المقالات

كل الطرق تؤدي الى كربلاء


مصطفى شاوي

نعم فكل يوماً عاشوراء وكل أرضً كربلاء فأينما رحلت فستكون في ارض الحسين (ع) , طريق كربلاء الذي تغطيه الحشود المليونية من كافة الأماكن خرج المسلمين صوب ابا الأحرار في كل شارع متوجهين الى كربلاء بدون ان يدلهم شخص او خارطة بل تأخذهم إقدامهم مع هذه الحشود الكبيرة .وأنت تسير في هذه الطريق سوف تشاهد أشياء لم تشاهدها في حياتك حيث على امتداد الطريق تجد الخدمة الحسينية الكبيرة والتي رسمت صورة عجيبة للحب والولاء وسوف تكتشف ما هيه سر علاقة العاشق والمعشوق وكيف تأخذك إقدامك الى كربلاء مع هذه الحشود , من كل بقاع الأرض يرى القاصدين الى ضريح حفيد الرسول الأكرم(ص) أروع لوحة من الكرم التي لا تتواجد في بقعة من بقع العالم لقد علمنا الحسين ان نكون صفاً واحد كما اصطفوا أصحابة معه في ثورته ضد الظلم والاستبداد.ان هذه الثورة المحمدية وبطلها الحسين وال البيت (ع) جسدت معنى الوقوف ضد الباطل فكانت كلمات ابا عبد الله الحسين روحي له الفداء (وقد صرّح بذلك في وصيته الخالدة: "وانّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب النجاح والصلاح في امة جدّي محمد (صلى الله عليه وآله)، أريد أن آمر بالمعروف وانهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب)", ثورةُ بمعنى الكلمة لطلب الإصلاح وتحقيق العدالة ونصرت المظلومين فكانت ثورته انتصارًً,فأصبح قبلة للثوار ومنارةُ للعاشقين ومنهجاً للدارسين , فكانت للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تخفت جمرتها الى يوم الدين فقدم المسلمون من كل مكان ليبايعوا حفيد رسول الله (ص).لقد قام الخبراء والمصورين بالتقاط صور من السماء فتعجبوا بهذا الكم المليوني الفريد حيث ان الشوارع والطرق المؤدية الى كربلاء عبارة عن قطعة من السواد من على بعد مئات الكيلومترات , وقد قدم إليك يا ابا عبد الله الحسين(ع) من الغني الى الفقير الى الوزير الى العجوز والصغير والعربي والفارسي والأجنبي وباقي القوميات كلها تنادي بصوت واحد (لبيك يا حسين ) .ان هذه الحشود تحاول ان تكون كأصحاب الحسين(ع) عليهم السلام في معركة ألطف إمام هذه الجيوش المدججة بالسلاح لم تثنيهم الاعتداءات والتفجيرات في ان يزورا قبر الحسين وأخيه العباس (ع) ويكونوا صفاً واحداً ويجسدوا صورة تاريخية للوفاء والشجاعة للدفاع على القضية المحمدية الأصيلة ,ان المعركة الحسين خاسرة عسكرياً وأن الحسين اراد من خلال التضحية بدمائه التي سقيت ارض المعركة ان ينتصر السيف على الدم فتكون هذه رسالة إنسانية للمسلمين في كل مكان وهو يردد شعار ( الا من ناصرً ينصرنا) فخرج كل أصحاب الحسين واحداً تلوا الأخر ليضحوا بأنفسهم من اجل ملهمهم وقائدهم , ولهذا نرى اليوم الحشود المليونية في كل مكان لتجدد البيعة والولاء لأبي عبد الله الحسين(ع) وتقول( هيهات منا الذلة) وتسير على إقدامها من كل مكان يخرجون من بيوتهم فيكون قلبهم دليلهم لطريق كربلاء .ان الحشود المليونية الذاهبة الى كربلاء هي حشود لم يسبق لها مثيل في تاريخ دول العالم ولم يشهد اي تاريخ بسير حشود تقدر إعدادها بالملايين فقد ظلمها الأعلام العربي والعالمي حيث عندما تكون هنالك مظاهرة في أقصى بقاع الأرض يكون لها تغطية إعلامية من ابسط قنواتهم ولكن لماذا لم يتم تغطية هذه الحشود لقد استمر حقد قاتلي الأمام الحسين روحي له الفداء ليومنا هذا .ان التكفيريين والسلفيين والوهابية الذين يعتدون على المسلمين المحبين لأل بيت النبوة عليهم السلام ما هم الا أغبياء فقد كانوا يستهدفون الزائرين والمحبين منذ مئات السنين وهذا الاستهداف زاد من عزم المسلمين لكي يسيروا على خطى الحسين فأن التفجيرات الإجرامية ما هي الا إثبات على خوفهم من هذا الولاء والعشق لمحمد وال محمد التي قدمت من كل بقاع الأرض لكي تجدد بيعتها .ونحن بدورنا كمسلمين سوف نبقى سائرين على خطى ال البيت عليهم السلام وسوف يزيد اكثر فأكثر وطرق الحسين (ع) هو طريق المؤمنين الحقيقيين وطريق الثوار وطريق الوحدة .اليوم خلت مناطقنا وخرج كل عراقنا بشبابه ونسائه وأطفاله يرددون نحن سائرين الى كربلاء ارض الحرية والتحرر من الظلم والاضطهاد وهي تنادي (هيهات منا الذلة ...هيهات منا الذلة )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك