المقالات

"من الصفيح الى المصفّحات"


صالح المحنه

كثر الحديث عن المصفحات المخصصة لحماية النواب والمسؤولين العراقيين،بين معاتب ومنتقد ومتسائلٍ، ولاأضن أن الأمر المستغرب والمستهجن شعبيا في هذا الموضوع ،هو أستهداف القيمة المالية لهذه الصفقة، ففي عالم الفساد العراقي الكبير والواسع ، لاقيمة للملايين من الدولارات أن تضيع هنا وهناك، بل لاتدرج ضمن جدول النزاهة والفساد ومتابعة الفاسدين، مالم تتجاوز المليارات، فلا يتناسب وسمعة العراق الغني ، أن تطرح قضية فساد مالي تعد بالملايين،أذن ماألجديد في أمر النواب إذا ما أستقطعوا بضعة ملايين من ميزانية العراق الكبيرة لحماية أرواحهم؟ أرواحنا لهم الفدا، الجديد والمستغرب ليس في هدر المال، خصوصا كمبلغ لايساوي شفطة واحدة لوزير أو لمتعهد مدعوم من قبل مكاتب الدولة، التي تتحكم بالمال العراقي أو عقد مزور،بل هو المبالغة في الخوف أولا ، وهي صفة غير محمودة ، وثانيا حالة التمييز الطبقي والتي تمثل هروبا من واقع عراقي، لازال الكثرة من أبناءه تحتمي ببيوت من الصفيح، لاتقيها حر الصيف وبرد الشتاء!والمفارقة الكبرى والعتب الشديد والأمر الذي يدينهم، هو ماالزموا به أنفسهم من شعارات وقيم لاتضاهيها سلفية مصر ونهضة تونس، حيث أن أكثر من ثمانين بالمائة من النواب والمسؤولين العراقيين هم من خلفية إسلامية، بل وأكثرهم ممن يتغنون بالأنتساب الى مَن قال أو أرضى أن يقال لي أمير المؤمنين ولاأشاركهم في مكاره الدهر.. أأبيت مبطاناً وحولي بطونٌ غرثى وأكبادٌ حرّى، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لاطمع له بالقرص، ولاعهد له بالشبع،أستخدموا هذه الكلمات الذهبية عنوانا لشعاراتهم التي رفعوها عندما وقفوا على ابواب سكان الصفيح وخاطبوهم وعاهدوهم على أن لا ينسوْهم ويُؤثرون على أنفسهم من أجلهم، من هنا بدأت العلاقة بالصفيح وانتهت الى المصفّحات، علاقة متاجرة وكسب أصوات ،علي ع ضرب مثلا باليمامة والحجاز وهي مسافة بعيدة جدا قياسا لزمن ليس فيه مافي هذا الزمن من وسائل للنقل،فكيف اذا كانت المسافة بين المسؤول والرعية لاتتجاوز سوى إطلالة من خلال الزجاج المظلل، أو من شرفة المنزل المحصن، وهناك من يسكن في المقابر يشاركون الأموات في قبورهم ، وأقسم لو أن عليا خرج اليوم من قبره ، لقاضاهم على تزوير وسرقة أقواله وإستخدامها لتضليل الأمة ،ولأقام الحد عليهم جميعا ، ولم يستثني احدا منهم ، وعندما أستشهدُ بذكر علي عليه السلام ، لأنهم أستخدموا أقواله وخطبه دعاية انتخابيةً في كل محفل يزورنه ،وكان أحدهم يمشي وهو مفخخا بالشعارات الأسلامية يتفجر قيما ومُثلا قلّ نظيرها ، وهاهم اليوم لاشغل لهم ألا حماية أنفسهم ،إذن كل مافي الأمر هو الجانب الأخلاقي والألتزام بالعهد وبر القسم الذي أدوه ، لم يُنتخب النائب لكي يُودع في صندوق مصفح تحيط به الحمايات والسيارات والصافرات ،قطع الطرق وأعاقة المرور وازعاج للمارة،ومن يدري ربما يشرع قانون آخر يمنحهم سيارات ليموزين مصفّحة ايضا لحفلات الأعراس .ختاما أقول الصدق والأخلاص في العمل خير من المصفّحات.فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الاهوار
2012-02-29
لوعاد عليا(ع) سيفعلون معة كما قال(الشاعرالشريف في زمن البغاء) مظفر النواب "انبأك عليا لوعدت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعية" لأنه (ع)سيقول لهم من اين لكم هذا وسيطبق عليهم عدالتة المطلقة اليس هوالذي هرب اصحاب المصالح الى معاوية هربامن عدلة نقطة اخرى برأيكم من هم اصحاب هذا الخطاب عند خروج الامام المنتضر(عج)"ارجع يا ابن رسول اللة لاحاجة لنابك"اليس هم هولاء وامثالهم وسيبررون ذلك بأن لدينا دستور دائم وبرلمان منتخب الى ..الخ والمناطحة اللاوطنية مستمرة بهمة الغيارى!
mohammed
2012-02-28
الاخ العزيز كاتب المقال ارجو من سماحتكم ان تقترحو ا اقراح يرضي الجميع وهو امتلاك السيارت للدولة وتسلم للاعضاء في البرلمان للاستخدام الرسمي فقط وبعد انتهاء الدورة البرلمانية تعاد للدولة وشكراز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك