المقالات

اجعلوه عاما من دون ..لولا


حميد الموسوي

مع اطلالة كل عام، وقبل الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، وقبل انزال التقويم الذي صار ماضا وتعليق الجديد الذي حل محله تبدأ عملية كشف الحساب.على المستوى الفردي والعائلي احياناً، وعلى مستوى الحكومة وجوبا. والحقيقة ان هذه العملية وجوبيه على كافة المستويات والا كيف سيرسم الفرد مستقبله ويحقق اهدافه ويثبت وجوده اذا لم يحاسب نفسه ماذا حققت- على الاقل خلال عام كامل؟ واين كمنت اسباب الفشل؟ وما هي معرقلات النجاح والتقدم؟ و ماهو حجم التغيير؟ وهل بالامكان رفع نسبة هذا التغيير؟ وعلى ضوء هذه المعطيات يتهيأ لرسم خطط مستقبلية لعامه الجديد. التجار يفعلون ذلك بحكم مهنتهم والشركات تفعل ذلك بحكم وظيفتها، لكن الافراد والعوائل -عندنا- قلما يجرون هذه الحسابات مع انهم يعرفون ان من تساوى يوماه فهو مغبون. ومن كان امسه افضل من يومه فهو خائب، واللبيب الناجح من كان يومه افضل من امسه لكنهم - تقاعساً واستسلاماً يلقون الامور على شماعة القدر: لاتفكر لها مدبر او لكل يوم رزقه.. وما شابه. اما الحكومات- طبعا عندنا فقط- فلديها شماعة مختلفة: لولا. فلولا الحرب الايرانية لتم انجاز كذا ومذا ولصار العراق في مصاف اوربا. واستمرت هذه"اللولا" ثمان سنوات لتحل محلها "لولا" حرب الكويت ولم تزل الا بحلول لولا الحصار فلولا الحصار لصار العراقيون ملوك زمانهم، يعيبون على اليابان تخلفهم الحضاري ويحسدهم السويديون على رفاههم واستقرارهم وتتمنى دول اوربا متانة اقتصادهم وسرعة تقدمهم. ولم ترحل لولا الحصار المشوؤمة وتبعاتها و ما خلفته من بؤس وتراجع للعراق على كل المستويات الا برحيل مبتكريها ليبدأ طور جديد من التبريرات على يد مبتكرين حاذقين استفادوا من تجربة الذين سبقوهم في اختلاق الازمات المسببة لاعراض وامراض التبريرات وطوروها.فلولا التدخلات الخارجية، ولولا تداعيات سقوط السلطة السابقة ولولا بقايا النظام المباد، ولولا المحيط الاقليمي ولولا توقف صادرات النفط. ولولا اضطراب الوضع الامني، ولولا وجود الارهاب المنظم ولولا المجاميع المسلحة، ولولا شحة المياه، ولولا الشد الطائفي، ولولا التهجير القسري، ولولا التفجير والتفخيخ والاحزمة الناسفة الطوعية، ولولا الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، ولولا التعويضات والديون الخارجية، ولولا المحوسمين والمختلسين والمفسدين الاداريين والماليين والمرتشين، ولولا العقود الوهمية والمقاولين الاشباح، ولولا الخروقات الامنية والحواجز الكونكرتية ولولا البطالة المقنعة والسافرة، ولولا كثرة السيارات وغلق الشوارع، ولولا الاختناقات المرورية والنفسية، ولولا الحملات الاعلامية وكثرة الملصقات الجدارية، ولولا الرواتب المليونية والملياريةولولا كثرة الباكين حوليعلى اخوانهم اذا لقتلت نفسيلولا الحياء لعادني استعبارولزرت قبرك والحبيب يزارُولولا:اداة امتناع لوجود..وما اضيق العيش لولا فسحة الامل. وعلى بصيص هذا الامل وكدأبنا في مطلع كل عام نقول: "ان شاء الله هذا العام افضل الاعوام او احسن من سابقاته من الاعوام" متفائلين بمحو "لولا" من قاموس الحكومة الوطنية، وكل عام وانتم ونحن بالف خير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد ابراهيم
2012-01-01
لولا الرواتب العالية للرئاسات الثلاثة لتحسن الاقتصاد العراقي ولشعر الناس برفع الغبن عنهم لان رواتب المسؤولين تاكل وتشرب مع الناس لااحد يصدق ذلك هل من المعقول رواتبهم بالملايين ورواتب الشعب بالالاف وينامون تحت سقف واحد اسمه العراق والفقراء يتحسرون على ماهم فيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك