المقالات

اجواء ما بعد الانسحاب !؟


جواد العطار

اثارت تجاذبات ازمة الاتهامات الاخيرة التي تكللت باصدار مذكرة اعتقال قضائية بحق نائب رئيس الجمهورية؛ نتيجة اعتراف بعض عناصر حمايته وما سبقها من سفره الى السليمانية واستقراره فيها .. وما تلاها بعد يومين من خرق امني خطير بتفجيرات انتحارية بقلب العاصمة بغداد اودى بحياة المئات من الابرياء جرحى وشهداء؛ موجة من التساؤلات تارة والاستنكارات تارة اخرى حول .. هل هذه هي الاجواء الايجابية والمناسبة المطلوب توفرها او التي كنا نتمناها لعمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد اتمام الانسحاب الامريكي؛ سواء على المستوى السياسي الذي تعطل عمل برلمانه التشريعي او على المستوى الامني الذي عجز عن حماية ارواح الابرياء في اغلب مناطق العاصمة او حتى القضائي الذي اثار باصداره مذكرة؛ القبض؛ الازمة الحالية وغاب تماما عن الساحة او التعقيب او التصريح حول ذات الموضوع ؟ ان سمو القانون وضرورة تطبيقه على الجميع امر لا يختلف عليه في اية دولة تدعي الديمقراطية او تسعى لتطبيقها ، بحيث لا يمكن لاي شخص داخلها امكانية الحصانة من الجزاء في حال ارتكابه لاية اعمال تخل بالامن العام ، خصوصا اذا كانت تلك الاعمال تتعلق باراقة الدم البريء . لذا نحن مطالبون بتعزيز استقلالية القضاء واحترام قراراته والدعوة الى تنفيذها ، لانها جزء رئيسي من متطلبات تعزيز الديمقراطية وترسيخها وسيادة القانون .. اذ من الخطأ الوقوع في مطب تسيس القضاء او الحكم على قراراته مسبقا في قضية نائب الرئيس او في غيرها دون اتباع سياقاته المعروفة والمتبعة . واذا كان من حل للازمة القضائية الحالية فلن يتم الا من خلال ضرورة الاستجابة العاجلة لقرارات القضاء ، لعدة اسباب منها :• المتهم شخصية عامة ( نائب رئيس جمهورية ) ، والاحرى به الاستجابة للقانون والخضوع لقراراته اكثر من غيره .• ضرب المثل من قبله؛ في ان ليس هناك اية شخصية فوق القانون مهما كان منصبها او درجتها الوظيفية او السيادية . • خطورة الموضوع لمساسه بالدم العراقي اولا وبالامن العام ثانيا ، ما يستدعي حسمه والوقوف على حقيقته واعلانها مهما كانت . وان كان من مخرج لهذا الموضوع فان الاعتراض عليه عن طريق الطعون القانونية وتقديم ادلة البراءة ، بديلا منطقيا عن اية طرق اخرى او اللجوء الى الاتفاقات او الصفقات السياسية ، ويبدو ان السيد الهاشمي سائر في هذا الاتجاه ، وقد يكللها بحضوره امام القضاء في بغداد لاثبات براءته كما يؤكد بتصريحاته منذ اعلان مذكرة الاعتقال .لكن للازمة السياسية برمتها؛ بغض النظر عن موضوع مذكرة الاعتقال؛ جوانب متعددة للانفراج ، منها : - سياسي :يدعو كافة الاطراف الى الحكمة والعودة الى طاولة الحوار البناء والمثمر واستغلال المبادرات المطروحة من دعوة اجتماع القوى السياسية الرئاسية؛ ميثاق الشرف الوطني؛ الطاولة المستديرة؛ وحتى دعوة رئيس الوزراء لاجتماع وطني شامل .. وهو ما نحتاجه في هذا الظرف الحرج الذي يلي خروج القوات الامريكية .- امني :يدعو الى اعادة النظر بالخطط الامنية المطبقة ومحاسبة المقصرين واعتماد المعلومة والعمل الاستخباري بديلا عن التواجد العددي .. والبحث الجدي عن مخرج يؤدي لتسمية الوزراء الامنيين حتى لو كان من طرف سياسي واحد ، وهو اهون من ان نبقى بلا وزراء امن او وزراء بالوكالة والمفخخات تعصف بالابرياء دون تمييز .- قضائي :يستوجب من الجميع احترام القضاء وترسيخ استقلاله وعدم اقحامه في الخلافات السياسية . وفيه مستويين : اول : من جانب السياسيين والمواطنين : يحترم القضاء ويؤمن باستقلاله ويخضع لقراراته . ثاني : من جانب السلطة القضائية ذاتها : التي يجب ان تعمل وفق هذا السياق وتثبت بالقول والفعل والتعامل والتنسيق الداخلي ما يظهرها امام السلطات الاخرى بمظهر يمنحها تلك الاستقلالية والقوة والصلاحية .

ان استمرار الاطراف السياسية في تبادل الاتهامات عبر الساحة الاعلامية او اللجوء الى توظيف قرارات القضاء لاغراض سياسية ، او محاولة اقحام الشارع في التحشيد او التأييد لقضية سياسية ما؛ على اية اسس كانت او مبررات او حجج؛ له ما له من المخاطر والنتائج السلبية التي قد لا تحمد عقباها على تنقية اجواء ما بعد الانسحاب .. ان حاضرا او مستقبلا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك