المقالات

ولادة علي(ع) يوم عظيم للأب


علي حسين غلام

يحتفل العالم في كل عام بيومٍ للمرأة وكذلك بيومٍ للأم الرؤوم، ويستحقان الإجلال والإكرام والتبجيل والإحترام لمكانتهما العظيمة في القلوب وإلتصاقهما بالروح، فهما القاسم المشترك لكل المعادلات الإنسانية التي تربط شعوب العالم دون إستثناء، ولكن لم نعتد أن نرى للأب يوماً نحتفي ونحتفل به كونه رمز الحياة وبقاءها وباب من أبواب الجنة، ووسادة الرحمة والسكينة وأرجوحة الحنان والرأفة، وباعث الأمن والطمأنينة في النفوس، هو عنوان الصدق والأخلاص والأمانة، هو الربيع ومفتاح الأمل والأحلام السعيدة، والشجرة السدرية التي تستظل الأسرة بها، والراعي والمسؤول عن غرس القيم الأخلاقية النبيلة في رعيته بما يتلائم ويتناغم مع التقاليد والأعراف الإجتماعية ويحصنها، والحضن الدافئ الحنون الذي تغفو بين ضلوعه دموع وأفراح الأبناء، وبين ثنايا قلبه آلام وأتراح الأيام،، ويكد كدحاً دون ملل حتى لو أحنى ظهره قسوة العمل وضنك القدر ليوفر العيش الكريم، وعيناه على الوطن ليرفده بالرجال لحمايته من الملمات والمحن وكذلك في البناء والتطور.يسعى المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين في يوم ولادة أمام الهدى والمتقين وأب الأيتام والمساكين، ومعين الفقراء والمستضعفين، وناصر المظلومين والمقهورين ضد المستبدين، ولادة الأمام علي بن ابي طالب(ع)، أن يكون هذا اليوم العظيم عيداً لتكريم أحد الركنين الأساسيين للوجود ، في مبادرة إنسانية تحمل في طياتها مفاهيم ومعاني تعبر عن عظمة رمزية بداية الأبوية ونشأة الحياة وإنطلاق المنظومة الأسرية لتعقبها تكوين المنظومات الإجتماعية الأخرى من عشائر وقبائل وشعوب وديمومتها، وقبل هذا وذاك الأب لكل الرسل والأنبياء والأوصياء والأئمة، هذا الأب والصديق الوفي العزيز دوماً والفاني كالشمعة التي تحترق لتنير دائماً من أجل العائلة، والنهر الصافي الرقيق الذي يجري داخل دروب حياتنا بهدوء ورقة مفعمة بالحب الأزلي، وينبوع الوفاء والعطاء والنقاء، الأب الذي يترك على جدران البيت رائحته الزكية وفي كل زاوية فيها ذكرياته التي لاتنسى، هو الروح في جسد العائلة، هو الضحكة والبسمة وحديقة فرحٍ للأطفال، هو أنشودة الخلود في رحاب الذكريات، هو الفرح والسعادة عندما يخيم الحزن، هو الألم والوجع والأنين والغربة حين يسافر بلا رجعة. علينا أن نبادر للإبتهاج والفرح بهذا اليوم لنرد ولو جزء يسير من الدّين الذي في أعناقنا، وعرفاناً خجولاً بتضحياته الجسام التي لا تحصى، ونقدم باقة الأعتزاز والأفتخار معطرة بعبق الود والمحبة لنكفف عن دموعه التي أنهمرت لفقدان فلذات أكباده، كل الكلامات تسابقت وتزاحمت وهي تلبس أحرام الحج لتطوف حول الأب لعلنا نحظى برضاه ويغفر الباري لنا، ويقدم الوجدان الإنساني نفسه قرباناً في محراب الأبوية في إحتفالية العيد السعيد، لنخر ساجدين له إجلالاً وتكريماً كالملائكة التي سجدت لأبونا آدم (ع)، كل ما نقدم له قليل شرعاً وعرفاً، لأنه الماضي والحاضر والمستقبل بل.. هو صانع التاريخ كله، فلا نبخل بهديةٍ ولو بوردة في يومه هذا فهو يستحق التضحية بالغالي والنفيس. علي حسين غلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-05-29
الاب هو الملاك الحارس وهو رمز القوة والعطاء والامان والموعظة والنصيحة والمشورةهو كالسور يحمي اسرته ...هو النور الذي يشع طريق ابنائه ..مهما كتبت من كلمات واشعار لاتوفي الا قليل القليل في حق والدي رحمه اللّه فقد الاب بأعتقادي هدم كيان الاسرة تحس ان الحياة توقفت وانتهى كل شى جميل في الحياة لكن رحمة اللّه واسعة حيث انزل الصب لتخفيف الالم والحزن ..فهم في القلب قبل الذاكرة فهم في عيون اولادنا.. Now you are my Angel, so spread your wings out wide, اليوم انت ملاكي وظل جناحك تحرس اولادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك