المقالات

عام جديد وأمل قريب


جواد العطار

جاءت إطلالة العام الميلادي الجديد بما حملته من صلوات وابتهالات الإخوة المسيحيين بان تعم الطمأنينة والسلام ارض العراق وما شاركهم به المسلمين من دعوات مماثلة في هذه المناسبة وبغيرها من المناسبات ، مختلفة تماما عن سابقاتها .. فمن ناحية تكللت نهاية العام الماضي بإتمام آخر جندي أمريكي الانسحاب من الأراضي العراقية بما يفتح صفحة جديدة من الإدارة الوطنية الذاتية بعيدا عن تدخلات القوة العسكرية الخارجية ، ومن ناحية ثانية سقطت مراهنات ما بعد الاحتلال التي حاكها المتربصين وكتب عنها المتصيدين من ارتباط التجربة السياسية والديمقراطية الحالية بالوجود الأجنبي . هذا الواقع الجميل لم يعكر صفو فرحة الاحتفاء به؛ سوى خلافات القوى السياسية التي ما زالت تعصف بالزمان والمكان دون توقف او هوادة ، فما زالت العراقية ودولة القانون وهما اكبر القوائم الانتخابية الفائزة لم تدرك بعد؛ إن ماراتون العملية الانتخابية قد انتهى والنتائج أفرزت وأعلنت؛ واخذ كل طرف ما يستحقه من مناصب عن رضا وقبول .. وآن الأوان للانصراف عن هذا الدور إلى ادوار أخرى هذا من جانب .. في الجانب ذاته تقف كل القوى السياسية امام مرحلة مفصلية جديدة وهي مرحلة الاستقلال والسيادة التي تشبه الى حد كبير تحولها عام 2003 من المعارضة إلى الحكم ، ويفترض ان تتهيأ لها بشكل مختلف تماما عن الأيام الماضية على اقل تقدير من ناحية :• المسؤولية : التي أصبحت مضاعفة بكافة المقاييس ، على كل القوى السياسية دون استثناء التي آمنت وشاركت بالعملية السياسية والديمقراطية .• الدور : الذي انتقل الى واجهة التمثيل الوطني المباشر وجها لوجه مع الشعب دون أعذار او مبررات بعد الآن بالظرف الاستثنائي او وجود القوات الأمريكية .• الرؤية : التي يجب ان تصل الى النضج على مستوى النظرة والتعامل مع الآخر باعتباره شريك وحليف في بناء وإدارة الوطن . اذن ، لا كيل للاتهامات عبر وسائل الإعلام بعد الآن؛ بل تصفية حسابات على طاولة الحوار .. وان كان من فرصة لاستغلال مناسبة للحوار حول كافة الملفات؛ فان مناسبة العام الجديد او الانسحاب الأمريكي او المرحلة المفصلية في التحول نحو السيادة والاستقلال والشعور بالمسؤولية الوطنية الكبيرة او النضوج والتحول نحو القيادة الوطنية الخالصة او المطلب العقلاني بتصفية الخلافات او الاستجابة الطبيعية لآليات العملية السياسية والديمقراطية بتوزيع الأدوار داخل قبة البرلمان (بين حكومة ومعارضة) بعيدا عن الخلاف والاختلاف او الاستجابة لتطلعات المواطن ومطالبه بتوفير الأجواء الايجابية المناسبة بعد الانسحاب؛ للعيش الكريم والامن والبناء والأعمار وإزالة المشاكل المتعلقة بملف الخدمات ... كل هذه أسباب يفترض ان تدفعنا بلا تفكير للدخول الى طاولة حوار المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية القوى السياسية من المشاركة في الحكومة والبرلمان وغير المشاركة؛ بصفاء ونقاء ينزع عنا كل ما علق من آثار المرحلة التي انتهت بنهاية العام الماضي .. ندخل جميعا قوى وكتل برلمانية وأحزاب وشخصيات سياسية من كافة الأطياف والشرائح والاتجاهات ، بروح القيادة والإرادة السياسية الجادة في إنهاء الخلاف والدافع الوطني الذي يؤسس لحكومة الشراكة والتفاهم والحكم الرشيد القادر على النهوض بكافة الملفات امام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلد في مرحلته الجديدة وعامه الجديد .. بلا شروط أو أحاديث استباقية تتنبأ للحوار دون أدنى سبب الفشل او العراقيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك