المقالات

مستقبلهم السياسي...وعفى الله عما سلف


الدكتور يوسف السعيدي

الآمال قد ذبلت ثم انطفأت كاضواء شمعة لم تبق فيها حشاشة شوق....لم اكن احلم حين استلقيت على فراش الصيف بعد ان التقى عقربا الوقت وجها لوجه أحدق في السماء التي لا ينفذ منها إلا بسلطان فرأيتها كأنها مصفاة مثقبة بالنجوم وتمنيت في وقتها ان تغربل الأرض وما عليها وأنا أحدق في اللامتناهي مستلقياً تحت مساقط الضوء، جالت في حجرة من حجيرات رأسي جولة فقلت كيف اتمكن من رؤية الأشياء غير المنظورة (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو) وإذا كان هذا هو قانون السماء فلماذا يؤمن البعض بغيبيات الدراويش لاستشراف ما يأتي به الغد وهو لا زال يغوص في اوحال الأمس ولماذا يلجأ إلى (ابو مراية) إن سُرق منه خروف وينسى يده التي سرقت الأمن من عيون الأطفال. ولماذا يقف البعض على أبواب قارئ الكف وقارئة الفنجان ليستعلموا عن مستقبلهم السياسي وهم على علم بأفكارهم الزئبقية التي لا تستقر في اناء ويستبدلون جلودهم كلما نضجت بجلود أخرى كاستبدال الحقائب التي تحمل السكاكين المشبوهة!هؤلاء الذين يعرضون بضاعة أفكارهم كباعة متجولين تتجمع حول عرباتهم اطفال السياسة والذباب والغبار. والبعض ألبس فكرته ثوباً استعاره من خزانة الرقص الشرقي! ولا زال البعض المتبقي من مهندسي المقابر الجماعية على مسرح الدم يحذرنا بصوت (أدولف هتلر) ان شبعنا خبزاً أو فتحنا نافذة لاستضافة الشمس ويهددون الشفاه المتشققة عطشاً إن ابتسمت في دولة الإنسان. لقد استورد هؤلاء خرافاً من معالف (طويل العمر) لتغرز قرونها في الصدور، ولولا الصدور التي آمنت بإنتصار الإرادة إيمان النهار بشمسه وعلمها بأن الدماء هي الآخرة لزحفت كثبان الربع الخالي إلى اعناق النخيل ولا تترك وراءها سوى العظام والرعب. كما ترك خريج كلية القتل القومي إظافره وأنيابه مغروزة في جسد كل المساحات والمسافات الممتدة من ثلوج كردستان إلى شناشيل البصرة طيلة خمسة وثلاثون خريفاً متوحشاً. فهذه البقايا من بقاياه تأكل الأكباد كاليرقان ولا تعيش إلا في دهاليز الموت كدود القبر. وعندما رأوا ليلنا كبطن القبر أخذوا يتسربون من ثقب عباءة الدولة ليبنوا مستعمراتهم هنا وهناك حالمين بقانون عفى الله عما سلف تحت ستار قانون المساءلة والعدالة وتناسى غبائهم بأن القصاص حقنا للدماء. وأنا في استلقائي هذا الذي رأيت فيه الأشياء المنظورة التي لو أنزلناها على جبل لخر صعقاً، رأيت وطن الغد مزرعة للياسمين ودفئاً لكل الطيور المستوطنة والمهاجرة بعد القضاء على انفلونزا الطيور المحلية والمستوردة....ولكي يعرف البعض مستقبله السياسي...في مكبات السياسه...التي يخالها البعض ...سفن النجاة في بحر السياسة الهائج...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2012-01-29
استاذي العزيز الغالي الدكتور وليد سعيد البياتي المحترم ..وكأنك قرأت افكاري...استاذي المبجل..حاولنا بوسائل كثيره افهام سياسيينا ..بأن لكل مقام مقال...ولكل لفظ مقابل...ولقد اوضحت انت استاذي العزيز فابلغت...فهل من مجيب...؟؟ تقبل سيدي كل تقديري واحترامي ونلتقي على خير
الدكتور يوسف السعيدي
2012-01-29
احسنت ايتها الغاليه زهراء على مداخلتك ...نتيجة لما ذكرت ...كتبت الموضوع ...لاننا نشعر به ونعيشه يوما بيوم حتى ونحن في البلاد البعيده...تقبلوا كل احترامي وسلامي للعائله الكريمه...
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-01-28
اخي الاجل الدكتور يوسف السعيد الموقر منذ تأسيس الدولة العراقية على يد الانكليز باحضار فيصل الاول وهو الذي لايعرف شيئا عن العراق، تاريخا وحضارة ةعمق ديني وانساني، منذ ذلك اليوم بل وقبلها وسياسيي العراق لم يتعلموا كيف ان يكونوا سياسيين فمفردة (عفا الله عما سلف) لاتحقق الصدق اذا كان المعفي عنه لايقيم وزنا للكلمة او للحق واذا كان يعتبر العفو منهجا يدل على الضعف والتخاذل، وها انت ترى المالكي يطلق سراح الارهابيين تحت ستار عفو الصفقات وها هم يعودون لاجرامهم لان من يطلق العفو هو نفسه لا يؤمن به لجهله
زهراء محمد
2012-01-28
تحية طيبة ياأخ السعيدي: اول يوم اتصفح موقع البراثا...وألمي لما وصله العراق اليوم .... المشكلة فينا لاغير حيث نؤمن كثيرا بقانون عفى اللّه عما سلف.. ورغم كل التجارب المريرة والدموية لكن لم نستفد منه ابداً ؟؟والذي يكرر هذه المقولةهو في موقع بعيد كل البعد عن الم الشارع الذي يوميا تغسل بدم احمر !! لم يعالجوا ذاك السرطان الذي استفحل في بدن العراقي اكثر من خمسه وثلاثون سنه دموية لا انما طالب باستحفالها اكثر واكثر..واعتقد تفهم ماأعنيه ياسيد السعيدي ..عالجنا الخطاء بخطءاكبر وقتلو فرحتنا وهو في المهد....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك