المقالات

عدالة الوطنية ام وطنية العدالة


قلم : سامي جواد كاظم

من ضروريات الوطنية العدالة وليس من ضروريات العدالة الوطنية فالمعايير التي تعتمدها العدالة لاتقبل التاويل او التسويف اما التي تعتمدها الوطنية فانها خاضعة للظروف التي تحيط بالوطن ، ديمومة علاقة المواطن بالوطن تكون معلقة بعلاقة الحاكم بين الوطن والمواطن ويمكن للمرء ان يستغني عن الوطن ولكن لا يمكنه بتاتا ان يستغني عن العدالة الا في حالة واحدة ، وهذه الحالة عندما يكون مجرم فالشخص المجرم لا يريد للعدالة ان تتحقق لانها اذا ما تحققت سيكون اول من تقتص منه .بعض رجال السياسة وبمكرهم الخبيث يحاولون خلط الاوراق بين الاهم والمهم علهم ينجون بما يقترفون من اخطاء او على اقل تقدير تمويه العقول التي تتعاطف مع الفكر الجاهلي بخصوص الوطن ، الوطن يبدا بالعطاء ومن ثم نلزم بالتضحية من اجله وعطاء الوطن يكون من خلال الحاكم العادل ، هنا لنقف عند الحاكم العادل فصفة العدالة هي التي تمنح للوطن هيبته وتحط من يتبجح باسم الوطنية وهو ملئ بالاجرام من اعلى راسه حتى اخمص قدميه .اذن لمن نمنح الاولوية لعدالة الوطنية ام لوطنية العدالة؟ العدالة التي لا تتاثر بالمؤثرات الخارجية التي تسعى لاعوجاجها هي المنشودة واحد هذه المؤثرات هي الوطنية التي ينادي بها ببغاوات السياسة ،العدالة ليس لها وطنية ، العدالة ليس لها قومية ، اما عدالة الوطنية هي العدالة التي تقتص من كل مجرم يؤدي الى سفك الدماء تحت غطاء الوطنية المزيفة فالوطنية الحقة هي احترام حقوق كل من يعيش على ارض هذا الوطن ، ومن هذا المنطلق اتعجب عندما اسمع عن مؤتمر وطني لمناقشة تداعيات ارهاب المسؤولين ، فالتسوية هي سهم في صميم العدالة والوطنية ولا يخول اي فرد عن الضحية من اجل المساومة على دمائهم التي نزفت ولازالت تنزف بسبب الانتماءات وليس بسبب الوطنية .الامام علي عليه السلام يقول "الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة" ، وهذا لا يشمل الفقر والغنى المادي بل حتى الحرية والكرامة ، وما يثير حفيظتنا عندما نقرا من على وسائل الاعلام تداعيات قضية نائب رئيس الجمهورية والبعض منهم يحاول الحديث بدبلوماسية او بسياسة تجنبه الانتقادات او السير بجانب طريق الحق وعلى استحياء وخجل بل يحاول ان لا يراه احد ، ولا اعلم كيف تكون صيغة المناقشات في المؤتمر ؟ هذا مجرم هل يتنازل عن منصبه مقابل الاعفاء؟ ام اخفاء الادلة مقابل اخفاء ادلة مجرم اخر تابع لكتلة اخرى؟ ، ام السكوت عنه مقابل ايقاف العمليات الارهابية ؟ ام ان الادلة ناقصة لا تثبت اتهامه من خلال ( لوفة سياسية ) تؤثر على القضاء؟ ، ان من المعيب جدا التغييرات التي تطرا على لجان القضاء الاعلى بعد ان صدرت المذكرة الخاصة بنائب رئيس الجمهورية قاموا بزيادة عدد اعضاء القضاء فاصبحوا خمسة وحققوا بالاتهامات فوجودها صحيحة والان اصبحوا تسعة ولو حققوا ووجدوها صحيحة فهل العدد قابل للزيادة لحين تحقيق المطلوب ؟ وما هو المطلوب ؟ ان المطلوب هو الهدف المنشود الذي ناله كثير من السياسيين المجرمين بين سفرهم الى خارج العراق وبين منحهم مناصب مقابل ايقاف العمليات الارهابية ، وبين جعل الجريمة ضد مجهول .العدالة طريقها واحد والحق طريقه واحد وهما خطان متوازيان يسيران معا لا يتقاطعان ولا يفترقان بل جنبا الى جنب ولا يتوقف احدهما والاخر يسير،اي تعثر او قطع لاحدهما يؤدي نفس الاثر على الاخر، وقيمة الوطن مقرونة بمدى تحقق العدالة بين ابناء الوطن الواحد ، لِمَ يستغرب البعض عندما يرى ان بعض المغتربين يدافعون عن البلدان التي آوتهم ومنحتهم ما فقدوه في وطنهم ؟، لهم الحق في ذلك فان الانسان يمنح ولائه للارض التي تعطيه وتصون كرامته ، فهيبة الوطن مقرونة ومرهونة بالحاكم على ارضها . البعض يقول لِمَ أُثيرت هذه القضايا الارهابية في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية ؟ والجواب انها كانت على اهبة الاثارة وكانت نقطة الصفر هي مع رحيل من يمنع انطلاقها وهاهي الفرصة قد سنحت ولم التخوف منها فالواثق من نفسه بانه لم يقدم على ما يخدش الوطن ووطنيته ومواطنيه لا يبالى بما يثار من قضايا ارهاب ، ولا يترك مسكنه او مكان عمله ، قد يعتقد ان الطرف الاخر ظالم ، وهذا الامر وارد ولكنه من خلال المدة التي قضاها بالعمل معه لِمَ لم يثبت ظلمه ويقدم ادلته الى الراي العام والقضاء بدلا من العبارات الشيفونية التي اصبحت مملة مثل الوطنية والعنصرية والطائفية والولاءات للخارج وما الى ذلك من كلمات فارغة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2012-02-13
احد اخوتي الشهداء كان يحب ان يصبح طيارا وكانت كل مواصفات الياقة البدنية والصحية وحتي درجات لقبول ترشحه لكن رفض لانه كردي فيلي؟! طبعا هذا جزء منمعانات المقبور .. في حين الذين فاشلوا في الدراسة من الذين يحملون لقب تكريتي فقد ذهبوا ايفادات لدراسة في بريطانيا والمانيا وامريكا؟؟ كما كانت معي واحدة تكريتيه قذرة دخلت كلية الصيدلة وهي لم تنجح!! فكانو هولاء فوق القانون وبقية الشعب قانون صدام فوقهم. لماذا دول المتقدمة في رقي وازدهار لان هناك عدلاً وبقانون يحمي مواطنيه دون تمايز في القاب
زهراء محمد
2012-02-13
العدل اساس الملك.. والعدالة مهمة جدا في حياتنا تطور ورقي المجتمعات وتمدنها يعتمد على العدالة العراق مر بحقب وعقود ظالمة وغير عادلة حيث كان ظلم مخيماً على قسما من العراقيين خصوصا حقبة المقبور صدام.لكن يقال ان في عهد الملكي كان نوعا من الرخاء والعدللااعرف ان كان صحيحا ام لا، قرأت تاريخهم واحسست كان هناك نوعا ما من العدل على الاقل نقول لم يكن دمويا!كما كان في عهد القذر صدام حيث في عهده ساد تمايز ابتدأ بالقب كل شخص يحمل لقب تكريتي كانت اموره تسير على الماء حتى وان كان مخالف او مجرم ؟!ولا ينكره احداً
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك