المقالات

في الذكرى الاولى لفاجعة سامراء اعادة اعمار النفوس اساسٌ لبناء المرقد


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

لقد تابع العالم يوم امس وامس الاول بذهول مفرط ذلك التلاحم الوطني العراقي الذي اظهره العراقيون مع بزوغ خيوط فجر الذكرى الاولى للجريمة الشنعاء التي استهدفت مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء.بكل تأكيد لم يكن الهدف الحقيقي من وراء الجريمة الاطاحة بجدران المقام او قبابه او مآذنه فالتكفيريون والمجرمون على طول وعرض التاريخ تعلموا حقائق مهمة وكبيرة اولها ان كل شاخص او مقام تطاولت عليه الايادي القذرة انما تكون قد اسهمت بدراية او بغيرها على استبداله بحلة وتصاميم هي الافضل من سابقتها.... هكذا تحكي لنا حقائق التاريخ ان مقامات ومزارات رموزنا وائمتنا ما كانت لتصل الى هذا المشهد الجنائني الذهبي لولا ان اتباع اهل البيت وكل الشرفاء يرون ان اسهل ما يستطيعون ان يفعلوه هو تعمير وبناء وتطوير اضرحة ومقامات ائمتهم الهداة الميامين، وبالتاكيد فان ذلك ليس غالباً على من يسترخصون المهج والارواح والابناء والدماء قرابين وفدية لاحفاد الرسول الاعظم في كل مكان وزمان.

ان اول لبنة وضعها العراقيون في مشروع اعادة اعمار مرقد إماميهم العسكريين هو ايمانهم العميق بانهم ليسوا خصوم بعضهم، بل ان الجميع من غيرهم، هم الخصوم ففي ظل هذا الفهم العظيم الراقي صار لدى العراقيين بالامكان القول ان الذي هوى في الثالث والعشرين من محرم الماضي ليس ضريح الهادي والعسكري (ع) بل ان الذي هوى تحت قباب الذهب عَجزُ ويأسُ الذين ارادوا من العراقي في بغداد او بابل او كربلاء يستبيح روح ودم العراقي من اهل سامراء وتكريت وما يقع في شمالهما او في الغرب منهما.امة فيها ائمة ومراجع كائمتنا ومراجعنا لا يخشى عليها من الانزلاق، فما بعد جريمة سامراء لا شيء اكبر منها وبما ان تلك لم تحقق لفاعليها اهدافهم فبالتاكيد ان الذي شهدته الشورجة قبل يومين وغيرها من المناطق العراقية ورغم ايلامه وشدته واذاه لكنه ايضاً لن يجعل منا امة تخاصم بعضها.

ادركنا جميعاً من الموصل وحتى البصرة ان الذين يحرقون العراق ليسوا من اهل العراق وان كان بعضهم ينتمي اليه بالاسم لكن بات واضحاً للقريب والبعيد مَنْ الذي يريد باشعال الحرائق في العراق اطفاء حرائقه هو مع علمه انها لا تنطفئ. العراقيون خرجوا يوم امس كأهل بدر واحد وبخروجهم ابكوا الإمامين الهمامين لصبرهم وتضحياتهم واخرجوهما بقوتهم وارادتهم، ومن الصبر والتضحية والقوة والارادة سينطلق العراقي من جديد تحرسه ارادة السماء التي هي الناصر والمعين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك