المقالات

متى نبني العراق


علي الموسوي

عملية البناء تحتاج الى عقول تفكر وفق إستراتجية واهداف مرسومة سلفاً وتضع السقوف الزمنية لتنفيذ الخطط التي تؤدي بالنتيجة الى الهدف وقد لايخضى على احد ان جهاد العراقيون من اجل اسقاط النظام البائد وتحملهم النتائج التي ترتبت على ذلك والتي يقف على راسها تبعات الاحتلال الامريكي للعراق وما رافقه من استهداف بغيض للعملية السياسية ومحاولة اعادة العراق الى المربع الاول وابقاء المعادلة الظالمة والتي تتمثل بحكم الاقلية للاغلبية بالقوة والقتل والترهيب ,, والعراقيون علقوا امالهم على قياداتهم التي قارعت النظام البائد في احلك الظروف وقدموا الضحايا الابرار من اجل نيل الحرية وخصوصاً قيادات المعارضة التي عرفتها ساحات المجابهة مع اعتى نظام جائرفي المنطقة وحدث ما لم يكن بالحسبان ,, فبعد ان تحقق الحلم وتحرير السجين من اغلال السجان واصبحت فرص الحرية كثيرة أمامه ,, عاد المسجون يبحث عن من يغلل له يداه فالسجان هرب وترك المفاتيح بيد السجين ,, ونلاحظ ان المسجون قفل على نفسه بنفسه بدون ان يقف على رأسه السجان .. هذه القصة تحكي واقع ما يجري في العراق . الجميع يعلم ان العراق نال الحرية واصبح الحكم ديمقراطياً تعددياً وأصبحت صناديق الاقتراع هي الفيصل في اختيار من يمثل الشعب والغريب ان من انتخبهم شعبهم املين ان يخرجهم من الظلمات الى النور نكثو بيعته واصبحوا يفكرون في بناء التحالفات التي تهدف الى اسقاط الاخر لا الى بناء العلاقة المتكاملة التي تؤيد الى بناء العراق الجديد . ان قيادة البلد التنفيذية اليوم تفكر في كيفية مواجهة خصومها داخل العملية السياسية وتخطط كيف توقع بهم مما جعلها تعيش في دوامة الازمات وعدم الاستقرار السياسي والامني فكيف لحكومة تنفيذية يقف على رأسها مسؤول لايفكر الا بعقلية المؤامرة والكيل بمكيالين واستفزاز الخصوم وتهميش الحلفاء واقصاء المنافسين فمثل هذه العقلية متى تفكر في بناء العلاقات مع الاخرين الذين هم حلفاء العراق من الدول الاقليمية والعالمية كي يأخذ العراق مكانة الطبيعي في المنظومة المحيطة به .ان الحكومة العراقية بعد مرور اكثر من ستة اعوام لم ترقى الى بناء الوضع السياسي الداخلى بشكل يضمن للمواطن افضل الخدمات ويوفر له الامن والاستقرار ,, فمتى نبني العراق ؟ سؤال لم تجد له عزيزي القارئ سوى جواباً واحداً (ان عملية البناء تبدأ من بناء المنظومة الداخلية للبلاد ومن ثم المنظومة الاقليمية وبعدها المنظومة الدولية ) واذا كان التخطيط كما هو علية اليوم فان الساسة العراقيون لن ينجحوا في اقناع الجماهير بمشاركتهم الانتخابية في المستقبل وسوف يعي ابناء العراق وخصوصاً الشباب ان المعيار الذي يعتمدونه في اختيار الاصلح في الانتخابات المقبلة سوف يكون مبني على الدقة في تشخيص القيادة التي يمكنها تحويل الشعارات الى برامج على الأرض تعود بالفائدة على المواطن العراقي وتساهم في بناء العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك