المقالات

حز ألرؤؤس ... ثقافة من ؟؟؟

1541 04:28:00 2007-02-02

( بقلم : المهندس جمال الطائي )

تمر علينا هذه ألايام ذكرى أستشهاد ريحانة رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ألحسين بن علي أبن ابي طالب ( عليهم ألسلام ) واهل بيته واشياعه ومواليه والذين استشهدوا بمعركة الطف في مثل هذه الايام في كربلاء ... هذه ألملحمة التي اعادت الاسلام الى طريقه الصحيح الذي اراده الله عز وجل وارسل حبيبه المصطفى ليهدي به العالمين , والذي انحرفت عنه ألنفوس التي تحكمها الاهواء بعد رحيل الرسول الى بارئه ... فدخلت المطامع والاهواء وسادت وعلت على مبادىء الاسلام العظيم ... فرأينا الولاة والامراء يستأثرون بالسلطة ويطمعون بمكاسبها متجاوزين على حقوق المسلمين , ألتي عمل ألرسول وألراشدين من بعده على تضمينها الدولة ألاسلامية الفتية التي ارسى اسسها الرسول ( ص ) .

لولا ثورة ألحسين ( ع ) لأنحرف الاسلام عن جادته وماعاد اسلاما كألذي ارسل به الله الحبيب المصطفى ليبشر العالمين ويدعوهم ... لولا ثورة ألحسين ( ع ) لعادت جاهلية السلطة ( جاهلية الاستئثار للاقوى والاغنى والاكثر قسوة ) , لولا وقفة الحسين واصحابه لما عاد للاسلام وجود او أثر.. لذلك كانت ثورة الحسين هي ثورة الحق والمبادىء وشرف الرسالة ضد الخيانة والخسة وسحق المسلمين وسلب حقوقهم .. ومن يتابع مسار هذه الملحمة سيجد بلا شك خندقين متقابلين متنافرين في كل شىء .... خندق المبادىء الاسلامية العظيمة التي تربى عليها ال بيت النبوة واحفاد المصطفى وابناءه ونهلوها فكرا وممارسة وتربية من ابن عمه وربيبه وسنده علي ابن ابي طالب ( ع ) ... وخندق الباطل الذي اثر ان يسلب حقوق الاخرين ويستأثر بكل شىء ساحقا لاجل ذلك كل مبادىء الشرف والرجولة والانسانية والكرامة .. و ألاسلام !! خندق اثر الدعوة لله بالحق والموعظة و الكلمة الحسنة .. وخندق أستقتل من اجل الدنيا وملذاتها ومكاسبها مستخدما السيف والرمح وكل الوسائل ألخسيسة للوصول لاهدافه !!

لاغرابة .. ان يقطعوا الماء عن معسكر الحسين (ع) وال بيته ويذيقوا ال بيت النبوة واحفاد المصطفى ( ص ) رجالا ونساءا واطفالا ألظمأ من حر صحراء العراق ... ولا غرابة ان تسبى حرائر بيت النبوة ومهبط الوحي ويدار بهن على احياء العرب ففي خندق الامويين كل شىء جائز , حتى ماكانت تأباه اخلاق اشراف العرب في الجاهلية فعله الامويون مع ال بيت المصطفى ( ص ) .شىء واحد يستوقفني , بل ويملأني تقززا ونفورا كلما أستذكر ملحمة كربلاء .. الا وهو هذا الامعان في الاجرام والايغال في دنس النذالة والسقوط الاخلاقي عند الامويين .. فلو كان العداء مع الحسين (ع) من اجل سلطة يستحقها , لما قتلوا الاطفال ( عبدالله الرضيع ) ولاكتفوا بقتل الحسين (ع) , لكنهم قتلوا الرجال , وسبوا النساء والاطفال .. ولم يكتفوا بكل ذلك , ولكنهم اسسوا لثقافة جديدة , هي ثقافة الانتقام بلا  حدود من كل من يمكن ان ينافسهم او يزاحمهم على السلطة , فكانت قسوة الانتقام و التنكيل لتخويف الاخرين , وهذا ما أخذه عنهم الولاة والساسة , انتهاءا بصدام حسين .. أقول , لاجل كل ذلك لم يكتفي الامويين بقتل الحسين واصحابه , ولم يكتفوا بسبي نسائهم واطفالهم والدوران بهم على احياء العرب كما يدار بالعبيد .. لم يكفهم كل ذلك , بل عمدوا الى قطع الرؤؤس ووضعوها على الرماح !!!!!هنا لنتوقف قليلا عند ثقافة ( حز ألرؤؤس ) هذه الممارسات التي نادرا ماسمعناها في الجاهلية والاسلام .. لكنها هاجمتنا بقوة وعنف في ملحمة كربلاء.. فحزت رؤؤس الحسين واصحابه , بل وحتى طفله الرضيع , ورفعت على اسنة الرماح .. قولوا بالله عليكم هل توجد خسة اشد من هذه الخسة ؟؟ بعد اكثر من الف عام عاد حفيد معاوية ( أبو ألشمرين ) صدام حسين ليعيد لنا ثقافة حز الرؤؤس .. وذلك حين انشأ (فدائيي صدام) ... ذلك كان جيش معاوية وخاصته .. وهؤلاء جند صدام وخاصته , أولئك استخدمهم للقضاء على اعداءه وتثبيت سلطانه .. وهؤلاء استخدمهم لقتل العراقيين وارعابهم ليتسنى له حكمهم , أولئك عملوا كل السفالات والحقارات لارضاء سيدهم ونيل رضاه والفوز بعطاياه .. وهؤلاء لم يرعووا عن اشد السفالات واخسها ارضاءا لصدام لنيل بقايا موائده , والاثنين جمعتهم ثقافة واحدة هي ثقافة حز الرؤؤس !!!والاثنين كانت سيوفهم واسلحتهم مشرعة ضد ال البيت عليهم السلام , ثم ضد شيعتهم ومحبيهم والسائرين على خطاهم في كل زمان ومكان !!!بعد سقوط صدام ومقتل الشمرين , فقد تنفسنا الصعداء , وقلنا ارتحنا وارتاح العراقيين من هذا الحقد الاموي اللعين... ولكن , عادت مرة اخرى وظهرت على ايدي ( المقاومة المسلحة الشريفة , كما يطيب لبعض الاشراف ان يسموها ) , ظهرت مرة اخرى ثقافة حز الرؤؤس , فهؤلاء النكرات الساقطين انسانيا واخلاقيا لاتكفيهم الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وقذائف الهاون ترمى على منازل الابرياء من اتباع ال البيت (ع) ( ألذين احتلوا العراق من الاعزة الامريكان !!! ) , لم تكفهم كل طرق واساليب القتل هذه بل عمدوا ضدنا لممارسة نوع اخر من القتل هو حز  الرؤؤس !!! , فالمسألة اذن , هي ليست قتل الشيعة وحسب .. بل هو نفس الحقد الاموي السلفي الوهابي الدفين والمتجدد ضد ال بيت النبوة , بل وضد رسول الله (ص) الذي لم يطلب الا المودة في القربى , فأي مودة ممن قتل ال بيته وسبى بناته ؟؟ 

وأي مودة ممن طارد شيعته وامعن في قتلهم طوال 1400 عام ؟؟ أي مودة من هؤلاء السفلة الخارجين عن الدين والملة ؟ تدفق الامويين السلفيين الوهابيين علينا , وتجمعوا كما يتجمع الذباب على قطعة سكر ... تحركهم غرائزهم الحقيرة للقتل وشهوتهم المستديمة للدم الشيعي المشبع بحب ال البيت (ع) يغذيهم المال الحرام المغمس بالذلة وكراهية الرسول المصطفى واهل بيته .لكن , وكما انتصر دم الحسين(ع) على سيوف جلاديه وقتلته .. ومات الحسين عظيما كما عاش عظيما ، وظلت ذكراه تتناقلها الاجيال وستبقى الى يوم الدين , في حين ذهب قتلته الى احط مزابل التاريخ فلا يذكرون الا واللعنات تسبقهم , كذلك سيذهب قتلة العراقيين والمتامرين على شيعة ال البيت (ع) الى مزبلة التاريخ وتذهب معهم افكارهم السلفية المتطرفة, وسيبقى شيعة العراق على درب الحسين وعهد الحسين وحب الحسين , وسنبقى نردد ما حيينا وتردد اولادنا من بعدنا :أبد والله ما ننسى حسينا ....ألمهندس / جمال ألطائي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك