المقالات

المفوضية العليا للانتخابات وصراع السلطة


علي الأنصاري

لقد اثبت العراقيون قدرتهم على التحول السلمي من الحكم الشمولي الدكتاتوري الى الحكم الديمقراطي، وأصبحت تجربة العراق أنموذجاً لبقية الشعوب العربية ودافعاً لها للإعلان عن رفضها للحكم الشمولي وصارَ ربيع العراق ربيعاً لكلّ المظلومين في العالم رغم كلّ ما تعرض له هذا البلد من هجمة شرسة من الإرهاب ومن أيتام النظام المقبور، وقد جرت عمليّة انتقال السلطة بشكلها الحضاري وعبر صناديق الاقتراع, والعراق يمتلك مفوضية عليا للانتخابات أصبحت ذات خبرة ودراية في مراقبة إجراء الانتخابات وأثبتت نجاحها في أكثر من مرة ورغم محاولات أصحاب النفوذ في السلطة إلاّ أنّ المفوضيّة بقيت صامدة وبعيدة عن الحزبية والفئوية وعملت بمهنية بعد ما اكتسبت خبرتها بالتجربة العمليّة وعن طريق التدريب في الخارج والاطلاع على خبرات الآخرين, والغريب ان الحكومة العراقية وقفت موقف سلبي ضد هذه المفوضية على خلفية الطعون التي قدمها ائتلاف دّولة القانون على نتائج الانتخابات ولم تحصل على نتيجة بل العكس حصل منافسها إياد علاوي على أصوات إضافية.إنّ استهداف المفوضية العليا للانتخابات من قبل جهات متنفذة في الحكومة يهدد بخطر تأجيل الانتخابات المقبلة وهو هدف يسعى له رئيس الوزراء نوري المالكي، إذ ان تغيير المفوضية العليا للانتخابات في هذا الظرف الحساس سوف يساعد على تأجيل الانتخابات والتلاعب بنتائجها وهو مايدعو الى التريث لحين انتخاب مفوضية جديدة لديها الوقت الكافي لتنظيم ملفات الانتخابات شريطة أنّ يكون أعضائها مستقلين ولا يقعون تحت تأثير السلطة أو أصحاب النفوذ.إنّ لجوء الجهات المستنفذة في الحكومة الى التلاعب بنتائج الانتخابات عبر عرقلة عمل المفوضية الحالية والتي تمتلك خبرة واسعة وتخاف ردة فعل الجماهير التي سوف تقف بوجه كلّ من وعدها ولم يفِ بوعده وكلّ من يعمل من اجل السلطة لا من اجل الدّولة.إنّ بقاء أعضاء المفوضية الحالية في مناصبهم يُساعد على استثمار خبرتهم العالية وإذا كان هناك تفكير في تغييرها فهذا الأمر يمكن تأجيله الى ما بعد الانتخابات القادمة ولحين اختيار مفوضيّة جديدة تضمن عدم التلاعب بنتائج الانتخابات.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك