المقالات

ساسة يهزمون أحلام الشعب.. ! ......بقلم قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


كنتيجة منطقية للإحتراب الدائر على ساحتنا السياسية المحلية، ربما سنشهد ما شهدته قبلنا بعض المستعمرات البريطانية السابقة، حينما دعا بعض سكانها بعد تحريرها الى "عودة الاستعمار" إلى بلادهم.. وكانت تلك الدعوات حقيقية، فمثلا في روديسيا المستعمرة البريطانية السابقة في أفريقيا التي كان يحكمها البيض، قامت جماعة سياسية مخلصة لبلدها لا يمكن أن توصم بالعمالة، فشكلت حزبا، أحدأهم بنود برنامجه السياسي هو عودة الاستعمار إلى بلادها! وكان وراء هذه النزعة السياسية الغريبة، ضيق شديد بالعبث السياسي والإداري والإنمائي الذي تمارسه السلطات الحاكمة في ذلك البلد..اي أن الدعاة الى عودة الأستعمار يقدمون مسوغا بمنطق ميداني يفيد أن بلادهم كانت أكثر أمنا واستقرارا، وأفضل تعليما، وأجود إدارة، وأعدل قضاءا في عهد الاستعمار منها في عهد "الحكم الوطني". في حالتنا ربما سيوصلنا ساستنا لى حال نفعل ما فعله غيرنا ونرى اليوم الذي يظهر بيننا واحد أو جماعة تدعو الى عودة الإحتلال الأمريكي، أو عودة البعث الصدامي إلى السلطة من جديد !..الاحتمال غير مستبعد نظريا...ومع أن كلتا الدعوتين ضرب من الجنون، يدفع إليه الإحباط المحطم أكثر مما دفع إليه العقل والمصلحة، لكن يتعين ملاحظة أن من طبيعة الآراء التي تظهر في حالات الإحباط والقنوط، أن تكون فيها العقلانية والحكمة قد تدنت الى أدنى حد. لكننا ونحن نؤشر الى هذين التصورين، نشير الى أن العودة الى الوراء بالهروب إلى الدفاتر القديمة التالفة هي نزعة هوس وفراغ عقيدي. فالاستعمار إذ قدم تفاصيل حسنة لبعض البلدان في بعض المجالات، فإن هذه التفاصيل تمت في إطار الإذلال العام للشعوب، وإلغاء سيادة الأوطان، ومصادرة أستقلالية القرار الوطني بكل تفصيلاته، الإدارية والسياسية والاقتصادية والتشريعية أيضا.. ومثل تلك التفاصيل الحسنة في هذا الإطار المذل كمثل من يتلقى طعاما جيدا ولباسا فاخرا مقابل استعباده واستلاب حريته وكرامته.. ومثلما الأستعمار والأحتلال لا يعطي إلا سمنا مذلا، فإن سوء الممارسة السياسية، وشدة الصراعات وتفاقمها، تشكل نكوصا عن الأهداف والأحلام وخيبة مؤكدة: "وخاب كل جبار عنيد".. وأذا كان الساسة أو بعضهم فاقدي الذاكرة، إلا أن شعبنا يمتلك ذاكرة حية وقادة، هذه الذاكرة خرجت بنتيجحة مهمة هي أننا على وشك أنفجار براكين جديدة غير تلك التي تفجرت بعد رحيل الاستبداد والطغيان الصدامي، إلا من تراكمات الفساد والقهر والفشل عبر العقود التي حكم فيها عهد القمع والقهر والإذلال الصدامي. فشدة ضغط التراكمات ولّدت الانفجارات المتتابعة.

 كلام قبل السلام: الذين يهزمون الهدف وهم في الطريق إليه قوم لا يعقلون، وساعاتهم تدور عقاربها عكس ساعات بقية البشر..

 سلام..

16/5/523

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك