المقالات

اكشفوا السراق جهارا نهارا ..


سعيد البدري

كشفت وزارة المالية مؤخرا عن إحباط عملية سرقة كبيرة تصل المبالغ التي يراد تبييضها وسرقتها مايقرب من 7 تريليونات دينارعراقي، عبرَ اشخاص وجهات زورت كتباً رسمية لسرقة هذا المبلغ الذي يوصف بالفلكي والكبيرجدا من خزانة الدولة العراقية ولكنّ لم تعلن الوزارة هل ان دقتها الى كشفت العملية واحبطتها أم أنّ الحظ وحده استطاع ان يكشف خيوط لعبة يبدو انها حيكت باحكام ودبرت تفاصيلها بليل على غرار عشرات السرقات التي تمت في غير وزارة من وزارات الدولة وعلى يد مسوؤلين كبار وفي وضح النهار كما هو الحال في سرقات ونهب أموال الشعب عبر وزارتي الكهرباء والتجارة حيث لازال شعبنا يسأل عن مصير الاموال التي اهدرت وسرقت بعقود وهمية وصفقات مشبوهة، نعم ما اعلن ان وزارة المالية استطاعت ان تكتشف ان الكتب والمخاطبات كانت مزورة وبهذا تمكنت من ان تمنع الفاعلين من سرقة هذا المبلغ الكبير من قوت الشعب, لكنّ من هم هؤلاء ومن يقف وراءهم وكأن الامر انتهى الى هذا الحد وبهذا المقدار, المهم ان وجود هكذا حالات ينبغي التوقف عندها ومراجعتها طويلاً كما يجب كشف من يقف وراءها بكل الطرق والوسائل وكيف تمكن من الوصول ومن سهل له العملية وتحت أيّ غطاء ليعرف الشعب ويكتشف الرأي العام مع أي جهات يتعامل ومن هم الامناء على امواله وثرواته ومن هم الخائنين المستعدين لبيع انفسهم وضمائرهم وابناء وطنهم, إنّ العراقيين وفي الوقت الذي يشكرون فيه وزارة المالية وكلّ من ساهم في كشف هذه المحاولة و تمكنها من إيقاف هذه السرقة الكبيرة بأعتبارها اكبر سرقة في التاريخ يشهدها العراق والمنطقة حيث يحاول البعض سرقة مايعادل 6 مليار دولار, من هنا لابد ان نطالب السيد وزير المالية تحديدا ورئيس الحكومة ان يكونوا اكثر شفافية ووضوح في عرض المعلومات امام الاعلام والصحافة دون وضع عقبات او تستر على معلومات ليتسنى للجميع معرفة تفاصيل أكثر فالمسألة ليست السرقة وحدها بل ان يتم التخطيط لها والمباشرة بتفاصيلها في وضع غاية في الدقة مع أزمة اقتصادية ومالية تعيشها المنطقة والعالم، والكلّ يعلم أنّ المبلغ كبير وهو قد يعادل ميزانية دّولة من دول المنطقة ومن خلاله يستطيع احدهم ان ينسف العراق بما فيه ان استخدم هذه الاموال في دعم وتجنيد قوى الارهاب, كما ان مسألة تزوير الكتب والوثائق الرسمية والتي راجت بشكل واسع تجعل الدولة والاجهزة المختصة امام مسؤولية عظيمة في الوصول الى المروجين من خارج مؤسسات الدّولة ومن يتعاون معهم ويسرب الوثائق لهم من داخلها، فآفة الفساد التي تجتاح الدوائر لن تستطيع الوصول الى هذا المستوى من دون وجود فاسدين كبار يتمتعون بحصانة من نوع ما لهم القدرة على اسكات صغار الموظفين ودفعهم بأتجاه المخالفة والتهاون وهذا ما يجعل الامر غاية في التعقيد، لكنّ لابُدَّ من العودة الى الوراء قليلاً والتذكير بأن حملات الحكومة لم تنتج شيئاً ملموساً في محاربة الفساد، لذا ينبغي مراجعة الخطط وتفعيل أساليب اكثر واقعية وحسما كي لاتتكرر مثل هذه العمليات الاجرامية الكبيرة التي تستهدف ضرب الدولة نفسها وضرب اقتصادها ونهب ثرواتها، مؤكدين من جديد على ان لا تمرهذه الواقعة بشكل بسيط وتمضي وكأن شيئاً لم يكن فيما تضخم الاخبار البسيطة والمسائل الهامشية لتأخذ الحيز الأكبر من اهتمام الساسة ووسائل الأعلام, التي يرى الشارع العراقي شيئاً من التقصير في اداءها كون القضية حساسة وخطيرة و ترتبط بشكل مباشر بهموم وقوت الشعب الذي يعاني الحرمان في بلاده والذي طالما نادى بعض الشرفاء من الساسة بحقوقه دون ان تستمع الجهات المعنية الى مطالبهم ودعواتهم وعلى رأس هذه المطالب هو البدء بإجراءات تطور الوضع الاقتصادي وتتضمن اجتثاث المفسدين واللصوص والسراق من مؤسسات الدّولة العراقيّة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك