المقالات

ديمقراطية كاملة الدسم..!


مقال الكاتب والأعلامي : قاسم العجرش

يفرض الحقل السياسي على الذين يعملون فيه أن يوسعوا دائرة القرار وأن يسهلوا تنفيذه، بإعتبار أن ذلك هو روح وجوهر للديمقراطية «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».. والنص القرآني يقول «لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك وتركوك قائماً».. وهذه أخلاقيات عمل سياسي توجب النظرة غير الصدامية والإقصائية، وشواهد التاريخ تفيد أن كل الذين إتخذوا موقف التعجل بالصدام أخفقوا.. وحتى السيرة النبوية تصورها البعض أنها سيرة رسول كان شاهرا سيفه على الدوام في مواجهة الإختلاف، لكن الحقيقة ليست كذلك، إذ أن معارك القتال بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمشركين كانت سجال، وسجل التاريخ موقفين صعبين جدا واجههما الرسول في معركتي أحد والخندق، وسجل التاريخ أيضا أن الانجازات الكبرى لرسولنا الأكرم كانت بأستخدامه "القوة الناعمة" فأقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة واستمال الجزيرة العربية في صلح الحديبية وفتح مكة سلمياً، لقد كانت أهم إنجازات الإسلام ليست بالمغازي وإنما بالقوة الناعمة، والدول التي دخلها الإسلام بالسيف أبقى فيهاعلى أقلية معتبرة غير إسلامية، والإسلام دخل مصر وأفريقيا بالقوى الناعمة، ولذلك أسلم جل أهل مصر والسودان وشمال أفريقيا بالقوة الناعمة وليس بتسليط السيف على الرقاب..!

وفي مقاربة واقعنا ومقايسته على سجل التاريخ، وفيما يتعلق بالنُخب السياسية التي تصدت لعمليتنا السياسية فأنها ستفشل إن عاجلا أو آجلا، كلا أو جزءا.لأنها حاولت أن تفرض على العراقيين واقعا لم يألفوه، هو واقع الصدام السياسي وحافة الهاوية، فنحن شعب يجنح دوما الى الوسطية، والصدام والتأزيم والتوتر شيء خارج طباعنا، وإلا لما بقينا أمة حية منذ فجر الخليقة ليومنا هذا.. والواقع أن الفشل ليس في الأشخاص وليس النوايا ولا في الأهداف، ولا يمكن الحكم على الأعمال من خلال الأشخاص، ولا يمكن سبر النوايا لأنها في داخل الصدور، ولا يمكن تلمس ألأهداف لأنها مغطاة دوما بالمصالح، والموقف السياسي الراهن ليس توافقا سياسياً، ولا سِقالة لحوار مستقبلي، وبعد قرابة تسع سنوات على فوران التنور، لا يمكن القول أن يكون ثمة حل لأزمتنا المستدامة، إلا بسياسات جديدة وهياكل جديدة تماماً، ولكي نثبت للآخرين في المنطقة أننا أصبحنا أصحاب تجربة ديمقراطية كاملة الدسم، يتعين علينا أن نبني مرتكزات صحيحة بعيدا عن لعبة التوافقات العقيمة التي ليست إلا نوع من أنواع الزخارف الجبسية التي سرعان ما تتناوشها الرطوبة فتنهار متهالكة، فيما بنيان الديمقراطية يقتضي جلب أفضل قطع الصوان الصلد حنى يثبت أمام عاديات الزمن...

كلام قبل السلام: الباب الذي يمتلك كل الذين يمرون عبره نسخا من مفتاح قفله يعني أنه مفتوح دوما...!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2012-01-21
استاذنا وسيدنا قاسم العجرش هذه المرة لا اريد ان اعلق على مقالك ولكن اريد ان ادعو لك بالسلامة والصحة والعافية والعودة من رحلة علاجك وانت ترفل بالخير بحق محمد واله وبحق ولاية امير المؤمنين وبحق ام البنين يا الله يا الله يا الله شافي وعافي واحمي السيد قاسم العجرش انك اهل ومجيب الدعاء\ قاسم بلشان التميمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك