اكبر من هذه الشدة.ستنتهي أزمة سحب الثقة وستعود التصريحات المتناقضة لقادة الزمن الأغبر بعد ان يدعي كل طرف ما ليس فيه وبعد ان ينصب كل طرف نفسه باوصاف اقرب الى الالوهية مع ما يضمنها من كلمات مزخرفة يفتقدها من قبيل الشرف والنزاهة والوطنية دون ان يكون لهذه المداليل مصادق في حياته وفي منهجه وفي سيرة سلوكه."الإنسان كلمة وموقف فأن سقطت الكلمة والموقف سقط الإنسان".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك