المقالات

اوقفوا منهجية الخراب بارساء الامن وتنضيج الحياة العراقية


ـ ان تفجير مرقد العسكريين (ع) هو قتل للامام(ع) بعينه، فمن قام بهذا العمل لا يتونى عن فعل كل قبيح مهما كانت بشاعته وهذا ما اثبته سالف ما انصرم وتثبته تقادم الايام ـ ان الناظر لهذه الصور التي تطيح بالانسانية يجزم بان القائمين على هذا الدمار هم كالانعام او اضل سبيلا ( بقلم : سليم الجصاني )

يعد اعتداء سامراء انتهاكاً صارخاً يضاف الى سفر الانتهاكات التي يسجلها اعداء البشرية ضد الانسانية المتمثلة باهل البيت(ع)، وهو امر يشير بوضوح الى الاصرار في الايغال بالجريمة والتمادي من اجل تمزيق نسيج المجتمع العراقي القائم على التنوع المكوناتي.

ولا يخفى على المتتبع للشأن العراقي ما يحمله التكفيريون من منهجية مبرمجة تحاول احباط العملية السياسية الوليدة، وكذلك الاجهاز على النتاجات العراقية التي ابرزت الوجه الحضاري لهذا البلد ويتجلى ذلك في كتابة الدستور والتصويت عليه ليس بالحبر البنفسجي حسب بل بدماء العراقيين الذين تحدوا الارهاب وتهديدات الموت التي نعق بها الواقفون بوجه التقدم العراقي، وكذلك يتجلى المنتج الناشط في انتخاب الحكومة، الامر الذي يشير بوضوح جلي الى الطاقات العملاقة التي تكمن في القواعد الشعبية لهذا البلد والتي تضيف مصدراً رئيساً للطاقة في العراق.

فالحركية الناشطة للمجتمع العراقي تعد في يقيني ابرز مصادر الطاقة العراقية والتي تفوق المصادر المائية والنفطية والزراعية وغيرها مما تنعم به ارض الرافدين. ومن هنا جاءت منهجية التكفيريين المدفوعين من قبل الاجنبي ليحاولوا زج المجتمع في الدهاليز المظلمة للاحتراب الطائفي عن طريق ضرب الهوية العراقية والاطاحة بركائزها والمتمثلة بالثقافة المحمدية الاصيلة.

لا غلو عند القول بان تفجير مرقد العسكريين (ع) هو قتل للامام بعينه، فمن قام بهذا العمل لا يتونى عن فعل كل قبيح مهما كانت بشاعته وهذا ما اثبته سالف ما انصرم وتثبته تقادم الايام، والا ما جدوى قتل الاطفال وفصل رؤسهم عن اجسادهم وما جدوى بقر بطون الحوامل والاعتداء على الحرمات، وما فائدة قتل الناس وتقطيع اطرفهم وتحميل المجتمع اعباءً تثقل كاهله من الجانب النفسي والاجتماعي والصحي وما جدوى تزايد قوائم الشهداء والارامل والايتام، وما سر التلذذ بالخراب الذي يعم ارجاءً من العراق وفي مقدمتها المفصل الحضاري المتمثل ببغداد التي عاشت لحقب طويلة من الزمن تمثل مركزاً للاشعاع الحضاري والثقافي.اننا على نحو ما نعتقد ان هذه الافعال لا تمت الى الانسانية بادنى صلة وان الذي يقف لهنيهة يتأمل صور الدمار والخراب الذي حل باماكن عدة من هذا البلد، وما يتوسط هذا الخراب من اشلاء متناثرة يمتزج بعضها بالاخرى دون تمييز بين مسلم ومسيحي او شيعي وسني او عربي وكردي وتركماني وغيرها من مكونات الشعب يسقيها الدم العبيط الذي لا زال يسيل منذ واقعة كربلاء؛ ان الناظر لهذه الصور التي تطيح بالانسانية يجزم بان القائمين على هذا الدمار هم حيوانات غير اليفة؛ حيوانات بشعة لم نرها في غابة الوحوش ولا يمكن لعقل انسان ان يرسم لبشاعتها صورة في مخيلته، فهم مجرمون يتلذذون بالدمار ويتلذذون بالدماء ويتلذذون بهموم الناس وآهات الاطفال، وارتعاشت المهجرين في عراء بارد والتواءاتهم في زمهرير صيف مقرف.

انها منهجية القتل والتهجير والخراب اعتمدها مرتزقة الداخل بدعم من متأمري الخارج ولا احسب انها تقف حتى تحقق ما تصبو اليه من تحويل العراق الى رسمٍ دارس قوامه اطلال باليه، وهو امر احسبه لا يتحقق بسبب قدم الحياة التي تتدفق مع مياه هذا البلد وبسبب ارادة هذا الشعب الذي اقسم على نفسه ان يعيش على الرغم من كل التحديات التي جابت ارضه فابراهيم (ع) انتصر على الرغم من انف النمرود الذي راح يلفظ انفاسه تحت ضربات نعل الرعية كي تُسكت برغوثاً صغيراً زن برأسه. وكذلك الحجاج تمنى الموت على الرغم من حبه للحياة وذلك بسبب ديدان اقتاتت على احشائه، وهذا صدام مطت رقبته حبال اعدها للمؤمنين ثم راحت تنهشه المخالب ليُقبر بعدها في بطون الكلاب.. هذا هو مصير جلادي العراق.. ويموت الجلادون ليبق الوطن زاهياً بابنائه.

لذا نجد ان من الاهمية بمكان ان يتصدى ابناء الوطن بجدية لهذه التحديات وان تأخذ الحكومة دورها ومسؤوليتها في التصدي للإرهاب والخراب، ويساندها في ذلك كل مكونات الوطن بشيعته وسنته وعربه وكرده وتركمانه وعشائره ونخبه وشبابه ونسائه واطفاله.. لكي يقف مد الدمار ولكي يقف الخراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك