المقالات

حيدر الملا في قطار الهاشمي


فراس الغضبان الحمداني

يكشف لنا التاريخ السياسي العراقي عن صفحات مشرقة لسياسيين يمتلكون الخبرة والحنكة وقبل هذا وذاك الأخلاق والشعور بالمسؤولية إزاء الوطن والمواطن ولكن هذه المعادلة لم تعد كما كانت عليه كيف لا وان العملية السياسية تتوافق مع أشباه الرجال أمثال حيدر الملا الذي يتبرأ منه الاسم الأول ويستنكره الاسم الثاني .

إن هذا الذي صدق نفسه عضوا في البرلمان وسياسيا يتحدث بلغة الرجال وهو يعلم في قرارة نفسه بأن المثل الشعبي الشهير يقول: ( من قلة الخيل شدوا على الجلاب سروج ) هو ينطبق عليه أكثر من غيره وهكذا فان مجلس النواب يضم بين أعضائه المئات من الذين تحتاج ظهورهم لسروج لكي يمتطيها الأخيار لمحاربة طواغيت هذا الزمان ، ولعل من أوسع الظهور وأكثرها دفئا هو ظهر حيدر الملا وإذا كان هناك بديل فلن نجد أحسن من ظهر النجيفي .

ويا عجبي فان الأجيال الماضية لو كتب الله لهم إن يبعثوا من قبورهم ويتأملوا مشهد البرلمان والبعض من أعضائه أولئك الذين يشبهون أنفسهم بالتيوس لكن حتى التيس يمتلك مؤشرات الرجولة وما تميزه عن الأنوثة والذين عندنا نراهم من خلال التصريحات ليسوا سوى عنزات مقطوعة الذنب ويمكن أن نسميهم ضمن قطيع الملا .

هذا الرجل تفوح منه الطائفية بطريقة لا مثيل لها وهي تعبر عن أحقاد وكراهية لم نجد ما يطابقها الا بعقلية الشيخ المعتوه حارث الضاري والكلاب المسعورة التي تنبح بالفكر الوهابي المنبعث من مستنقعات الجزيرة العربية .

لقد تناسى هذا الملا تاريخه الصدامي حيث كان من النكرات التي تعتاش على اسم المقربين منه في زمن صدام وكان ذاك الرجل اقل تطرفا وعنجهية ، ولعل مصدر هذا التمادي والاستهتار قد استمدها من روح التسامح التي تتمتع بها الأطراف الأخرى وهي تعبر عن قيم الرجولة المستمدة من مدرسة آل بيت الرسول وزعيمها الحكيم علي بن أبي طالب الذي كان شعاره النبل والفروسية والأخلاق الحميدة .

إن هذه الجعجعة التي يفتعلها الملا بين فترة وأخرى لكي يثبت رجولته أمام الذين جندوه وسلموه أجندة لينفذها ما هي الا جعجعة فارغة تشابه تلك التي نسمعها من عربات القطارات الفارغة وهي شبيهة برواية طواحين الهواء لدون كيشوت في الأدب الاسباني .

عندما تمتحن هذه الثرثرات بالفعل الرجولي أو المبدئي فإننا نكتشف أن صاحبنا بمجرد أن ينهره احدهم أو يقف في وجهه فتراه منهارا وراكعا وهذا ما فعله النائب كمال الساعدي عندما لوح له بالعصا حتى خر صريعا باكيا ومتوسلا وكل هذا التداعي حصل بمجرد رفع العصا ولا ندري ماذا كان سيحصل لو أن الساعدي ضربه بعصاه .

لقد قرأنا في بطون كتب التاريخ كيف تعامل معاوية الماجن وعمرو بن العاص المحتال حيث تعاملوا مع الحكمة باللؤم واستبدلوا الشجاعة بالغدر والجبن والحقيقة بالتزييف والتسامح بالحقد ولهذا يمكن أن نقول بأن ما يفعله حيدر الملا وشيخه الضاري وآخرين يدفعون به إلى حفرة النار ينطبق عليهم المثل الذي يقول ( من شابه أباه ما ظلم ) وهذه حقيقة لان أبا سفيان هو الأب الشرعي لمثل هؤلاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو عمار
2012-01-02
ماشااااااااء الله طائفيه 1000%
فاضل البلداوي
2012-01-01
هؤلاء الخونة يسري دم البعث في عروقهم وسيسرون في درب ال مروان وال سفيان الى مثواهم (جهنم) وبئس المصير .
عراقي
2011-12-28
هذا البعثي العفلقي يثرثر دائما كحال علاوي واليطلك والنجيفي
حميد احمد
2011-12-26
ما لك و مفوض أمن صدام في ألبصرة ؟ دعه يثرثر كما يشاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك