المقالات

لقد قتلنا العربان مرتين


( بقلم : حامد جعفر )

انظمة الحكم العربانية ولااسميها عربية لبعدها كل البعد عن اخلاق العشائر العربية حيث المروءة والنخوة والرجولة واغاثة المحتاج والانتصار للضعيف, هي انظمة في اعمها الاغلب عائلية مشبوهة الاصل اوجدتها قوى الاستعمار القديم لصدق عمالتها وخبث نفوسها وخسة معدنها, لتجهض كل الامال التي تطلع لها هذا الشعب العربي المسكين المغلوب على امره. فاذا بنا اليوم نجد دولا تمتلك من المال ما لايحصى ولم يمتلكه قارون في زمانه.. الا ان الشعوب جائعة رثة الملابس مهدمة البيوت مقهورة لاتستطيع حتى ان تطالب بابسط حقوقها... بينما الامراء والمتنفذون يمتلكون القصور العالية ويلعبون بالدولار كما يلعب الطفل بالتراب ولاتراهم الا في مواخير لندن وباريس ولديهم جوقة فاسدة من وعاظ السلاطين يسبلون عليهم غطاء التقوى والدين ويمدحونهم ليل نهار على منابرهم المنخورة, فاذا ما انتهوا من ذلك التفتوا الى العراق الجريح وراحوا يصبون عليه الفتاوى التي تدعوا الى قتل الرافضة مرة وتكفيرهم اخرى وتدعوا الى طردهم من بلدهم.. ومن لايرحل فان محمد عبد الوهاب عميل الانكليز اباح قطع راسه والاستفادة من عيونه في العمليات الجراحية التجميلية.

وفي ايام قادسية صدام الخبيثة كنا نسمع ان هؤلاء الحكام قالوا لصدام منك الدماء ومنا المال... اي ان صدام المجرم يبعث بالشباب العراقي المظلوم بل وحتى كبار السن الى جبهات الحرب لتقطع اجسادهم اشلاءا وترمل النساء وييتم الاطفال .. بينما يقوم هؤلاء الحكام القتلة بتزويده بالمال ليشتري السلاح...!! اي بمعنى اخر انهم كانوا يصبون الزيت على النار .... واستمرت ماكنة الحرب ثمان سنوات لم تبقي مالا ولم تذر بيتا الا انكبته بعزيز. فلما انتهت هذه الحرب اللعينة اذا بالعربان ينقضون عهدهم مع الاعوج صدام ويطالبونه بكل فلس منحوه له ليستمر في حربه وكانهم كبر عليهم ان تتوقف الحرب ويسلم الباقون من العراقيين من الموت الزؤام. وكأن دماء من قتل في حرب صدام او قتله صدام بيديه من المعارضة لاقيمة لها.

اما اليوم فاننا نحن العراقيين نعيش نفس المعادلة العدوانية السابقة.. البعثيون الصداميون المجرمون هم حاضنة لمن يرسلهم العربان الينا من المجرمين الاوباش الوهابيين ليبعثوا بهم الينا في شاحنات مفخخة وسيارات ملغمة ليفجروا انفسهم بين نسائنا واطفالنا ورجالنا الكسبة ليمزقوهم اشلاءا كما فعلوا في زمن قادسية صدام الخبيثة وليهدموا مساكنهم على رؤوسهم . هذا ما جنيناه من العربان ولقد حاولت في قراءاتي للكتب ان اجد نفعا لهؤلاء العربان المجرمين للعراق وشعب العراق فلم اجد .. ففي كل الازمان كانوا يتامرون علينا وعلى حكوماتنا الوطنية ولايهمهم الا الاستفادة على حسابنا وليذهب العراقيون الى الجحيم...!! فهم قتلونا مرتين.

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
داليا رشيد
2007-02-06
الاخ الكاتب لقد قتلنا العربان طوال عمرنا لم نر منهم اي خير يريدوننا دائما في حرب ونكد يمكن حتى يصدروا لنا بضائعهم الخائسة او ليكونوا هم الاقوى الكل يتاجر بدماء العراقيين العربان وغيرهم .. المقال جميل جدا ولكن من يداوي جروح العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك