المقالات

عام جديد وأمل قريب

628 10:55:00 2012-01-04

جواد العطار

جاءت إطلالة العام الميلادي الجديد بما حملته من صلوات وابتهالات الإخوة المسيحيين بان تعم الطمأنينة والسلام ارض العراق وما شاركهم به المسلمين من دعوات مماثلة في هذه المناسبة وبغيرها من المناسبات ، مختلفة تماما عن سابقاتها .. فمن ناحية تكللت نهاية العام الماضي بإتمام آخر جندي أمريكي الانسحاب من الأراضي العراقية بما يفتح صفحة جديدة من الإدارة الوطنية الذاتية بعيدا عن تدخلات القوة العسكرية الخارجية ، ومن ناحية ثانية سقطت مراهنات ما بعد الاحتلال التي حاكها المتربصين وكتب عنها المتصيدين من ارتباط التجربة السياسية والديمقراطية الحالية بالوجود الأجنبي . هذا الواقع الجميل لم يعكر صفو فرحة الاحتفاء به؛ سوى خلافات القوى السياسية التي ما زالت تعصف بالزمان والمكان دون توقف او هوادة ، فما زالت العراقية ودولة القانون وهما اكبر القوائم الانتخابية الفائزة لم تدرك بعد؛ إن ماراتون العملية الانتخابية قد انتهى والنتائج أفرزت وأعلنت؛ واخذ كل طرف ما يستحقه من مناصب عن رضا وقبول .. وآن الأوان للانصراف عن هذا الدور إلى ادوار أخرى هذا من جانب .. في الجانب ذاته تقف كل القوى السياسية امام مرحلة مفصلية جديدة وهي مرحلة الاستقلال والسيادة التي تشبه الى حد كبير تحولها عام 2003 من المعارضة إلى الحكم ، ويفترض ان تتهيأ لها بشكل مختلف تماما عن الأيام الماضية على اقل تقدير من ناحية :• المسؤولية : التي أصبحت مضاعفة بكافة المقاييس ، على كل القوى السياسية دون استثناء التي آمنت وشاركت بالعملية السياسية والديمقراطية .• الدور : الذي انتقل الى واجهة التمثيل الوطني المباشر وجها لوجه مع الشعب دون أعذار او مبررات بعد الآن بالظرف الاستثنائي او وجود القوات الأمريكية .• الرؤية : التي يجب ان تصل الى النضج على مستوى النظرة والتعامل مع الآخر باعتباره شريك وحليف في بناء وإدارة الوطن . اذن ، لا كيل للاتهامات عبر وسائل الإعلام بعد الآن؛ بل تصفية حسابات على طاولة الحوار .. وان كان من فرصة لاستغلال مناسبة للحوار حول كافة الملفات؛ فان مناسبة العام الجديد او الانسحاب الأمريكي او المرحلة المفصلية في التحول نحو السيادة والاستقلال والشعور بالمسؤولية الوطنية الكبيرة او النضوج والتحول نحو القيادة الوطنية الخالصة او المطلب العقلاني بتصفية الخلافات او الاستجابة الطبيعية لآليات العملية السياسية والديمقراطية بتوزيع الأدوار داخل قبة البرلمان (بين حكومة ومعارضة) بعيدا عن الخلاف والاختلاف او الاستجابة لتطلعات المواطن ومطالبه بتوفير الأجواء الايجابية المناسبة بعد الانسحاب؛ للعيش الكريم والامن والبناء والأعمار وإزالة المشاكل المتعلقة بملف الخدمات ... كل هذه أسباب يفترض ان تدفعنا بلا تفكير للدخول الى طاولة حوار المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية القوى السياسية من المشاركة في الحكومة والبرلمان وغير المشاركة؛ بصفاء ونقاء ينزع عنا كل ما علق من آثار المرحلة التي انتهت بنهاية العام الماضي .. ندخل جميعا قوى وكتل برلمانية وأحزاب وشخصيات سياسية من كافة الأطياف والشرائح والاتجاهات ، بروح القيادة والإرادة السياسية الجادة في إنهاء الخلاف والدافع الوطني الذي يؤسس لحكومة الشراكة والتفاهم والحكم الرشيد القادر على النهوض بكافة الملفات امام التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلد في مرحلته الجديدة وعامه الجديد .. بلا شروط أو أحاديث استباقية تتنبأ للحوار دون أدنى سبب الفشل او العراقيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك